قال المركز الأوروبي للبحوث المشتركة إن العائدات الإيجابية لزراعة الحبوب في إقليم برقة بليبيا، قد تُعوّض تدني مستوى المحاصيل بإقليم طرابلس (غرب) التي تضررت بسبب شح الأمطار خلال الموسم الحالي. 

وتناول المركز التابع للمفوضية الأوروبية في تقرير حمل عنوان «نظرة مستقبلية سلبية للمنطقة المغاربية بفعل الجفاف»، وضع الإنتاج الزراعي في ليبيا، ففي شمال غرب ليبيا (طرابلس)، شهدت المحاصيل درجات حرارة أعلى من المتوسط في ديسمبر ويناير وأقل من المتوسط في نسبة هطول الأمطار.

وأدت الظروف الجوية في الخريف، وبعد الجفاف، إلى تأخير عمليات الزرع بمقدار من 10 إلى 20 يومًا، فيما انتعشت زراعة الحبوب الشتوية بسرعة في ديسمبر. وأكد تقرير المركز الأوروبي أن فترة الإزهار على وشك الانتهاء، حيث تبدأ في المناطق الساحلية الغربية. واعتمد المركز الأوروبي على الأقمار الصناعية ليكشف عن معلومات تفيد بنمو المحاصيل فوق المتوسط في مناطق درنة والجبل الأخضر إلى جانب بنغازي.

- «أوراسيا ريفيو» يحذر من آثار وخيمة على ليبيا وخسائر اقتصادية جراء تغير المناخ
- تقرير أممي: الليبيون ينفقون أعلى زيادة لتكلفة سلة الغذاء خلال 3 سنوات
- مصر: 63 ألف طن إجمالي الصادرات الزراعية إلى ليبيا.. ولا إخطارات برفض أية شحنات

بداية مرحلة الإزهار بالمنطقة الساحلية الشرقية
أدت ظروف النمو الزراعي المواتية على طول الساحل الشمالي الشرقي (برقة)، وذلك بفضل المعدل فوق المتوسط في تساقط الأمطار خاصة في يناير. ففي المناطق الزراعية في برقة اتبع متوسط درجات الحرارة اليومية نفس الشيء مع نمط طرابلس. وذلك بعد بداية جافة للموسم في ديسمبر، إذ تساقطت الأمطار بشكل متكرر وموزع بالتساوي في النصف الثاني من شهر يناير، وهو ما أفاد المحاصيل الزراعية وتجديد احتياطيات رطوبة التربة.

وأوضح المصدر أن الحبوب في المناطق الساحلية الشرقية حاليا في بداية مرحلة الإزهار. ويأتي ذلك في وقت يتوقع فيه التقرير الصادر عن المركز الأوروبي للبحوث المشتركة انخفاض معدلات إنتاج الحبوب في المنطقة المغاربية، بسبب تداعيات الجفاف.

وأفاد المركز، المتخصص في تعقب حالة الزراعة، أن محاصيل الحبوب تضررت بفعل الجفاف في مناطق شاسعة من المنطقة المغاربية، مع تسجيل تأخّر شامل في نمو المحاصيل، ومستوى دون المتوسط في حجم الإنتاج بمعظم مناطق زراعة الحبوب الرئيسية في المغرب، وحزام عريض بالجزائر، والمناطق الشمالية الشرقية والوسطى من تونس.

وتابع: «هناك حاجة ماسة إلى المطر لتجنب المزيد من الخسائر». وعموما يتوقع أن ينخفض إنتاج القمح في المنطقة المغاربية إلى نسبة تتراوح بين 15 و24%. وبالنسبة لمحاصيل الشعير، فإن الانخفاض قد يبلغ هذا العام بين 10 و30%.

الحرب في أوكرانيا واستراتيجية الأمن الغذائي في ليبيا
يشار إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير 2022 دفعت وزارة الاقتصاد بحكومة الوحدة الوطنية للطلب من مزارعي الحبوب وأصحاب المطاحن ومستوردي الأغذية بشكل عام تكديس مخزون من الغذاء لمدة ثلاثة أشهر. 

وأعلن وزير الاقتصاد والتجارة بالحكومة الموقتة محمد الحويج، خلال اجتماع له أن وضع خطة استراتيجية للأمن الغذائي الوطني هو الهدف الأساسي لوزارته في العام 2023. وقال الحويج إن توجه الدولة يجب أن يكون لتشجيع زراعة الحبوب محليا وزيادة نسبة الاعتماد على الإنتاج المحلي، من خلال حل مشاكل التسويق وشراء الإنتاج مباشرة من المزارعين بتشجيع الأسعار المدعومة، وأشار إلى أن إنتاج الحبوب محليا والحفاظ على المخزون الاستراتيجي للدولة لأمر يخص الأمن القومي.