مع جمود مشروعات النفط المحلية وانتعاش الإنتاج في دول أفريقيا، انخفض إنتاج النفط الليبي بنحو 10 آلاف برميل خلال فبراير الجاري، ما أفقد ليبيا موقعها في قائمة الدول الأفريقية المنتجة للذهب الأسود، لتصبح الثالثة بدلاً من الثانية، المركز الذي احتلته في ديسمبر الماضي.

وتراجع الإنتاج الشهري الليبي بنحو 10 آلاف برميل، مستقراً عند 1.14 مليون برميل يومياً خلال يناير 2023، وفق التقرير الشهري الصادر عن منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك».
وفي نوفمبر الماضي كانت ليبيا هي الأولى أفريقياً في الإنتاج الشهري، فيما حافظت نيجيريا على المرتبة الأولى خلال يناير.

وارتفع إنتاج النفط في نيجيريا بنحو 65 ألف برميل يومياً خلال الشهر الماضي، ليصل إلى 1.336 مليون برميل يومياً، بينما شهد إنتاج أنغولا، الثانية أفريقياً، زيادة قدرها 47 ألف برميل يومياً ليصل الإجمالي إلى 1.155 مليون برميل يومياً.

انخفاض سعر برميل النفط الليبي
وفيما يخص النفط الليبي، ارتفع سعر البرميل بنسبة 2.8 % على أساس شهري إلى متوسط 81 دولاراً بعد أن وصل في الشهور الأخيرة إلى 100 دولار.
وفي العموم، انخفض إجمالي إنتاج الدول الـ13 الأعضاء لدى «أوبك» إلى 28.8 مليون برميل يومياً خلال يناير مقابل 28.9 مليون برميل يومياً في ديسمبر الماضي.
وخفض تحالف «أوبك بلس» الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، منذ نوفمبر العام 2022، علماً بأن ليبيا مستثناة من اتفاقية خفض الإنتاج.

ويأتي التراجع المحلي في وقت تتطلع فيه ليبيا إلى رفع إنتاجها بعدما أعلن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، بدء تطوير الخطة الاستراتيجية لقطاع النفط والغاز، مشيراً إلى تطلع ليبيا لزيادة إنتاج النفط لمليوني برميل يوميا بدلاً من 1.26 مليون، خلال ثلاثة إلى خمسة أعوام.

وأطلقت مؤسسة النفط بالتعاون مع شركة «كيرني» الأميركية من مدينة بنغازي تطوير الخطة الاستراتيجية الخاصة بالقطاع والتي تشمل المؤسسة والشركات التابعة لها. وكشفت إنشاء مكتب البرامج الاستراتيجية الذي سيتولى تنفيذ خطة تطوير قطاع النفط الليبي.

أسواق غاز جديدة في القارة السمراء
أما عن سوق الغاز، فإن موقع ليبيا من حيث الأحجام الموجهة للتصدير والاحتياطي الذي ظلت ليبيا محافظة عليها منذ سبعينيات القرن الماضي مهدد لصالح دول أفريقية أخرى.
وأكدت مؤسسة «غلوبال إنرجي مونيتور» الدولية، في تقرير لها صدر في فبراير الجاري، هيمنة كل من: نيجيريا وليبيا ومصر والجزائر تاريخياً على أكثر احتياطيات وإنتاج الغاز المؤكدة؛ إذ شكلت الدول الأربع 78 % من احتياطيات الغاز في أفريقيا في العام 2021، نقلاً عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

للاطلاع على العدد 379 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وأظهرت بيانات «غلوبال إنرجي» أن هذه المكانة قد تتغير لصالح دول أفريقية أخرى، مؤكدة أن 84 % من الاحتياطيات الجديدة في مرحلة ما قبل الإنتاج تقع في الدول الوافدة حديثاً إلى سوق الغاز الأفريقية، ومنها: موزمبيق والسنغال وتنزانيا وموريتانيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا والمغرب.

وبينما تواصل ليبيا والجزائر ونيجيريا ومصر لعب دور كبير في إنتاج الغاز في أفريقيا، سوف يطالب الوافدون الجدد بالسوق بزيادة الحصة السوقية.

ومع ذلك، فإن العديد من المشاريع لا تزال قيد التطوير؛ إذ ترتبط حقول استخراج الغاز ارتباطاً صريحاً بالاستثمار في مجال تصدير الغاز الطبيعي المسال، حسب التقرير الذي أشار إلى أن احتياطي ليبيا يقدر بـ2 % في القارة السمراء، ما يجعل البلاد إلى جانب الجزائر الأكثر ثباتاً من حيث احتياطيات وإنتاج الغاز.

احتياطيات الغاز في أفريقيا
ويبلغ إجمالي الاحتياطيات الجديدة في أفريقيا أكثر من 5137.5 مليار متر مكعب، مع انبعاثات محتملة تعادل حوالي 11.9 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، مع مواجهة الإنتاج من العديد من هذه الحقول معارضة بسبب التأثيرات المحتملة في النظم البيئية والمجتمعات المحلية.

ومن المتوقع أن تدفع موزمبيق وموريتانيا وتنزانيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا أحجام تطوير الغاز على المدى القريب؛ إذ ستمثل أكثر من نصف إنتاج الغاز في أفريقيا بحلول العام 2038.

ويرجح أن تقود الجزائر ونيجيريا معظم أحجام صادرات الغاز في أفريقيا في المدة من 2022 إلى 2025، مع أحجام صادرات إضافية من غينيا الاستوائية ومصر وموزمبيق والسنغال وموريتانيا.

طموحات 2030
وبحسب «غلوبال إنرجي»، فإنه في حال السماح لخطط الصناعة لهذه الموجة من مشروعات حقول الغاز الجديدة بالمضي قدماً، فمن المتوقع أن يرتفع إنتاج الغاز في أفريقيا بمقدار الثلث بحلول العام 2030.

ومن الدوافع الرئيسية لتهافت الشركات المتعددة الجنسيات والدول الأوروبية إلى الاستكشاف بأفريقيا هو بحث الاتحاد الأوروبي عن مصادر متنوعة للغاز خارج روسيا على ضوء تداعيات الحرب الأوكرانية.

ذكر التقرير أن الشركات الأوروبية تمتلك غالبية احتياطيات حقول الغاز الجديدة في أفريقيا، باستثناء شركة «سوناطراك» الجزائرية المملوكة للدولة، وشركة النفط الوطنية في موزمبيق «إمبريسا ناشيونال دي هيدروكربونيتوس»، وهما الشركتان المحليتان الوحيدتان من بين الشركات العشر الأولى من حيث الحجم الاحتياطي لحقول الغاز الجديدة في القارة.
كما تعد شركتا النفط «بي بي» البريطانية و«توتال إنرجي» الفرنسية أكبر مطورتين لاحتياطيات الغاز الجديدة في أفريقيا. ففي العام 2021، جاء 25 % من إجمالي إنتاج «توتال إنرجي» العالمي من الهيدروكربونات من أفريقيا.