نظمت البعثة الأممية اجتماعاً لمناقشة أوضاع النساء في ليبيا، بما في ذلك تقلدهن المناصب السياسية، وفرص المتزوجات من غير ليبيين في الترشح للانتخابات، فضلًا عن وضع سيدات الجنوب.

ودعَت رئيسة «الأمانة العامة لنساء ليبيا» زكية العماري إلى ضرورة استفادة المرأة الليبية من الفرص الاقتصادية السانحة في البلاد.

وقالت العماري في اللقاءٍ الذي نظّمه قسمُ المساواة بين الجنسين التابع للبعثة «إن عدمَ إدراكِ العديد من النساء لحقوقهن يحولُ دون استفادتِهن من تلك الفرص»، حسبما أكدت البعثة في بيان عن اللقاء، نشرته اليوم الإثنين.

ممثلات عن مؤسسات حكومية يحضرن الاجتماع
ضم الاجتماع الذي عقد في يناير الماضي 16 امرأة عاملة في المؤسسات التابعة للدولة والحكومة، المجلس الرئاسي، ووزارات الدفاع والصحة والزراعة. وركز على دور النساء في مختلف الأجهزة الوطنية، وما تواجِهْنَه من تحديات، فضلاً عن الخطوات اللازمة لإنشاء «المجلس الأعلى لنساء ليبيا».

وأشارت البعثة الأممية إلى كلمات بعض الحاضرات خلال اللقاء، وقول إحداهن إن «النساء تتَّكِلن على الحكومة في كسبِ دخلهن، إما من خلال المرتبات أو المنحِ الشهرية التي لا تغطي جميع احتياجاتهن.

مشاركة المرأة في التنمية عبر المشاريع الصغيرة
وطالبت أخرى بضرورة النهوض بالفرص الاقتصادية للنساء من خلال الدورات التدريبية، وضمانِ مشاركتهن في عجلة التنمية، عبر البرامج الداعمة للمشاريع الصغيرة.

- الدبيبة يدعو نساء ليبيا لـ«الشراسة» في طلب حقوقهن
- باشاغا يؤكد ضرورة تفعيل دور المرأة وتمكينها في كل المجالات
- ناشطات: «الثورة» ترفع «نون النسوة».. وطموحات بالمزيد

وتابعت العماري: «الأمانة العامة لنساء ليبيا كانت بصدد تنظيم ملتقى يجمع النساء من جميع أنحاء البلاد بهدف اعتماد ميثاق لنساء ليبيا الذي يسعى إلى توحيد صفوف النساء الليبيات حول برنامج مشترك يرمي إلى تعزيز حقوقهن والنهوض بها».

6 سفيرات فقط في 148 سفارة
وذكرت المشاركات في الاجتماع إن مساهمة النساء في الحياة السياسة لا تزال تعترضها الكثير من الصعوبات، مشيرة إلى قلة عدد النساء في المناصب السياسية، كما هو الشأن في السلك الديبلوماسي، إذ جرى تعيين ست سفيرات فقط من بين 148 سفارة ليبية عبر العالم.

واعتبرت إحدى المشاركات أن الوضع الاقتصادي للنساء يقلل من حظوظهن في المشاركة السياسية، كونهن غير قادرات على تمويل حملاتهن الدعائية أسوة بالرجال. الأمر الذي يضطرهن للتأقلم مع برامج الأحزاب السياسية.

ودعت الأمانة العامة لنساء ليبيا إلى تمكين «جميع النساء من التمتع بحقوقهن السياسية بشكل كامل، بمن فيهن المتزوجات من غير الليبيين. حيث إن فرص الأخيرات في خوض غمار الانتخابات ضئيلة للغاية، كونهن تحتجن - بسبب قوانين تمييزية - لإذن مسبق من السلطات»

سيدات الجنوب: التقاليد تمنع القيام بدور أكبر 
وعن الجنوب، قالت المشاركات إن «النساء يعانين من القيود التي تفرضها التقاليد الثقافية والاجتماعية، التي تشدد على حصر دور المرأة في تقديم الرعاية بدل اعتبارها شريكا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية». وأضافت: «أثرّ هذا الوضع سلباً، وبشكل كبير، على النساء في المنطقة».

وأقر الجميع بالطابع المعقد للتقاليد الاجتماعية المتبعة في أنحاء البلاد غالباً، لكنهن يعتبرن أن هذه التقاليد غالبا ما تعرقل مسيرة النساء نحو تولي مناصب قيادية، أو مشاركتهن في الحياة السياسية.

وأكدت البعثة اعتزامها مواصلة اجتماعاتها مع النساء من جميع أنحاء ليبيا للاستماع لأفكارهن، ومناقشة التحديات التي يواجهن بهدف تعزيز عملها في الترافع عن حقوق النساء وتمكينهن.