قال كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة للسلام توماس هيل إن الوضع في ليبيا لم يتغير على نحو أفضل منذ 12 عاما منذ سقوط معمر القذافي، حيث لا تزال الأطراف الليبية المتنافسة تدّعي أنها تمثل السلطة الشرعية في وقت يستمر فيه العنف بينما العالم يدير ظهره نوعا ما للبلاد.

وعاد الباحث توماس هيل في حوار مع المعهد الأميركي، إلى مهمة الأمم المتحدة في ليبيا، وإلى بداية تفويضها منذ 2011 ، فباشرت عملها بدون بعثة لحفظ السلام واصطدمت مع الوقت بوجود أشخاص يخدمون أنفسهم بعدما وصلوا إلى السلطة، وكان لديهم رعاة خارجيون فيما قدموا مصالحهم الذاتية الضيقة ضد مصالح البلد ككل، وهنا كانت الأمم المتحدة عاجزة عن إيقاف هذا الوضع.

- «أسيوشيتد برس»: الولايات المتحدة تسعى لطرد المرتزقة الروس من ليبيا والسودان
- مجلة فرنسية: 5 شخصيات تهيمن على المشهد السياسي وهذه كيفية بناء التحالفات وتفكيكها في ليبيا
- «الشفافية الدولية»: ليبيا ضمن قائمة الدول العشر الأكثر فسادا في العالم

وكانت الفكرة في البداية أن البعثة الأممية ستساعد الليبيين في تشكيل حكومة فاعلة من شأنها وضع دستور وإجراء انتخابات، لكن من المفترض ألا يكون ذلك دائما. وبناء على ما حدث في أماكن أخرى حول العالم تنتهي بعثات الأمم المتحدة إلى أن تصبح دائمة لأن الصراعات تستمر أطول فترة.

إعادة التفكير في الدور الأممي بليبيا
أوصى الباحث بمعهد السلام الأميركي بإعادة التفكير في دور الأمم المتحدة، بدلاً من إعادة التفويض ومنحها ثلاثة أشهر أخرى أو سنة للعمل على حل مشاكل ليبيا.

وفيما يتعلق بدور الولايات المتحدة في تسوية الصراع، قال توماس هيل إن ليبيا ساحة خلفية لأوروبا فقد كان الأوروبيون واضحين جدا في أنهم يفضلون حل المشكلات الأقرب إليهم وأنهم لا يحتاجون إلى الأمريكيين لحل الأزمات.

غير أن الأوروبيين فشلوا في ذلك وهم يعتقدون أنهم يريدون حل هذه المشكلة دون مساعدة واشنطن، ومن الواضح أنهم لم يفعلوا ذلك. ورأى توماس هيل أن وزن الولايات المتحدة يكمن في تنظيم المجتمع الدولي فلا يتعلق الأمر بالمشاركة المباشرة حيث يمكن أن تكون لاعبًا أفضل في هذا الصراع، أو محاولة حل الصراع بمجرد حث «أصدقائها» على التصرف بطرق تخدم مصلحة الشعب الليبي.