استبعد الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، جليل حرشاوي، إجراء الانتخابات الليبية هذا العام؛ بسبب غياب «خطة محددة»، وذلك بعد تصريحات أطلقها رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عبدالحميد الدبيبة، بأن 2023 سيكون عام الانتخابات.
وقال الباحث في المعهد البريطاني المعني بالدراسات العسكرية والأمنية، إن هناك نية من جانب الأمم المتحدة لإعطاء نوع من الزخم الجديد للعملية السياسية في شهر فبراير، لكن الأمر يسير ببطيء، ولطبيعة الوضع الراهن وعناد الليبيين فإنه «إذا وصلت البلاد إلى إجراء الانتخابات في العام 2024 سيكون ذلك جيدا»، كما توقع حرشاوي في مقابلة مع الإذاعة الفرنسية، مساء الخميس.
«من الأفضل تجاهل المقترح الأفريقي»
وبخصوص جهود رئيس الكونغو برازافيل، دينيس ساسو نغيسو، الذي يرأس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا، لعقد مؤتمر دولي للمصالحة الوطنية تسبق الانتخابات، دعا جليل حرشاوي أولا إلى محاولة تغيير سلوك الفاعلين الليبيين الذين لديهم قدرة حقيقية على إظهار القوة على الأرض لأنه دون ذلك «لا فائدة على الإطلاق من تنظيم قمة مجردة في مكان ما في أفريقيا»، حسب تعبيره.
- باتيلي والمنفي يدعوان القادة الليبيين لتوافق يقود إلى انتخابات هذا العام
- المنفي يبحث مع باتيلي «أفكارا جادة» لإنجاز الانتخابات قريبا
- باتيلي يدعو الشركاء الدوليين لتوحيد صوتهم لتحقيق تطلعات الشعب الليبي
واستدرك حرشاوي: «لم تكن هناك أي مصالحة حقيقية حتى بعد وقف إطلاق النار في يونيو 2020، وتوقف القتال في ليبيا منذ أكثر من عامين ونصف العام. لكن هذا المقترح المقدَّم من الاتحاد الأفريقي يعد في مفهومه غامضا لدرجة أنه من الأفضل تجاهله».
حرشاوي: باتيلي لا يخاف الليبيين وقادر على الخروج بخطة «جريئة»
وفي تقييمه لعمل السنغالي عبدالله باتيلي ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا منذ تعيينه في سبتمبر الماضي، قال الباحث أن هذا الدبلوماسي «لا يخاف من الليبيين بل إنه قادر على الخروج بخطة جريئة نسبيا. غير أنه من ناحية أخرى، كان شخصا بطيئا جدا جدا فلم يفعل أي شيء حتى الآن».
ويعتقد حرشاوي أن باتيلي سيعلن شيئا ما مع اقتراب نهاية فبراير، لكن هذا الأمر لن يكون بلا شك سوى بداية لعملية جديدة ستظل تتسم ببطئها، وتوقع أن يقدم على خطى أسلافه بتشكيل لجنة ومناقشة كيفية اختيار الإطار الدستوري للانتخابات، وسط تساؤلات حول إمكانية إجراء الانتخابات العام 2023 أم العام 2024.
وحول الدور التركي في ليبيا، اعتبر حرشاوي أن أنقرة «لها الدور الأكثر نفوذا ولها بصمة عسكرية كبيرة عن طريق ضباط وجواسيس ومرتزقة سوريين وأسلحة خاصة طائرات دون طيار وطائرات استطلاع وقوات بحرية منتشرة على طول الساحل، حيث يعتبر الأتراك أنفسهم في وطنهم بطرابلس». إضافة إلى ذلك، قال الباحث إنهم «يحاولون وربما سينجحون في إقامة علاقات أكثر ثقة مع عائلة (القائد العام للقياد العامة) المشير خليفة حفتر، المعارضة للحكومة المدعومة من تركيا».
تعليقات