Atwasat

الملف المنسي.. مقاتلون تشاديون وسودانيون في الجنوب الليبي

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الجمعة 03 فبراير 2023, 10:02 صباحا
WTV_Frequency

بينما ينصب هدف القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا على إنهاء النفوذ الروسي في ليبيا ودول الجوار خاصة في غرب أفريقيا والساحل، تكاد تنسى قضية الضغط على المتمردين التشاديين والسودانيين وحكوماتهم لإتمام ترحيلهم من الجنوب الليبي إلى دولهم.

ويعكف المبعوث الأممي لدى ليبيا عبدالله باتيلي على التحضير لعقد اجتماع خلال الأسابيع المقبلة مع دول جوار جنوب ليبيا، وهي السودان وتشاد والنيجر لبحث إخراج المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، بعد ترديد مسؤولي هذه الدول عدم رغبتهم في استقبال هؤلاء إلا بشروط؛ مع أن الخرطوم ونجامينا توصلتا مع مجموعات من الحركات المتمردة إلى اتفاق سياسي كُلِل بإدماج بعض قادة التمرد في الحكومات الانتقالية.

ففي آخر اجتماع للجنة العسكرية المشتركة (5+5) بسرت في 17 يناير الماضي كشف باتيلي اعتزام مناقشته القضايا المتعلقة بدول الجوار في المنطقة الجنوبية، والقوات الأجنبية والمرتزقة، إذ جرى التوصل إلى قرار بشأن المضي قدما في هذا الملف بعقد اجتماعات في الأسابيع المقبلة مع دول الجوار، داعيا الدول الأجنبية إلى سحب قواتها وضرورة إشراك دول الجوار لإنهاء وجودهم.

وسيضاف هذا الاجتماع الدولي تحت رعاية الأمم المتحدة إلى قائمة من عشرات المؤتمرات السابقة لمعالجة قضية قنابل موقوتة تتخذ من الجنوب الليبي مركزا لزعزعة الاستقرار، دون أن تتمكن من التوصل إلى اتفاق حازم منذ التوقيع على الهدنة في أكتوبر 2020 بين الأطراف الليبية يقضي بترحيلهم وتفكيك أسلحتهم مع دمجهم في القوات المحلية لبلدانهم.
وبناء على الاتفاق السياسي الذي وقعته الأطراف التشادية عقب حوارها الوطني بالدوحة العام الماضي بدأت قوات ما يسمى بـ«اتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية» بالانسحاب من مدينة سبها، باتجاه الأراضي التشادية وفق ما أعلن ناطق باسم اتحاد القوى الجنرال محمد نوري في بيان له تلاه وهو محاط بأرتال من السيارات وبعناصر مدججة بالسلاح قبل أيام.

ومن المعلوم أن الجماعة المتمردة المعلنة للانسحاب جاءت بعد أسابيع من حصول نائب رئيس «اتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية» المعارضة محمد السليك حلاتة على حقيبة التنمية الإقليمية والتخطيط العمراني ضمن حكومة الوحدة الوطنية في تشاد التي جرى تشكيلها خلال أكتوبر الماضي، وذلك بعدما وقع قادة معارضة اتفاق الدوحة للسلام الذي أتاح مشاركة نحو ثلاثين فصيلا مسلحا في الحوار الشامل في العاصمة نجامينا من 20 أغسطس إلى 30 سبتمبر.

تشاد تشكو من مرتزقة روس في ليبيا
وفي تصريح له خلال زيارته للسنغال أواخر يناير الماضي، تجاهل وزير التخطيط العمراني، محمد السليك حلاتة، المتمردين من جنسيات تشاد أو السودان الموجودين في الجنوب الليبي، وزعم أن بلاده محاطة بالمرتزقة الروس في الدول المجاورة وهم الذين يسعون للتأثير على نفوذ روسيا في أفريقيا. وفي مقابلة مع جريدة «داكار تايمز» السنغالية أشار الوزير التشادي إلى وجود المرتزقة الروس في الدول المجاورة قائلا «لدينا الروس في الجنوب (أفريقيا الوسطى)، في الشرق (السودان) والشمال (ليبيا)، أنا أتحدث عن فاغنر». واعتبر أن ذلك يعني أن تشاد محاطة تماما بالمرتزقة الروس».

للاطلاع على العدد 376 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وأضاف أن تشاد لها خصوصية في المنطقة لذلك الأميركيون أو الفرنسيون أو غيرهم، يأخذون بعين الاعتبار الخصوصيات الإقليمية والتحدي الذي يواجهه التشاديون في مواجهة الإرهاب الدولي.

مقاتلون تشاد في الجنوب الليبي
ولا يبعد هذا التجاهل حقيقة وجود حوالي سبعة آلاف مقاتل خلال السنوات الثلاث الماضية في ليبيا وفق ما كشفت «المبادرة العالمية للجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية» في إحصائية لها تعود للعام 2021، مؤكدة صعوبة إحصاء عدد التشاديين المقاتلين النشطين في ليبيا والصحراء الوسطى، مع تغير الأرقام باستمرار بسبب الوفيات والتجنيد المستمر.
إذ تبين من خلال المقابلات مع «المقاتلين» التشاديين في ليبيا قيامهم برحلات متعددة الأوجه، فيما يعرف باقتصاد العمل الإجرامي في منطقة الساحل فمعظمهم لديهم مستوى تعليمي متدنٍ جدا أو ليس لديهم أي نوع من التعليم ويسعون وراء فرص العمل كمرتزقة بعد خوضهم تجارب فاشلة كعمال مناجم الذهب أو شبكات الهجرة.

واستنادا إلى تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي في يناير الماضي، فإن جماعات مسلحة تشادية زعمت في أوائل أكتوبر أن عديد الجنود التشاديين انشقوا وعبروا إلى ليبيا انطلاقا من تيبستي في شمال تشاد ومعهم أصـول عسـكرية وأسلحة ووثائق حساسة. ودعت الجبهة الجنود وأفراد الشـرطة التشاديين الآخرين إلى الانضمام إلى قتالهم ضد المجلس العسكري الانتقالي في تشاد. وبعدها ذكرت وسائل إعلام محلية تشادية بأن رئيس الجبهة بالنيابة اللواء عبدالرحمن صالح نجا من محاولة اغتيال من مجهولين في أم الأرانب بمرزق واتهموا وقوف الجيش الوطني الليبي وراء الهجوم. وفي اليوم نفسه اعتقلت قوات الجيش الليبي ثمانية مواطنين تشاديين في أم الأرانب.

مقاتلون سودانيون
وفي الجارة الأخرى السودان، رغم توقيع سبعة فصائل مسلحة في الصيف الماضي في دولة النيجر بحضور وفد عسكري سوداني رسمي وجماعات مسلحة دارفورية على اتفاق لسحب قواتها من ليبيا إلا أن نشاطهم لا يزال مستمرا، حيث تلخص النقاش حول الطرق العملية والجدول الزمني الخاص بعودة المقاتلين الموجودين في ليبيا، بالإضافة إلى تجميعهم ثم إدماجهم في القوات النظامية السودانية أو عودتهم إلى الحياة المدنية. ومن الجماعات المسلحة المشاركة كل من: مجلس الصحوة الثوري وحركة العدل والمساواة السودانية الجديدة التي يقودها منصور أرباب وهي فصيل منشق عن العدل والمساواة، إضافة إلى الحركة الثورية للعدل والمساواة وحركة تحرير السودان بجانب حركة العدل والمساواة التصحيحية ومجلس الصحوة الثوري للتغيير والإصلاح. من جانبه، بحث رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، ورئيس الفترة الانتقالية التشادي، محمد إدريس ديبي، خلال اجتماع في العاصمة أنجمينا، قبل أيام، تأمين الحدود المشتركة بين البلدين إضافة إلى المساعدة على إحلال السلام في الجارة ليبيا، لكن لم يجر التطرق إلى قضية المقاتلين الأجانب.

وأكد البرهان خلال اللقاء أهمية المحافظة على تجربة القوات المشتركة السودانية التشادية وتطويرها، وتبادل الدعم في المحافل الدولية والإقليمية، لا سيما فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في ليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ودولة جنوب السودان. إضافة لذلك، اتفق البرهان وديبي على مناقشة تطورات الأوضاع في ليبيا والعمل على مساعدة الليبيين في إيجاد حل يُفضي للوصول إلى سلام في البلاد، انطلاقا من علاقات حُسن الجوار.

ويرجع مراقبون تعثر ملف طرد المقاتلين الأجانب والمرتزقة من دول الجوار المتواجدين في ليبيا منذ انتهاء الحرب على العاصمة طرابلس الى الحسابات الدولية والتي تنصب على المطالبة بضرورة إخراج القواعد الأجنبية التابعة لروسيا مع قوات «فاغنر»، فيما تتمسك فرنسا بانسحاب القوات التركية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
من السبعة إلى الغرارات.. استمرار إزالة عقارات لفتح مسار الدائري الثالث (صور)
من السبعة إلى الغرارات.. استمرار إزالة عقارات لفتح مسار الدائري ...
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق لحكومة موحدة وانتخابات
البعثات الأوروبية تعليقا على استقالة باتيلي: يجب تمهيد الطريق ...
«أجوكو» و«إس إل بي» تبحثان تطوير الإنتاج النفطي في ليبيا
«أجوكو» و«إس إل بي» تبحثان تطوير الإنتاج النفطي في ليبيا
مصادر «المركزي» لـ«بوابة الوسط»: سحب ورقة الخمسين دينارا من التداول
مصادر «المركزي» لـ«بوابة الوسط»: سحب ورقة الخمسين دينارا من ...
تنفيذ «ويبلد» الإيطالية لطريق امساعد -المرج يتحدد مايو المقبل
تنفيذ «ويبلد» الإيطالية لطريق امساعد -المرج يتحدد مايو المقبل
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم