Atwasat

جريدة «الوسط»: ميلوني في طرابلس ومعها ملفا الهجرة والطاقة

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 27 يناير 2023, 08:36 صباحا
WTV_Frequency

تبقى حلحلة الوضع السياسي في ليبيا رهينة التدخلات الإقليمية والدولية وغياب التوافق بين الأطراف الخارجية المؤثرة، ما يجعل البلاد ساحة تصادم وتفاعل أجندات الخارج، يتمظهر أحد أبرز تجلياته حاليا في الموقف من حكومة الوحدة الموقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وحكومة فتحي باشاغا المكلفة من مجلس النواب.

وبعد نحو خمسة أشهر من الشروع في مهمته داخل ليبيا، عاد الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبدالله باتيلي ليكرّر التعبير عن قلقه من عدم وجود أي تقدم بمسار الحل السياسي للصراع لحد الساعة، مع استمرار الانقسام الداخلي، ويقول من الجزائر «إن الأزمة في ليبيا لم تعرف أي تطور ملحوظ».

واصطدم المبعوث الأممي بجدار الاصطفاف الخارجي حيال ليبيا، واشتداد تنازع الحكومتين نحو اكتساب الشرعية، الذي كان لا بد أن يعبر عن نفسه عشية زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني هذا السبت على رأس وفد يضم وزيري الخارجية أنطونيو تاياني والداخلية ماتيو بيانتيدوزي، قادمة من الجزائر ومعها ملفا الهجرة والطاقة.

لغط سياسي مصاحب لزيارة ميلوني
ومع ترقب توقيع صفقة استثمارات جديدة يقودها عملاق الغاز الإيطالي شركة إيني في سياق مساعي روما لتأمين احتياجاتها من الطاقة بعيدا عن المصدر الروسي، يثار لغط سياسي واسع حول الزيارة ككل، فقد أعربت حكومة باشاغا في بيان الثلاثاء عن استغرابها من اعتزام ميلوني زيارة ما وصفه البيان بـ«الحكومة منتهية الولاية»، وحضور التوقيع على اتفاق الطاقة الجديد، وحذرت من «صفقة غامضة، يُعد لها بين المؤسسة الوطنية الليبية للنفط وشركة إيني الإيطالية تقضي بزيادة حصة الشريك الأجنبي وتقليص حصة الشريك الليبي»، وفق البيان، ويكمن أصل رفض الاتفاق في تغيير نِسب المشاركة مع الشركة الإيطالية، بحيث تزيد حصة الشريك الأجنبي على حساب الشريك الليبي.

وكشف رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، في تصريح لوكالة بلومبرغ الأربعاء، أنّ توقيع الاتفاق مع «إيني» سيكون السبت المقبل بقيمة 8 مليارات دولار، لتطوير حقلين للغاز قبالة السواحل الليبية.

بجانب ملف الطاقة تسود مخاوف حقوقية من استغلال الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة هشاشة حكومة الوحدة لدفعها إلى توقيع اتفاق آخر لضبط قوارب المهاجرين كإنشاء «مواقع ساخنة» للتعامل مع طلبات اللجوء، لا سيما أن وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوزي، كشف عن الإعداد لمهمة خاصة إلى ليبيا بشأن الهجرة، لم يوضح طبيعتها.
وبالتزامن مع ذلك اقتربت تركيا بدورها من تنفيذ اتفاق العام الماضي مع ليبيا بشأن التعاون في مجال الطاقة الأمر الذي أثار انتقادات داخل ليبيا وخارجها خاصة من اليونان ومصر.

بريطانيا تقدم رؤية لحل الأزمة
وغير بعيد عن حالة الاصطفاف، ورغم توجيها اللوم إلى «قادة ليبيا الذين يخذلون بلدهم»، تحدثت السفيرة البريطانية لدى ليبيا كارولين هورندال، عن رؤية بريطانيا وحلفائها الغربيين، وضرورة وجود حكومة جديدة للإشراف على إجراء الانتخابات، ما يعني إزاحة حكومة الدبيبة، وقالت لجريدة الشرق الأوسط السعودية إنه «من غير المرجح أن يحل هذه المشكلات أي تغيير في أي منصب الآن»، مقترحةً إيجاد حل وسط من جميع الأطراف.

للاطلاع على العدد 375 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

موقف عربي مرتبك إزاء ليبيا
أما الموقف العربي إزاء الحالة الليبية فقد حافظ على وضعه المرتبك، واتضح ذلك مجددا في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية الذي شهدته طرابلس، الأحد، وربما سيكون المشهد أكثر درامية خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب في القاهرة المقررة في فبراير المقبل، ففضلا عن غياب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عن الاجتماع بسبب اشتراط حد أدنى من الحضور يتجاوز 14 دولة، ما دفع وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، نجلاء المنقوش، رئيس المجلس الوزاري للجامعة العربية في دورته الـ158، إلى الإعراب عن أسفها للمتغيبين عن الاجتماع، وانزعاجها من افتقاد بلادها منذ سنوات لما عبرت عنه بـ«التضامن العربي»، فقد شاركت تونس والجزائر على مستوى وزيري خارجيتهما، أما قطر فأوفدت وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي، وبتمثيل دبلوماسي أقل حضرت السودان، وسلطنة عمان، وفلسطين، وجزر القمر. وكانت هذه مناسبة ليخص فيها فتحي باشاغا، بالشكر كلا من مصر، والسعودية، والإمارات، لعدم مشاركتها في الاجتماع، فيما طالب دولتي الجزائر وتونس، بـ«إعادة النظر في سياستهما الخارجية تجاه ليبيا»، هذا المشهد يراه متتبعو الشأن الليبي معبرا عن حالة الانقسام العربي حيال النزاع على السلطة والشرعية في ليبيا، ما يؤكد ضرورة وجود سلطة واحدة، وهو ما لن يحقق بدون انتخابات يقول فيها الشعب كلمته.

هذا الوضع كان محور جولة المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في دول الجوار الليبي بدءا من الجزائر طلبا للدعم في إطلاق حوار بين مختلف الأطراف، فبعد استقباله من الرئيس عبدالمجيد تبون في العاصمة، أشار باتيلي إلى مساعي الجزائر للسماح لكل الأطراف الدولية بالتكلم بلسان واحد، من أجل تمكين الشعب والدولة الليبيين من الخروج من الأزمة بما يعود بالفائدة على عموم المنطقة.

هل يفصل «الرئاسي» بين «الدولة» و«النواب»؟
في موازاة ذلك، جدد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي تلويحه بتفعيل صلاحياته للفصل بين مجلس النواب والدولة، وقال في بيان عقب تلقيه اتصالا هاتفيا من السفير والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، إنهما ناقشا الخطوات التي يقوم بها «الرئاسي» لكسر الجمود السياسي والدفع بالعملية السياسية من خلال لقاءاته الأخيرة، بهدف الوصول إلى موعد الاستحقاق الانتخابي في أقرب الآجال.

في هذه الأثناء لم تتوقف المطالبات المحلية والدولية باستئناف مفاوضات مجلسي النواب والدولة للتوصل إلى إقرار قاعدة دستورية تجرى على أساسها الانتخابات، ودعا مجلسا النواب والدولة الأربعاء، عقب اجتماع عقده عددا من أعضاء المجلسين بحضور النائب الأول لرئيس مجلس النواب فوزي النويري، والنائب الأول لرئيس المجلس الأعلى ناجي مختار، جميع القوى الوطنية إلى العمل معا لتوحيد مؤسسات الدولة والوصول للانتخابات خلال العام 2023. كما دعا الأمم المتحدة إلى «ممارسة دورها بإيقاف التدخلات الإقليمية والدولية التي أربكت العملية السياسية في ليبيا وأن تدعم الحلول الليبية ـ الليبية».

لكن هذا الاجتماع، لم يضع حدا للملاسنات بين رئيسي مجلسي النواب والدولة، عقيلة صالح، وخالد المشري، في غياب حل وسط يحسم الخلاف حول القاعدة الدستورية، فقد كشف المشري في لقاء مع تلفزيون المسار الليبي، مساء الأربعاء أن صالح عارض التوقيع على وثيقة التفاهمات التي توصلا إليها، قائلا إنه «تعرض لضغوط بعد عودته من القاهرة». ولفت إلى توافقه معه حول تشكيل سلطة تنفيذية «حكومة» جديدة. وقبلها أشار عقيلة صالح في مقابلة مع قناة ليبيا المستقبل إلى أن الإثنين قدما إلى بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مقترحا بآليات تشكيل حكومة جديدة، بدلا عن حكومتي الدبيبة وباشاغا، تمهيدا لإجراء الانتخابات المأمولة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
خلال جولة.. حماد يأمر بضبط أشخاص ينفذون أعمال ردم غير شرعية في وادي بالبيضاء
خلال جولة.. حماد يأمر بضبط أشخاص ينفذون أعمال ردم غير شرعية في ...
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية للتنمية
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم