قدم خبير إيطالي تحليلًا لرؤية بلاده بشأن التعاون مع تركيا وليبيا وتونس، التي شرع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، أنطونيو تاياني، في زيارتها للعمل على اختبار إمكانات مختلفة للعمل السياسي والتعاون الإيطالي بين شمال أفريقيا والبحر المتوسط.

وقال مدير مكتب المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في روما، أرتورو فارفيلي، إن ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي «هي بشكل ما موضوع أول زيارة للخارج تقوم بها الحكومة الإيطالية الجديدة» التي تترأسها رئيسة الوزراء اليمينية جورجيا ميلوني.

رؤية الحكومة الإيطالية للملف الليبي
وأضاف فارفيلي في تصريح نقله موقع «ديكو 39» الإيطالي أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «تنتظر وكان لها جولات دولية أخرى لكنها أرسلت وزير الخارجية أنطونيو تاياني، الذي سيكون بطل جولة أوسع»، بدأها الجمعة بزيارة تركيا. لافتًا إلى أن «هذا لا يعني أن الحكومة الإيطالية الحالية لا تعطي أهمية للملف لكن من المرجح أنها تعتبره معقد للغاية وتريد تجنب لفت الانتباه كثيرًا إلى رحلة كهذه».

ويقول موقع «ديكود 39» الإيطالي إن الملف الليبي «يكتسب لدى الجانب الإيطالي قيمة سواء على المستوى الجيوسياسي المتوسطي أو على جبهة الأمن القومي المتمثل في تدفقات الهجرة وخطر زعزعة الاستقرار المرتبط بإعادة تنشيط الجماعات المسلحة».

- إيطاليا تؤيد التوصل إلى اتفاق بين مصر وتركيا يساعد ليبيا على إجراء الانتخابات
- برلماني إيطالي سابق يطالب بممثل أوروبي دائم في ليبيا وإغلاق مراكز احتجاز المهاجرين
- رئيسة الوزراء الإيطالية تستعد لزيارة ليبيا والجزائر

ويضيف أن الاهتمام بليبيا وتونس يتزايد من جانب إيطاليا، فيما تعتزم حكومة ميلوني «تجنب التحركات غير الواقعية لكن العمل بالشراكة مع الحلفاء مع استغلال الاهتمام المتجدد الذي أولته الولايات المتحدة لملفات شمال أفريقيا» في إشارة إلى زيارة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز الأسبوع الماضي، والاجتماع المرتقب للمبعوثين الغربيين إلى ليبيا في واشنطن والضغوط الأميركية على تونس لاحترام المعايير التي وضعها صندوق النقد الدولي، بحسب الموقع الإيطالي.

أسباب التركيز الإيطالي على تونس وتركيا
وأضاف فارفيلي أن تركيز زيارة تاياني على تونس وتركيا «مهم لأسباب مختلفة». موضحًا أن «تونس بلد يواجه خطر الانهيار الاقتصادي وموسمًا فوضويًا يمكن أن يؤدي إلى تدفقات الهجرة التي تضعها الحكومة الإيطالية في عين الاعتبار».

ويرى فافيلي أن «إيطاليا لا تستطيع التحرك بمفردها، لكن يمكن للاتحاد الأوروبي أن يوجه مشاريع مثل تلك الخاصة بالبوابة العالمية وذلك مع رؤية استراتيجية»، مشيرًا إلى أن «الخطر يكمن أنه في حال جرى التركيز على الحدود الشرقية والتي سيجري إغلاقها أمام روسيا إلى أجل غير مسمى، سيكون هناك خطر فقدان الانتباه إلى الجنوب».

وذكر الخبير الإيطالي أن «الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون الشاطئ الذي يجري عليه تعديل العناصر الاستراتيجية مثل إعادة الدعم والتقريب في مواجهة الديناميكيات الجديدة للعولمة».

تركيا شريك ومنافس لإيطاليا في الوقت نفسه
وحول تركيا، قال الخبير الإيطالي إن «هناك إدراكًا أن أنقرة شريك ومنافس في الوقت نفسه»، مضيفًا أنه «يكفي النظر إلى الديناميكيات في شرق البحر المتوسط ​​أو العلاقة التي نشأت مع التواجد في ليبيا»، متطرقًا إلى احتمالات مختلفة للتعاون، وهي «ليبيا وشرق البحر الأبيض المتوسط»، وشدد كذلك على أن اختبار هذه الفرص «هو المهمة التي يواجهها تاياني والحكومة في الوقت الحالي» وفق «ديكود 39».