قدَّر استطلاع أجرته المبادرة المشتركة لمراقبة السوق الليبية، نسبة ارتفاع أسعار الغذاء في ليبيا خلال العامين الأخيرين بما يزيد على 50%، حيث استمرت في الارتفاع مع أن منظمة «الفاو» أكدت تراجع مؤشر سلة الحبوب واللحوم في العالم للشهر الثامن على التوالي.

وسجلت بين شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين، زيادة في الأسعار بنسبة تصل إلى 53% في تكلفة الإنفاق على سلة الاحتياجات الغذائية وغير الغذائية لأسرة مكونة من خمسة أفراد في جميع أنحاء ليبيا، وهي أعلى من مستويات ما قبل انطلاق جائحة فيروس «كورونا» المستجد في مارس العام 2020.

ارتفاع أسعار اللحوم والخضروات
وأظهر الاستطلاع ارتفاع أسعار مواد غذائية في إجمالي منطقة البحر المتوسط وليس ليبيا فحسب، كأسعار الدجاج 22.7%، والطماطم 11.1%، والتونة المعلبة 8.8%، وارتفاع أسعار مواد التنظيف، أما المواد الصيدلانية فقد بين الاستطلاع زيادات في السعر مثل «باراسيتامول» 28.6%، و«إيبوبروفين» 17.2%، و«ميتوكلوبراميد» 14.4%.

وعلى غير العادة، تراجع سعر الوقود بنسبة 5.9%، وانخفض وقود الطهي من 21.25 دينار في أغسطس إلى 20.00 دينارا في سبتمبر.

انخفاض أسعار الغذاء عالميا
ويأتي ارتفاع أسعار الغذاء في ليبيا رغم تسجيل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» انخفاضا في مؤشر أسعار الغذاء العالمي خلال الأشهر الثلاث الأخيرة، مسجلا تراجعا للشهر الثامن على التوالي منذ ارتفاع قياسي في مارس؛ بسبب اندلاع الأزمة في أوكرانيا. وقالت المنظمة إن مؤشر أسعار الغذاء، الذي يقيس السلع الغذائية الأكثر تداولا عالميا، سجل 135.7 نقطة في المتوسط الشهر الماضي، انخفاضا من 135.9 نقطة في أكتوبر، مشيرة إلى أن رقم شهر أكتوبر توافق مع التقدير السابق لـ«فاو». وأوضحت المنظمة أن القراءات المنخفضة للحبوب واللحوم ومنتجات الألبان في نوفمبر عوضت ارتفاع أسعار الزيوت النباتية والسكر.

- البنك الدولي: 35% زيادة في أسعار الخبز.. والكسكس يقفز بنسبة 80%
- البنك الدولي يوضح أسباب ارتفاع معدل التضخم في ليبيا
- «حكومة الوحدة»: تراجع معدلات التضخم في الربع الثالث من العام الجاري

وأدت حرب أوكرانيا إلى نقص حاد بواردات القمح إلى ليبيا، واضطرت دول مجاورة من بينها تونس ومصر إلى منع تصدير منتجات أساسية إلى ليبيا لحاجة السوق المحلية إليها، في حين تستورد الدولة من روسيا وأوكرانيا 650 ألف طن من القمح سنويا وهو نصف حاجاتها، علما أن إنتاج ليبيا من القمح والشعير خلال العام الماضي وصل إلى 100 ألف طن، فيما تستهلك البلاد نحو 1.26 مليون طن سنويا.

التأثيرات الاقتصادية على الليبيين
وانعكس الوضع الاقتصادي سلبا على الليبيين وفق ما كشف برنامج الأغذية العالمي، حيث قدر عدد الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بنحو مليون و300 ألف شخص، 699 ألفا منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، وبعضهم يستفيد من مساعدات غذائية يشرف البرنامج على توزيعها شهريا في عدد من المناطق، كما بلغ مجموع المستفيدين من مساعدات البرنامج الأممي في يونيو الماضي فقط 65 ألفا و989 شخصا منهم 43 ألفا و992 طالبا و2950 مهاجرا من المقيمين في البلاد.

كما بيَّن تقرير «حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم» الذي نُشر بالاشتراك بين منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي و«يونيسف»، أن انتشار انعدام الأمن الغذائي الحاد والمتوسط زاد بمعدل 39% من السكان في ليبيا.