Atwasat

«أبوعجيلة ليس الأخير».. مسؤول أميركي سابق يرجح اتهام ليبيين آخرين في تفجير «لوكربي»

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 20 ديسمبر 2022, 12:26 صباحا
WTV_Frequency

قال المستشار القانوني السابق لوزارة الخارجية الأميركية «جون بيلينغر»، إن اعتقال المواطن الليبي أبوعجيلة مسعود المريمي، «قد لا يكون الفصل الأخير» في قضية تفجير طائرة «لوكربي»، مرجحا أن تُكشف «مزيد المعلومات حول الهجوم، وقد يؤدي إلى إلقاء القبض على مسؤولي المخابرات الليبيين الآخرين المسؤولين عن التفجير ومحاكمتهم»، بحسب قوله.

جاء ذلك في مقال مطول كتبه جون بيلينغر في مدونة «Lawfare» الأميركية المتخصصة في قضايا الأمن القومي، حيث تتبع سير ملف «لوكربي» منذ وقوع الحادث حتى مثول أبوعجيلة أمام محكمة فدرالية في واشنطن يوم 12 ديسمبر الجاري.

مستشار رايس السابق: «عجلات العدالة الأميركية تدور بلا هوادة»
واختتم المستشار السابق لوزيرة الخارجية كونداليزا رايس، المقال بالقول: «قد تدور عجلات العدالة الأميركية ببطء، لكنها تدور بلا هوادة»، مذكِّرا بحديث سابق لـ«روبرت مولر» لعائلات ضحايا الحادث في الذكرى العشرين حين قال: «نجدد جهودنا لإنصاف أولئك الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بنا. نجدد جهودنا للحفاظ على أمن شعبنا وتخليص العالم من الإرهاب. سنواصل المضي قدما. لكننا لن ننسى أبدا».

وتدعم اللهجة التي تحدث بها «جون بيلينغر» التقارير الليبية التي تتحدث عن تخوفات من إعادة فتح ملف القضية وإعادتها إلى نقطة الصفر، بتبعاته المفتوحة على مختلف الاحتمالات، رغم إغلاق الملف تماما سياسيا وجنائيا.

من هو «جون بيلينغر»؟
و«جون بيلينغر» هو شريك في ممارسات قانون الأمن الدولي في مكتب «Arnold & Porter» في واشنطن، وهو أيضا زميل أول مساعد في قانون الأمن الدولي والوطني في مجلس العلاقات الخارجية، وشغل منصب المستشار القانوني لوزارة الخارجية في الفترة من 2005-2009، وكبير المستشارين المعاونين للرئيس والمستشار القانوني لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض من 2001-2005، ومستشار شؤون الأمن القومي في القسم الجنائي بوزارة العدل 1997-2001.

يقول «بيلينغر» في مقاله إن «اعتقال الولايات المتحدة أبوعجيلة مسعود يظهر أن الذراع الطويلة للعدالة الأميركية تمتد إلى أميال وسنوات عديدة، من خلال إدارات متعددة»، مشيرا إلى اعتقاده بأن أبوعجيلة جرى تسليمه إلى مكتب التحقيقات الفدرالي في ليبيا.

ويوضح أن اتهام أبوعجيلة مسعود هو «أحدث إجراء أميركي منذ أكثر من ثلاثة عقود من العمل الذي قامت به وكالات المخابرات الأميركية ووزارتي العدل والخارجية (إضافة إلى الوكالات الحكومية الأخرى) لتحديد ومحاكمة مرتكبي تفجير طائرة (بانام أميركان) ومحاسبة الحكومة الليبية وتقديم تعويضات لأسر الضحايا»، بحسب قوله.

- جريدة «الوسط»: بعد 34 عاما.. شبح «لوكربي» يلاحق الليبيين
- بعد تسليم أبوعجيلة مسعود.. أسر ضحايا تفجير «هارودز» يطالبون ليبيا بتعويضات
- ظهور شاهد من سويسرا في قضية أبوعجيلة
- ذا غارديان: مفاوضات تسليم أبوعجيلة لأميركا بدأها مسؤولون ليبيون مع إدارة ترامب

مسار ملف «لوكربي»
ويسرد «بيلينغر» ما قال إنها أحداث يتذكرها عندما كان مساعدا خاصا لمدير وكالة المخابرات المركزية آنذاك «ويليام ويبستر»، من بينها الإحاطات الأولية التي قدمها محللو وكالة المخابرات المركزية حول الجماعات الإرهابية المختلفة التي قد تكون مسؤولة، وصولا إلى رفع عقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة عن ليبيا استئناف العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا، وفتح سفارة في طرابلس، بعد أن وافقت ليبيا على نبذ الإرهاب والتخلي عن برنامج أسلحتها النووية وتقديم تعويضات لأسر ضحايا.

وجرى الاتفاق على الخطوات السابقة مقابل دفع ليبيا تسوية بقيمة 2.7 مليار دولار (عشرة ملايين دولار لكل أسرة)، مع دفع 40% بعد رفع عقوبات الأمم المتحدة المتعددة الأطراف المفروضة على ليبيا، و40% بعد رفع الولايات المتحدة عقوبات أحادية الجانب، و20% الأخيرة بعد أن أزالت الولايات المتحدة تصنيف ليبيا كدولة راعية للإرهاب.

وفي سبتمبر 2006، رفعت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لكن هذا الإجراء النهائي جاء بعد الموعد النهائي الذي حددته ليبيا لإلغاء جميع العقوبات الأميركية، ولذلك رفضت ليبيا الإفراج عن آخر مليوني دولار لكل أسرة.

ثم بدأ مسؤولو وزارة الخارجية مفاوضات مباشرة مع المسؤولين الليبيين للإفراج عن الدفعة الأخيرة من التعويضات. وفي أغسطس 2008، وقع مسؤولو الخارجية الأميركية اتفاقية في طرابلس تنص على دفع 540 مليون دولار المتبقية لعائلات الضحايا (وأكثر من 1 مليار دولار كتعويض إضافي لضحايا آخرين للإرهاب الليبي)، مما أدى إلى افتتاح سفارة الولايات المتحدة في طرابلس، والاجتماع التاريخي بين الوزيرة رايس والقذافي في طرابلس في سبتمبر 2008. يقول «جون بيلينغر»: «لقد رافقتُ الوزيرة رايس إلى اللقاء مع القذافي، الذي وصفته رايس في مذكراتها بأنه من أغرب اللقاءات التي عقدتها على الإطلاق كوزيرة».

ورغم كل هذه التسويات يعتقد المستشار الأميركي السابق أن ما وصفها بـ«الجهود الأميركية» لا تزال مستمرة لتحقيق العدالة لأسر الضحايا، مرجحا توسيع دائرة الاتهام ضد ليبيين آخرين.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«المركزي» يطالب المصارف بتفعيل خدمات شراء الدولار للدراسة والعلاج وتفعيل «ماستر كارد» و«فيزا»
«المركزي» يطالب المصارف بتفعيل خدمات شراء الدولار للدراسة والعلاج...
«استئناف بنغازي» توقف قرار الدبيبة بفتح اعتمادات مالية موقتة
«استئناف بنغازي» توقف قرار الدبيبة بفتح اعتمادات مالية موقتة
إنقاذ 130 مهاجرًا غير نظامي شمال القره بوللي
إنقاذ 130 مهاجرًا غير نظامي شمال القره بوللي
حكومة حماد: صيانة جسر الباكور في توكرة وتأهيل مستشفى المرج
حكومة حماد: صيانة جسر الباكور في توكرة وتأهيل مستشفى المرج
الحويج: «الاقتصاد» تستهدف رفع إيرادات الدولة غير النفطية لـ60%
الحويج: «الاقتصاد» تستهدف رفع إيرادات الدولة غير النفطية لـ60%
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم