شجع إعادة فتح القضاء الأميركي ملف تفجير لوكربي مطالب إيرلندية جديدة إلى ليبيا بتعويض أسر ضحايا قضوا في تفجير إرهابي وقع قبل 39 عامًا واتهم بتدبيره نظام العقيد معمر القذافي.

وأوضحت جريدة «بلفاست تلغراف» الإيرلندية، مساء السبت، أن العمل الإرهابي المعروف بتفجير «هارودز» يعود إلى 17 ديسمبر 1983 حينما انفجرت سيارة مفخخة في أحد أكثر الشوارع ازدحامًا في لندن والذي كان مكتظًا بالمتسوقين في عيد الميلاد، حيث لقي ثلاثة من ضباط الشرطة وثلاثة مدنيين مصرعهم عندما انفجرت العبوة الناسفة خارج متجر هارودز الشهير في نايتسبريدج.

وفي رسالة لإحدى أسر الضحايا إلى حكومة المملكة المتحدة، أشارت إلى استمرار العديد من ضحايا الجيش الجمهوري الإيرلندي انتظار تعويضات من ليبيا بعدما تبين استخدام مادة «سيمتيكس» في التفجيرات، كما كانت هذه السيارة المفخخة مليئة بشظايا مثل المسامير والبراغي لتسبب خسائر في الأرواح لا يمكن تصورها حسب الصحيفة ذاتها.

وما أثار استغراب العائلات حصول أسر المواطنين الأميركيين الذين حوصروا في الانفجار على تعويضات عن خسائرهم وإصاباتهم، وتابعت الجريدة أن «أولئك الذين فقدوا وجرحوا في هذا الهجوم الذين حملوا جوازات سفر أميركية بدعم مباشر من حكومتهم الأميركية، حصلوا على تعويضات كبيرة من ليبيا» لكن الحكومة البريطانية طلبت من ضحاياها حل هذه المسألة مع الحكومة الليبية بأنفسهم ورفضت فتح هذا الأمر على المستوى الحكومي.

القذافي والجيش الجمهوري الإيرلندي
وكانت أوراق رسمية سرية تم الكشف عنها لأول مرة مطلع العام الجاري عن تفاصيل مذهلة عن قوة الدعم الذي تلقاه الجيش الجمهوري الإيرلندي الموقت من ليبيا في عهد معمر القذافي.

وورد في ملف «غاردا« (دائرة الشرطة الوطنية لجمهورية إيرلندا)، تم تقديمه إلى وزارة العدل في 12 يونيو 1992 أن «الليبيين أرسلوا ست شحنات أسلحة ومساعدات مالية تبلغ قيمتها حوالي 12 مليون دولار (حوالي 40 مليون يورو من أموال اليوم)، شملت شحنات الأسلحة أكثر من 1.5 مليون طلقة من عدة أنواع من الذخيرة، و560 بندقية هجومية من طراز «كلاشينكوف»، ومدافع رشاشة ثقيلة، وصواريخ «سام -7»، وقاذفات صواريخ «آر بي جي»، وأكثر من 100 لغم مضاد للدبابات، ومتفجرات «سيمتكس« البلاستيكية القاتلة الصنع التشيكية.

- الدبيبة: ممارسات مخابراتية سابقة جعلت ليبيا حاضنة للإرهاب 
- وقفة احتجاجية في طرابلس ضد تسليم أبوعجيلة مسعود للولايات المتحدة
- تقرير فرنسي يتحدث عن علاقة تفجير لوكربي بعملاء «سي آي إيه» و«سراويل مالطية»
- ذا غارديان: مفاوضات تسليم أبوعجيلة لأميركا بدأها مسؤولون ليبيون مع إدارة ترامب

وقال رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، جون ميجور، في اجتماع دبلن مع رئيس الوزراء الإيرلندي تشارلز هوغي، في 4 ديسمبر 1991، إنه «من الواضح أن ليبيا كانت وراء تفجير لوكربي على طائرة بان أمريكان في ديسمبر 1988 والذي قتل فيه 277 شخصًا».

وتعود قضية تفجير «هارودز» في وقت أعلنت حكومة الوحدة الوطنية تسليم المواطن أبو عجيلة مسعود المتهم بتفجير طائرة الركاب فوق مدينة لوكربي الإسكتلندية سنة 1988 للمحاكمة بالقضاء الأميركي، وذلك بعدما كان مدعون عامون اسكتلنديون أعلنوا الأسبوع الماضي أن مسعود بات محتجزًا لدى السلطات الأميركية، لكن من دون أن يوضحوا كيف نُقل من ليبيا إلى الولايات المتحدة حيث بدأت محاكمته.

وأعلن رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، أن حكومته هي من سلمت واشنطن أبو عجيلة في إقرار هو الأول منذ الإعلان عن اختفائه، وقال الدبيبة في كلمة متلفزة إن «أبو عجيلة مسعود ورد اسمه في التحقيقات قبل عامين، قبل مجيء حكومتي، وصدرت بحقه مذكرة قبض من الإنتربول».