دان تحالف القوى الوطنية تسليم أبوعجيلة مسعود المريمي للسلطات الأميركية، واحتجازه هناك على إثر اتهامه في قضية «لوكربي»، قائلًا إن ما حدث «انتهاك لسيادة الدولة والعهود والاتفاقات»، ودعا إلى بناء العلاقات الليبية الدولية على أساس «احترام القوانين والمواثيق الدولية، واتفاقيات تسليم المجرمين والمشتبه به».
واستنكر التحالف، في بيان أمس الأحد، «أعمال الخطف والاحتجاز خارج إطار القانون، أيًا كان موقعها محليًا أو دوليًا»، مشيرًا إلى أن ملف «لوكربي» أغلق بموجب اتفاقية التسوية بين أميركا وليبيا العام 2006، التي نصت على عدم جواز فتح أي مطالبات جديدة عن أي أفعال ارتكبت من الطرفين بحق الآخر قبل تاريخ الاتفاق، والتزام الولايات المتحدة بتوفير الحصانة الدبلوماسية والسياسية لليبيا.
ودعا التحالف السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى سرعة الكشف و«بشفافية تامة» عن ملابسات الحادث، واتخاذ ما يلزم من إجراء يحفظ لليبيا سيادتها وأمنها القومي
عائلة أبوعجيلة تتحدث عن ملابسات إيقافه
وفي تصريح إلى «بوابة الوسط»، قال ابن شقيق أبوعجيلة، إن عناصر من «القوة المشتركة» التابعة لوزارة الدفاع بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة، هي من اعتقلته، يوم 17 نوفمبر الماضي، حيث جرى احتجازه في أحد مقراتها بمدينة مصراتة.
وأضاف أن العائلة خاطبت مكتب النائب العام، ووزارة العدل، إلى جانب المحامي العام، والمجلس الرئاسي، لكنها لم تتحصل سوى على وعود وتطمينات بالخصوص، كما حاول وفد من نحو 40 شخصًا مقابلة رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة بالخصوص لكن لم يتمكنوا من ذلك، وجرت مقابلتهم من أحد ممثليه، ثم زاره أفراد من عائلة المريمي في مقر احتجازه بمدينة مصراتة، حيث أبلغوا بقرب إطلاقه، إلا أنهم تفاجأوا بخبر تسليمه إلى الولايات المتحدة الأميركية.
بوشناف يعلق على احتجاز أبوعجيلة
وعلق مستشار الأمن القومي الليبي، إبراهيم بوشناف، على احتجاز أبوعجيلة في الولايات المتحدة، وأعاد التذكير ببعض نصوص الاتفاق المبرم في لندن بين السلطات الليبية والإدارة الأميركية في عهد العقيد معمر القذافي.
وقال بوشناف إن «المادة الثالثة من الاتفاقية نصت على قبول الطرفين (الولايات المتحدة وليبيا) للتسوية المادية مقابل مثل تلك القضايا، وتعتبر هذه الأموال المدفوعة تسوية كاملة ونهائية تمامًا ولا يجوز بعدها فتح أي مطالبات جديدة عن أي أفعال ارتكبت من الطرفين بحق الآخر قبل تاريخ 30 يونيو 2006».
وأوضح أنه «في المادة (ب – 3) الملحق على التزام الولايات المتحدة بتوفير الحصانة السيادية والدبلوماسية لليبيا، وبأنه لا يستلم أهالي الضحايا أي تعويضات من الصندوق المشترك المخصص للغرض إلا بعد توفير هذه الحصانة، وهو ما تم بالفعل عبر مراسيم رئاسية وتشريعية أميركية»، مشيرًا إلى أن «الكونغرس الأميركي أصدر القانون رقم 110/301 الصادر في أغسطس من 2008 على أن تكون الممتلكات الليبية والأفراد الليبيون المعنيون في مأمن من الحجز أو أي إجراء قضائي آخر».
اتهام أبوعجيلة بتصنيع القنبلة
وأعلنت وزارة العدل الأميركية، أمس، أن أبوعجيلة المشتبه في تصنيع القنبلة التي استخدمت لتفجير طائرة أميركية فوق مدينة لوكربي العام 1988، قيد الاحتجاز بالولايات المتحدة، ومن المتوقع مثوله أمام محكمة فدرالية، دون أن تكشف عن كيفية نقله من ليبيا وفق قناة الحرة الأميركية.
وتتهمه الولايات المتحدة بالتورط في تفجير رحلة شركة «بان أميركان» رقم 103 بين لندن ونيويورك في 21 ديسمبر العام 1988، ما أسفر عن مقتل 270 شخصًا، غالبيتهم أميركيون.
- مستشار الأمن القومي الليبي يعلق على احتجاز أبوعجيلة مسعود في الولايات المتحدة
- تحقيق ثلاثي وغموض ملابسات نقله.. تفاصيل جديدة في قضية أبوعجيلة
- عائلته لـ«بوابة الوسط»: أبوعجيلة مسعود اعتقلته «القوة المشتركة» ولم نتمكن من مقابلة الدبيبة
- باشاغا يعلق على عملية تسليم المواطن أبوعجيلة مسعود
- شاهد في «هذا المساء»: أبوعجيلة مسعود.. فدية لكرسي السلطة أم ضحية للفوضى الأمنية؟
وانفجرت طائرة «بان آم» المتجهة إلى نيويورك فوق لوكربي بعد أقل من ساعة على إقلاعها من لندن، وقتل مواطنون من 21 دولة مختلفة، من بينهم 190 أميركيًا، وسبق احتجاز أبوعجيلة في ليبيا لضلوعه المفترض في هجوم العام 1986 على ملهى ليلي في برلين.
تعليقات