Atwasat

التير: حروب أنتجت ثقافة فرعية تعتمد خطاب الكراهية

طرابلس - بوابة الوسط: أحمد الخميسي الأربعاء 07 ديسمبر 2022, 01:12 صباحا
WTV_Frequency

قال أستاذ العلوم الاجتماعية، الدكتور مصطفى التير، إن الحروب التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية، أنتجت ثقافة فرعية جديدة يمكن أن يشار إليها بثقافة الكراهية.

وأضاف التير، في محاضرة بجامعة طرابلس حول خطاب الكراهية، أن المجموعات التي استخدمت هذا الخطاب تنطلق من نسق قيم يختلف عن الثقافة الليبية، لافتًا إلى أن تلك الثقافة - في حال ترسخت - ستعمل كآلية لإنتاج الانقسامات، وتؤدي في النهاية إلى تفتيت النسيج الاجتماعي.

- «العدل» تتحدث عن قانون تجريم العنف وخطاب الكراهية
- الكوني: نحن الأحوج لقطع دابر خطاب الكراهية في ليبيا
- تقرير غوتيريس إلى مجلس الأمن يرصد تزايد حملات الكراهية والهجمات على حرية الرأي في ليبيا

التير يتحدث عن تغييرات في مستوى القيم
وقال إن «أطراف الصراع لم يكتفوا باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، إنما استعانوا بكم هائل من الألفاظ والعبارات المعبرة عن درجة عالية من الكراهية»، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن كل مجموعة مسلحة حرصت على أن تكون لها صفحة على موقع «فيسبوك»، كما نجح بعضها في امتلاك قناة فضائية، وهما وسيلتان استخدما على نطاق واسع لتأجيج الأعمال العدوانية، من خلال توجيه التهم إلى الطرف المقابل واتهامه بارتكاب أفظع وأشنع الجرائم. 

وأوضح أن هذا الأسلوب يعمل على تقوية مشاعر الكراهية ضد الطرف الآخر، لتبرير الموقف المعادي، لافتًا إلى أن اللغة المستخدمة جديدة، ولم يعتد عليها الليبيون، وهي تشكل تحديًا للغة السائدة في المجتمع، وتعكس نسقًا قِيمًا جديدًا، مستدركًا أن المنتمين لهذه الثقافة الفرعية لم يرفضوا جميع قيم الثقافة الليبية، بل أكدوا حرصهم على التمسك ببعض أهم هذه القيم، ولكن بعد إدخال تعديلات على مستوى تفسير النصوص.

خطاب الكراهية والصورة الدينية
كما تحدث عن تقديم المجموعات المسلحة المتحاربة صورة عن نفسها بأنها جماعة مسلمة وتحرص على المحافظة على شعائر الإسلام، حيث اختارت كل جماعة مفتيًا مهمته إصدار فتاوى تبرر أعمالها وتكفر الطرف الآخر.

ودفع خطاب الكراهية، وفق الدكتور مصطفى التير، آلاف الليبيين إلى الفرار من ديارهم، بعضهم إلى بلدان الجوار وآخرين في الداخل سواء لدى أقاربهم، أو في مخيمات المهجرين قصري في داخل البلاد، متابعًا: «تجلت الصورة الأسوأ عندما أصبحت خمس مدن دون سكان، ومع أن سكان أربع مدن إلى ديارهم، لم يجدوا المكان كما تركوه».

واختتم الخبير الاجتماعي المحاضرة بالدعوة إلى ضرورة أن يتخل المجتمع الليبي عن مظاهر النزاع والحروب بين القبائل، والتي كانت أغلبها نزاعات متعلقة بالأرض، ويجرى حلها من خلال لجان المصالحة التي يتولاها الزعماء التقليديون.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بالصور: مائدة رحمن ليبية في أوغندا
بالصور: مائدة رحمن ليبية في أوغندا
خلال جولة.. حماد يأمر بضبط أشخاص ينفذون أعمال ردم غير شرعية في وادي بالبيضاء
خلال جولة.. حماد يأمر بضبط أشخاص ينفذون أعمال ردم غير شرعية في ...
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم