شاركت ليبيا في مؤتمر تواصل الأجيال في مدينة وهران الجزائرية، بوفد متنوع ضم ثلاث سيدات وخمسة من الخبراء والباحثين في مجالات المجتمع المدني المختلفة.

وشهد المؤتمر مشاركة واسعة لوفود تمثل تسعة عشرة دولة عربية، ضمت نخباً سياسية وعلمية، وقادة رأي من الدبلوماسيين والخبراء والكفاءات العلمية، وذلك قبيل انعقاد القمة العربية الحادية والثلاثين، في مطلع نوفمبر المقبل في الجزائر.

وضم الوفد الليبي كلاً من المحاضر بكلية القانون جامعة مصراتة، ورئيس منظمة نداء لحقوق الإنسان والتنمية المجتمعية موسى القنيدي، ومدير البرامج ومؤسس منظمة «حقول حرة» لنزع الألغام ومخلفات الحروب ربيع الجواشي، ورئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بطرابلس أحمد حمزة، مسؤول عن مؤسسة «بلادي معنية بقضايا المهاجرين وطالبي اللجوء» طارق لملوم، وأستاذ القانون بجامعة سبها، الناشط الحقوقي مؤسس ومدير برامج «منظمة ساليت للتنمية والثقافة» عيسى حقيق، والناشطة المتخصصة في ملف الهجرة، مؤسسة منظمة «طرابلس الخير للتنمية المجتمعية» ميسم المبروك، ورئيس الجمعية الوطنية للتنمية المستدامة خالد أحمد محمد أبزيم، ومستشار قانوني بمكتب الإصحاح البيئي ورئيسة «منظمة النور النسائية» بسبها إيمان عويدات، والمديرة الإبداعية لحملة 1.8 وسن العاقل.

واقع منظمات المجتمع المدني
وخلال جلسات المنتدى قدم أستاذ القانون بجامعة سبها خالد أبزيم، ورقة عمل بعنوان «واقع منظمات المجتمع المدني العربي وأثر هذا الواقع على متطلبات التنمية المستدامة»، ناقش خلالها دور تلك المؤسسات وظروف عملها والصعوبات التي تواجهها.

- اللافي يتسلم مقترحات من ممثلين عن منظمات المجتمع المدني لتحقيق الاستقرار
- «الأمن الداخلي» يعلن ضبط رئيس النادي الليبي للسيارات ومدير مفوضية المجتمع المدني (فيديو)
- المنفي يبحث مع أعضاء المجتمع المدني في غريان ملف المصالحة الوطنية

ترتكزت مداخلة أبزيم حول معرفة واقع منظمات المجتمع المدني العربي وأثر هذا الواقع على متطلبات التنمية المستدامة. وحاول فيها الإجابة عن تساؤل رئيسي حول « ما مدى قدرة منظمات المجتمع المدني في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظل الإكراهات الدولية والمحلية».

إشكالية العلاقة بين الدولة والمجتمع المدني
ولفت إلى أن «علاقة الدولة بالمجتمع المدني، وللأسف الشديد، عرفت صدامات وتواترت كثيرة، حيث نجد أن الدولة أحياناً ما تنظر للمجتمع المدني نظرة دونية ونظرة تخوين وعمالة، وبأن منظماته تسعى إلى تنفيذ أجندات دولية مشبوهة وأنها أجسام موازية لها وتهدد أمنها القومي» .

وأشارت المداخلة إلى أن منظمات المجتمع المدني العربية تواجه تحديات مشتركة أضعفت من قدراتها وقلصت من دورها كفاعل محوري في عملية التنمية.

وفي ختام مداخلته أوصى أستاذ القانون بضرورة «التكامل المؤسسي بين مكونات المجتمع المدني، بتأسيس تكتل عربي أو جسم يضم كافة مكونات المجتمع المدني العربية، يجتمع بشكل دوري، ويعمل على تعزيز علاقات التعاون والشراكة بين المنظمات غير الحكومية المحلية والدولية على اختلاف أشكالها».

وعلى مدار أكثر من أربعة أيام شهدت أروقة المؤتمر عديد الجلسات والنقاشات والحوارات المفتوحة وسط أجواء وهران المنعشة، وجرى طرح عديد الأفكار والمبادرات التي تصب كلها في هدف واحد يتعلق بكيفية إثراء التعاون والتكامل العربي، والتغلب على العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف.

وعن سر غياب المغرب عن مؤتمر «تواصل الأجيال»، قال رئيس المؤتمر عبد الرحمان حمزاوي، إنه «وجه الدعوة إلى الدول العربية كافة بما فيها المغرب، لكن لم تتلقَ الجهات المنظمة أي رد، وربما الظروف لم تسمح بمشاركة وفود من المغرب الشقيق».

مشاركون في مؤتمر تواصل الأجيال في مدينة وهران الجزائرية. (الإنترنت)