دخلت ليبيا على خط المقترحات لمرور مشروع خط أنبوب عابر للصحراء، ينقل الغاز من نيجيريا إلى أوروبا، حيث يأخذ المشروع دفعة في ظل أزمة الطاقة الدولية، رغم الوضع السياسي المتوتر في ظل مشروع آخر تقدمت نسبة أشغاله يربط نيجيريا بالجزائر.

وتلقت حكومة الوحدة الوطنية الموقتة دراسة من وزارة النفط والغاز بشأن أنبوب الخط النيجيري المقرر له إمداد أوروبا بالغاز، وفق ما أعلن الوزير محمد عون الأحد الماضي في مؤتمر صحفي بطرابلس. وحسب السيناريو الذي وضعته السلطات المعنية، سيغادر الخط الجديد المخطط له من نيجيريا، ويعبر النيجر ثم ليبيا قبل أن يصل إلى أوروبا. وهو المسار الذي يتعارض مع ما قررته كل من الجزائر ونيجيريا والنيجر في مشروع خط الأنابيب العابر للصحراء المعروف اختصارا باسم «نيغال» الذي يمر عبر الجزائر وصولا إلى أوروبا.

مع أن فرص أن يرى مشروع خط أنابيب الغاز النيجيري - الليبي المحتمل النور ما زالت ضئيلة للغاية حاليا حتى لو بدأت مناقشات استكشافية حول جدواه مع نيجيريا.

السياق الأمني يعرقل المشروع
وجرت المناقشات بين مسؤولين ليبيين ونيجيريين، ووزراء النفط الأفارقة حول المشروع المقترح، خلال اجتماع وزاري عُقد أخيرا بمنظمة منتجي البترول الأفريقيين.

لكن أكثر ما يعيق المشروع هو «السياق الأمني» في ليبيا الذي يشكل عائقا رئيسيا أمام تحقيق طموحات الدولة في تطوير قطاعي النفط والغاز.

وفي المقابل، وقعت الجزائر ونيجيريا والنيجر في 28 يوليو الماضي اتفاقا جديدا ينص على البدء رسميا في إنجاز مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، بطول 4 آلاف كيلومتر، لنقل الغاز من نيجيريا عبر النيجر إلى السواحل الجزائرية تمهيدا لتصديره إلى أوروبا. وقبلها في 16 فبراير الماضي، أطلقت في عاصمة النيجر نيامي خطة تنفيذ المشروع، حيث شُكل فريق عمل لإطلاق تحديث دراسة جدوى لهذا المشروع الحيوي من الدول الثلاث.

المغرب تسعى إلى استضافة خط غاز
ووقع المغرب مع نيجيريا ودول غرب أفريقيا، يوم 16 سبتمبر الجاري مذكرة تفاهم لتأسيس خط أبوب غاز عابر إلى أوروبا، رغم صعوبات لوجستية قد تعترض المشروع بسبب مرور الأنبوب على 15 دولة في غرب أفريقيا قبل أن يصل إلى أوروبا وسيمتد على طول 5660 كيلومترا.

- مشروع لبناء خط غاز يربط نيجيريا بأوروبا مرورا بالمغرب

وفي السابع من سبتمبر الجاري، قال وزير الموارد البترولية النيجيرية تيمبر سيلفا، إنَ بلاده تنتج حاليا 8 مليارات قدم مكعبة من الغاز يوميا، وتسعى لزيادته إلى 12.2 مليار قدم مكعبة. وأشار سيلفا إلى العمل حاليا على تمديد خطوط للغاز إلى أوروبا عبر المغرب والجزائر بقوله «نحن نركز خلال هذا العقد على تطوير موارد الغاز والكثير منه سيتجه إلى أوروبا، فنحن نبني خطا للغاز يمتد حتى أوروبا عبر الجزائر، ونحن في شراكة مع الجزائر لبناء خط غاز سينقل غازنا مباشرة إلى أوروبا، ولدينا خطة أخرى مع المغرب لبناء أنبوب آخر سينقل الغاز النيجيري إلى القارة الأوروبية».

وأوضح الوزير في مقابلة مع قناة «الشرق بلومبيرغ» السعودية، أنَه خلال عامين ستكون نيجيريا قادرة على البدء بعمليات الإنشاء للأنبوب الممتد من نيجيريا عبر النيجر إلى الجزائر الذي يسمى الخط العابر للصحراء الأفريقية.

وأضاف: «استكملنا 70% تقريبا من الخط الذي سينقل الغاز من جنوب نيجيريا إلى شمالها، وعندما ننتهي من نقل الغاز إلى الشمال، سنكون جاهزين لنقله إلى خارج البلاد إلى النيجر، ومن ثم عبرها إلى الجزائر»، أما بالنسبة لخط المغرب «ما زال في مرحلة الدراسة».