ألقى تقرير لموقع «ديكود 39» الإيطالي، الضوء على الاهتمام الأميركي المتزايد بشأن الاستقرار في ليبيا، معتبرا أن مسألة الطاقة والاستقرار العام تهم واشنطن التي تريد إجراء الانتخابات ورفض العنف.

وفي إزاء مخاطر التصعيد في ليبيا، حيث الانقسامات الداخلية تتعمق، والمأزق المؤسسي يهدد بانحراف عنيف، تطالب الولايات المتحدة الأميركية بنزع فتيل الأزمة عبر الأمم المتحدة والتزام الحلفاء.

وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيانا قالت فيه إنها «قلقة للغاية»، بسبب التهديدات الجديدة بوقوع اشتباكات عنيفة في طرابلس، ودعت إلى وقف التصعيد الفوري من قبل «جميع الأطراف».

الطاقة كلمة السر
ويرى التقرير أن واشنطن تهتم بالاستقرار وخفض التصعيد في ليبيا؛ لأن ما يحدث يمكن أن يكون له تداعيات أوسع، سواء فيما يخص الديناميكيات الإقليمية أو المرتبطة بعالم الطاقة.

- ترحيب أميركي بالتزام وزير الداخلية بإعادة دمج «الميليشيات» وضمان أمن الحدود الجنوبية والغربية
- أميركا تطالب المركزي بحماية عائدات النفط الليبي من «الاختلاس»

وحاول البيت الأبيض إقناع السعودية بزيادة الإنتاج، لكن النتائج في الوقت الحالي محدودة، في خضم اضطراب السوق على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا؛ لذلك فإن المليون برميل المحتمل الذي يمكن أن تنتجه ليبيا يوميا له وزن أكبر في السوق العالمية.

وكان داريو كريستياني، الزميل الأول في صندوق «مارشال» الألماني، قال إن ليبيا تعد «مسؤولية» عبر المحيط الأطلسي، حيث تبحث الولايات المتحدة عن شكل من أشكال تقاسم الأعباء، وفقا لموقع «ديكود 39» الإيطالي.

عودة إنتاج النفط الليبي
وربط التقرير بين تعيين مجلي إدارة جديد للمؤسسة الوطنية للنفط، وبين عودة الإنتاج إلى مستويات سابقة، حيث تشدد واشنطن على تحقيق الاستقرار في ليبيا لدفع التنمية، وتجنب الانجرافات العنيفة، التي قد تؤدي أيضا إلى مناخ عام من الانفراج بين الجهات الخارجية، مثل الإمارات تركيا ومصر، وإلى حد نسبي روسيا.

ودعت واشنطن إلى وقف التصعيد الفوري من قبل جميع الأطراف، مشددة على أن الغالبية العظمى من الليبيين تسعى إلى اختيار قيادتهم بشكل سلمي من خلال الانتخابات.

وطرحت واشنطن بالفعل فرضية للتغلب على الجمود المؤسسي الحالي؛ بسبب وجود حكومة الوحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، والحكومة المكلفة من مجلس النواب برئاسة فتحي باشاغا.

المقترح الأميركي
وقدم سفير الولايات المتحدة ومبعوثها إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، شرحا لآلية «مستفيد» التي طرحها أخيرا لإدارة الإنفاق الحكومي في ليبيا، مؤكدا أن الأخذ بهذه الآلية يعود إلى السلطات الليبية.

وأوضح السفير الأميركي، أن «مستفيد» لا تعني مدلولها باللغة العربية، بل إنها اختصار للحروف الأولى من كلمات إنجليزية (mstfeed)، وتعني أنها آلية اعتمادية قصيرة المدى في الجوانب المالية والاقتصادية والطاقة.

وهذه الآلية تأتي على غرار الفرضيات التي يجرى تداولها أيضا بين الأطراف الأخرى، كما كتب الخبير الإيطالي دانييلي روفينيتي «من مؤسسة ميد أور»، ويمكن أن توفر مهمة حكومية على المدى القصير حتى إجراء الانتخابات.

وقالت واشنطن أيضا في البيان إن حالة عدم الاستقرار المستمر هي تذكير بالحاجة الملحة لتعيين ممثل خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا لاستئناف جهود الوساطة، بدعم موحد من المجتمع الدولي.