اعتبر صندوق الأمم المتحدة للسكان، أن تمكين الشباب ومشاركتهم في ليبيا لا يزالان «فرصة ضائعة»، على الرغم من نسبتهم الكبيرة من السكان والإمكانات الضخمة التي يملكونها. 

ويواجه الشباب وخاصة الفتيات تحديات متعددة الأوجه ناجمة بشكل خاص عن فترة طويلة من الصراع وعدم الاستقرار في ليبيا وفق ما ذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان في بيان له مساء السبت.

ولمعالجة هذا السياق الصعب، أعلن الصندوق الأممي تركيزه حاليًا على تمكين الشباب الليبي من اكتساب المهارات وفرص العيش المستدامة، بالإضافة إلى تمكينهم من المساهمة بشكل هادف في استقرار وازدهار ليبيا، كما يقول ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في ليبيا سمير عنوتي بمناسبة يوم الشباب العالمي.

ويقام الاحتفال باليوم العالمي كل عام لدعوة العالم للاعتراف بمساهمة الشباب والاستفادة من إمكاناتهم لتحقيق التنمية المستدامة. وقال صندوق الأمم المتحدة إنه في ليبيا يتأثر الشباب وخاصة الفتيات بشكل غير متناسب بالنزاع وفيروس «كوفيد-19» ونقاط الضعف المرتبطة به والتي تتطلب دعمًا خاصة من الجهات المانحة وشركاء التنمية.

التحديات التي تواجه الشباب الليبيين
وعدّد المصدر التحديات التي تواجه الشباب الليبيين، إذ يؤدي الافتقار إلى التعليم الجيد والخدمات الصحية الملائمة للشباب وفرص العمل، إلى جانب محدودية الأماكن الهادفة للمشاركة السياسية والمدنية إلى زيادة نقاط الضعف بما في ذلك التهميش والعنف والصعوبات.

وفي حديثه عن برامج الشباب التي ينفذها صندوق الأمم المتحدة للسكان في ليبيا، قال سمير «تدخلاتنا تؤتي ثمارها المتعددة، نحن لا نبني فقط المهارات لتحقيق مكاسب اقتصادية مستدامة ولكن في الوقت نفسه نضع قضايا الشباب في المقدمة، ونشجع ونحتفي بإمكانات الشباب لدفع السلام والتنمية».

- تقرير سويسري: الشباب الليبي «يائس» في مواجهة أزمة سياسية واقتصادية متفاقمة 
- بحضور الدبيبة.. إعلان النتائج الأولية لانتخابات برلمان الشباب الليبي
- انطلاق فعاليات ملتقى الشباب الليبي العربي في طرابلس

كما كشف أن الصندوق وبالتعاون مع شركائه ينفذ مشروع التوظيف في مدن مختلفة من ليبيا، وأنهم يركزون في المشروع على بناء القدرات في المهارات الحياتية وريادة الأعمال. في حين يوفر تدريبًا مكثفًا لمدة شهرين في مجالات مختلفة، مثل الخياطة والحرف اليدوية وصيانة الهاتف وصيانة السيارات والروبوتات.

كانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حثت القادة السياسيين على وضع آليات عملية لإشراك الشباب في عملية صنع القرار والاستجابة لدعوتهم ليس فقط لإجراء انتخابات، بل وأيضا من أجل الاستقرار والنمو الاقتصادي والاجتماعي الذي يصاحبه.

ورأت أن شباب ليبيا هم في قلب الأزمة التي طال أمدها، وهم من بين أكثر الفئات تضررًا منها، وأنهم رغم التهميش السياسي التاريخي، فقد أعربوا عن اهتمام غير مسبوق بالشؤون العامة والسياسية ويساهمون بنشاط في بناء مجتمع أكثر حرية وعدالة اجتماعية وديمقراطية. كما نوهت بأن أكثر من نصف الذين سجلوا للتصويت العام الماضي تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا، فيما سجل عدد من الشباب أنفسهم كمرشحين للانتخابات البرلمانية والرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر 2021. 

وفيما دعا رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي شباب ليبيا لأخذ زمام المبادرة ولعب دورهم المحوري في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وتقديم نموذج يحتذى به، انتهز رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة المناسبة، خلال مشاركته في احتفالية أقيمت بمدينة الخمس لتسليم عدد من القروض السكنية إيذانًا بانطلاق مبادرة الإقراض الإسكاني للشباب والأسر المحتاجة.