قال باحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، في جلسة استماع أمام لجنة بمحلس النواب الأميركي إن روسيا تستثمر مكاسب تدخلاتها في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في ليبيا وسورية عقب غزو أوكرانيا، مشيرا إلى أن «مصلحة روسيا في إبقاء قوات (فاغنر) على الأرض كشكل من أشكال النفوذ ووسيلة محتملة لتعقيد السياسات الأميركية والأوروبية».
وأدلى زميل أول بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي فريدريك ويري بشهادته خلال جلسة استماع للجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومكافحة الإرهاب للجنة للشؤون الخارجية، بمجلس النواب الأربعاء الماضي حول تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
- الكبير يطلع نورلاند على تفاصيل برنامج الشفافية في الإنفاق العام
- « نوفا»: حوالي ألفي عنصر من «فاغنر» ما زالوا في ليبيا
واعتبر الباحث أن تدخل روسيا في ليبيا هو «رمز لنشاطها المتجدد في الشرق الأوسط، لا سيما في مزيجها من التدخل العسكري ومبيعات الأسلحة والوساطة الدبلوماسية والسعي وراء مشاريع الطاقة والبنية التحتية واستخدام أدوات القوة الناعمة مثل الدعاية ووسائل الإعلام».
ورأى الباحث فريدريك ويري أن حرب العاصمة طرابلس (أبريل 2019 – يونيو 2020)، التي دعمت فيها موسكو قوات القيادة العامة، «تركت انقسامات سياسية عميقة في ليبيا لم تتعافَ بعد. كما أنها قوضت بشدة من سيادة ليبيا، ورسخت الآلاف من قوات فاغنر، ومئات الأطنان من المعدات العسكرية الروسية المتقدمة في القواعد الجوية والمنشآت النفطية في جميع أنحاء البلاد».
وحول انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية على المشهد الليبي والشرق الأوسط، قال الباحث في مؤسسة كارنيغي «حاولت موسكو في أعقاب غزوها أوكرانيا تسخير أي مكاسب استراتيجية حققتها في الشرق الأوسط من تدخلاتها المتعددة والمزايا الدبلوماسية من متلقي مساعداتها».
الدور الروسي في الشرق الأوسط «يثير القلق
وأشار إلى أن الدور الروسي في الشرق الأوسط «يثير القلق ويتعارض مع قيم الولايات المتحدة ومصالحها طويلة الأمد»، موصيا «بردود مستدامة ولكن دقيقة تفسر العوائق المتأصلة في المنطقة للتغلغل الروسي، وتعترف بدور الفاعلين المحليين في تحديد مدى النفوذ الروسي، وعلى وجه الخصوص، يستغل قدرة روسيا المتناقصة كمزود للأسلحة في أعقاب حرب أوكرانيا».
كما نصح الباحث بـ«درجة من المرونة الأميركية وبعض القبول لتعدد الأقطاب والتنوع الأمني القادم في منطقة تتراجع بالفعل أهميتها بالنسبة للمصالح الأميركية»، محذرا من «رد الفعل الأميركي المبالغ فيه»، معتبرا أنه «أسوأ من التحدي الفعلي الذي تمثله موسكو، مما يؤدي إلى عدم استقرار من الدرجة الثانية والثالثة غير متوقع، وسحب الطاقة الأميركية بعيدا عن معالجة الأولويات الأخرى، في الداخل وفي آسيا، ومن معالجة التهديدات العالمية مثل تغير المناخ».
تعليقات