قال رئيس الوزراء الإيطالي، ماريو دراغي، إن تعزيز الشراكات يتطلب العمل على تحقيق الاستقرار السياسي بمنطقة المتوسط، مضيفا «أنا أشير إلى ليبيا بشكل خاص، وهي دولة ذات إمكانات هائلة، لكنني أفكر بشكل عام بالمخاطر التي تشكلها الحرب على استقرار أفريقيا والشرق الأوسط».

وأضاف دراغي، في مداخلته خلال مؤتمر «نحو الجنوب»، المنعقد في سورينتو (مقاطعة كامبانيا ـ جنوب) الجمعة، أن «تنمية منطقة المتوسط لا يمكن النظر إليها إلا من وجهة نظر سياسات التلاحم.. بل إنها بالأحرى، استجابة لسلسلة طويلة من التحديات المشتركة: استقلالية الطاقة، حماية البيئة، اندماج أفضل للشباب والنساء في سوق العمل».

الدبيبة يناقش مع سفير إيطاليا عددا من الملفات السياسية والاقتصادية

وذكر رئيس الحكومة، أن هذه التنمية، «تُعد تلبية للحاجة إلى تكامل أوروبي أكبر، من أجل دور أقوى لأوروبا في منطقة المتوسط»، وأن «علينا أن نبني هذه التنمية معا، حكومة وأقاليم، قطاعات عامة وخاصة، في الشمال والجنوب».

وخلص رئيس مجلس الوزراء إلى القول بأن «هناك مسارا مختلفا ممكنا للتاريخ، والأمر متروك لنا لضمان ألا يبقى سرابا، بل أن يتحول إلى حقيقة».

فيما حذر من أن «حظر صادرات الحبوب من أوكرانيا يهدد بالتسبب في أزمة غذائية، والتي بدورها يمكن أن تؤدي إلى عدم استقرار سياسي»، مؤكدا أن إيطاليا «تعتزم الاستمرار في أن تكون في الخطوط الأمامية لبناء مستقبل من السلام والازدهار في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط.

إيطاليا والاتحاد الأوروبي يستثمران في الأمن الغذائي
وتابع «نعتزم الاستثمار على الفور في مجال الأمن الغذائي، جنبا إلى جنب مع بقية دول الاتحاد الأوروبي لتعزيز سلاسل التوريد وجعلها أكثر تكاملا».

وأضاف أن تطوير منطقة البحر الأبيض المتوسط يعني الحاجة إلى تكامل أكبر لأوروبا، وإسقاط أقوى لها في البحر المتوسط مختتما حديثه قائلا: «وعلينا أن نبني ذلك معا حكومة وأقاليم، قطاع عام وخاص، شمال وجنوب».

اتفاق إمدادات الغاز مع الجزائر نموذج للشراكة
فيما أكد رئيس الوزراء الإيطالي، ضرورة تعزيز التعاون بين دول البحر الأبيض المتوسط في سياسة الطاقة، مضيفا أن «الحرب في أوكرانيا كشفت عن خطر اعتمادنا على الغاز الروسي، لقد تحركت إيطاليا بأقصى سرعة لتنويع إمدادات الغاز ، وتعتزم الاستمرار في ذلك»، مشددا على «الحاجة إلى تسريع تطوير الطاقة المتجددة لتحسين استدامة نموذج إنتاجنا».

وأضاف أن «دول الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط تعد شريكا طبيعيا لنا على كل هذه الجبهات، والاتفاقيات التي أبرمناها أخيرا مع الجزائر تقدم نموذجا يحتذى به».