حثت دراسة ألمانية على إنشاء وزارة للكهرباء في ليبيا، داعية إلى علاج مشكلة ارتفاع استهلاك المواطنين الليبيين للكهرباء «عبر اعتماد سياسات جديدة للتسعير وتقديم الحوافز التي تساعد على تغيير سلوك المواطنين».
الدراسة الصادرة عن مؤسسة «فريدرش إيبرت»، واطلعت «بوابة الوسط» على نسخة منها تحمل عنوان «سيعيش الليبيون في الظلام ما لم يتم إصلاح قطاع الكهرباء.. التحديات المؤسسية والتشغيلية والقانونية».
وأوصى معدو الدراسة بمنح «وزارة الكهرباء المقترحة تفويضا بتنفيذ التدابير اللازمة لإعادة هيكلة الشركة العامة للكهرباء وغيرها من الشركات المملوكة للدولة في القطاع»، و«تكليف الوزارة بتصميم إطار مؤسسي لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة في البلاد».
وكالتان تابعتان لهيئة الطاقة المتجددة
واقترح الباحثون على الحكومة الليبية، تمكين هيئة الطاقة المتجددة الليبية من المساهمة في حل أزمة الكهرباء بصورة مستدامة، والاستثمار في الطاقة الشمسية في البلاد، بالشراكة مع القطاع الخاص.
وحثت المؤسسة الألمانية على «إنشاء وكالتين جديدتين، تُعنى الأولى بتقييم ودراسة مصادر الطاقة البديلة في ليبيا واقتراح المعايير والمبادئ التوجيهية التنفيذية؛ والثانية بتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة وتحظى بتفويض لعقد شراكة مع القطاع الخاص والشركات الدولية للتعويض عن النقص في الخبرات المتعلقة بالقطاع».
تطوير القدرات الليبية لمواجهة الاعتماد على الشركات الأجنبية
ورأت الدراسة ضرورة «إعادة هيكلة القطاع على مستوى الحكومة وعلى مستوى الخدمات». وأوصت بتصميم «استراتيجية لتعزيز وتطوير قدرات الموظفين وتطوير الخبرة الهندسية الداخلية بمساعدة الشركات الأجنبية»، معتبرة أن «اعتماد ليبيا على الشركات الأجنبية وضعف الخبرات الداخلية أدى إلى الحد من تطور القدرات البشرية في هذا القطاع».
- فصل الكهرباء عن 4 مناطق بالجنوب الغربي 6 ساعات يومي الثلاثاء والأربعاء
- الدبيبة يوجه بصرف 600 دينار علاوة شهرية للعاملين في الكهرباء
- انقطاع الكهرباء في بنغازي نتيجة الرياح القوية
الدراسة التي أعدها محمد المجبري (المؤلف الرئيسي)، وهبة الشيخ، ولميس بن عياد، وريما حميدان، دعت الحكومة إلى «إسناد بعض المهام التي كانت تؤديها الشركة العامة للكهرباء والشركات الأخرى إلى القطاع الخاص عبر العمليات التنافسية»، و«إشراك مختلف منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام لتوعية المواطنين بمدى ضخامة المشكلة».
يشار إلى أن «فريدرش إيبرت» منظمة سياسية ألمانية تأسست العام 1925، وتحمل اسم السياسي الذي خلفه إيبرت أول رئيس ألماني منتخب بطريقة ديمقراطية.
أسباب تدهور قطاع الكهرباء في ليبيا
وفي معرض تشخيص أسباب تدهور قطاع الكهرباء في ليبيا، حذرت الدراسة من أن الليبيين «سيعيشون في ظلام إذا لم يجر إصلاح قطاع الكهرباء»، وموضحة أن الشركة العامة للكهرباء تفتقر إلى الصيانة الدورية التي تُجرى فقط عند تعطل المعدات، مبينة أن الشركة لا تمتلك نظاما آليا لإطفاء أضواء الشارع نهارا وتشغيلها ليلا.
وسردت مؤسسة «فريدرش إيبرت»، واطلعت «بوابة الوسط» على نسخة منها، أسبابا أخرى لهذا التدهور منها أن 45 ألفا موظف يعملون بالشركة وهي بحاجة فقط إلى 13 ألف موظف، وذكرت أن الليبيين يستهلكون ثلاثة أضعاف ما يستهلكه جيرانهم في مصر وتونس.
و«تلقت الشركة العامة للكهرباء نحو 20 مليار دينار ليبي (4.39 مليار دولار أميركي)، ومع ذلك، انخفض إمداد الكهرباء في البلاد إلى النصف تقريبا بين العامين 2017 و2020»، وفق الدراسة.
تعليقات