Atwasat

اعتداءات النهر الصناعي تهدد أمن ليبيا المائي

القاهرة - بوابة الوسط السبت 07 أغسطس 2021, 01:01 مساء
WTV_Frequency

باتت الاعتداءات المتكررة التي تطال النهر الصناعي، تهدد الأمن المائي في ليبيا؛ حيث تعتمد غالبية السكان على النهر، للحصول على المياه، فيما تزداد معاناة الليبيين هذا الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، بالتزامن مع استمرار أزمة انقطاع الكهرباء.

وبعد تدمير مكونات خط الأنابيب عند المحطة رقم «353» الواقعة على بعد 75 كلم شمال منطقة الشويرف، نتيجة عمل تخريبي إرهابي، طالب جهاز إدارة وتشغيل النهر الصناعي، مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية بتحمُّل مسؤولياتها أمام الشعب الليبي في توفير الحماية للمشروع ومرافقه المنتشرة بامتداد الأراضي الليبية، وكذلك توفير الدعم المادي للجهاز، محذرًا من توقف الإمداد المائي في حال عدم الاستجابة اللازمة وتوفير الحماية والدعم المادي للجهاز.

للاطلاع على العدد 298 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا 

ووجَّه الجهاز في بيان، الأحد،، نداءً عاجلاً إلى مؤسسات الدولة طالب فيه بضرورة «توفير الدعم المادي للجهاز بالإفراج عن مستحقاته التي يكفلها القانون لتمكينه من مجابهة التحديات الفنية حفاظًا على استمرار تدفق المياه وتحقيق الأمن المائي للدولة منعًا لتفاقم الأمور إلى حد توقف الإمداد المائي من المشروع نهائيًا».

تدمير خط أنابيب شمال الشويرف
وأكد تعرض المسار الشرقي لمنظومة «الحساونة - سهل الجفارة» في أقصى الجنوب الغربي لتفجير؛ ما تسبب في تدمير مكونات خط الأنابيب عند المحطة رقم «353» الواقعة على بعد 75 كلم تقريبًا شمال منطقة الشويرف، واصفاً الحادث بأنه «تفجير ناتج عن عمل تخريبي إرهابي متعمد».

وأضاف بيان الجهاز أن «الاعتداءات المتزامنة وأعمال التتخريب شبه اليومية على حقول الآبار... تشتت جهود الجهاز وتربك عمله وتستنزف موارده المحدودة، الأمر الذي يهدد بقطع الإمداد المائي من حقل آبار الحساونة إلى العاصمة طرابلس وكامل منطقة سهل الجفارة والجبل الغربي، علاوة على زيادة التأخير في استكمال أعمال الإصلاحات الطارئة».

أيضًا لفت الجهاز إلى أن «حدوث تسريب كبير بالمياه بالقرب من مدينة أوجلة على خط أنابيب النهر الصناعي (تازربو - بنغازي) أخيرًا ناتج عن أسباب فنية، ما أدى إلى توقف قرابة نصف مليون متر مكعب في اليوم من الإمداد المائي من حقلي السرير وتازربو باتجاه مدينة أجدابيا ومنها إلى بنغازي شرقًا وإلى سرت غربًا».

وأكد أنه يسعى إلى إجراء الإصلاحات الطارئة، وذلك مع استنفار جميع إمكاناته المحدودة من آليات ومواد وبمحاولات جاهدة من مهندسين وفنيين ليبيين يصلون الليل بالنهار لاستئناف ضخ المياه في أسرع وقت ممكن، محذرًا من توقف الإمداد المائي «في ظل عدم توافر الاستجابة اللازمة من مؤسسات الدولة لدعم وحماية النهر الصناعي كمشروع أمن قومي».

ألغام متفجرة
كان جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي، أعلن الخميس الماضي، قيام «خارجين على القانون» بتفجير المحطة رقم «353» بالمسار الشرقي لمنظومة الحساونة - سهل الجفارة.

وقال، عبر صفحته على «فيسبوك»، إن الانفجار وقع «بالمحطة رقم 353 على المسار الشرقي لمنظومة الحساونة - سهل جفارة؛ بسبب قيام بعض الخارجين على القانون بزراعة ألغام متفجرة».

من جهتها، قالت بلدية مصراتة، عبر صفحتها على «فيسبوك»، إن خط النقل الرئيسي لمياه النهر الصناعي المغذي للمدينة «تعرض لأعمال تخريبة تمثلت في تفجير إحدى محطات النقل الرئيسية بالقرب من منطقة الشويرف».

145 بئرًا خارج الخدمة
وفي 13 يوليو الماضي، أعلن جهاز النهر الصناعي «منظومة الحساونة - سهل الجفارة»، خروج البئر «241» بالحقل الغربي من الخدمة «نهائيًا» بعد اعتداء مجهولين عليها، وتخريب معداتها وأجهزتها الكهربائية وقطع الكوابل داخل غرفة التحكم بها. ورفع الاعتداء حصيلة الآبار المعتدى عليها إلى 174 بئرًا، فيما تمكنت فرق الصيانة من إعادة 29 منها إلى الخدمة، فيما خرج العدد الباقي من الخدمة نهائياً بسبب حجم التخريب والتدمير الذي تعرضت له مكوناتها.

وعلى صعيد حملات إزالة التعديات على أنابيب النهر، انطلقت، الأحد، دوريات فرع إنفاذ القانون طرابلس وجهاز الشرطة الزراعية وأعضاء من جهاز النهر الصناعي في حملة موسعة لضبط الاعتداءات ومنع التجاوزات غير القانونية على أنابيب نقل المياه وإزالة الوصلات غير الشرعية الواقعة على الخط الناقل ترهونة بوزيان والهيرة وصولًا إلى مدينة بني وليد.

للاطلاع على العدد 298 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا 

وبحسب بيان وزارة الداخلية الليبية، على الصفحة الرسمية على «فيسبوك»، «تم إقفال 32 مجمع مياه مخالفًا عن طريق التوصيلات العشوائية من قبل بعض المخالفين، التي كانت تستخدم في الري والزراعة بطرق غير قانونية، الأمر الذي تسبب في ضعف تدفق المياه للعاصمة طرابلس وبعض المدن والمناطق الأخرى». وأعلن الموقع الرسمي للوزارة اتخاذ الإجراءات القانونية حيال هذه المخالفات.

الفكرة والإنشاء
وظهرت فكرة إنشاء مشروع يحمل المياه الجوفية في ليبيا خلال العام 1953، عندما اكتشفت شركات تنقيب ليبية مخزونًا هائلًا من المياه الجوفية يمكن نقلها إلى المناطق الساحلية بديلاً للمياه المحلاة، لتتبلور فكرة المشروع بعد ثلاثة عقود.

وفي أكتوبر 1984، أعلن العقيد معمر القذافي، أنه سيبني مشروعًا لإنقاذ ليبيا من العطش، عبر نقل المياه العذبة عبر أنابيب ضخمة تحت الأرض، وفي 28 أغسطس 1984، دشن القذافي المشروع.

ويبلغ طول النهر الصناعي الليبي نحو أربعة آلاف كيلومتر، فيما بلغت ميزانيته 35 مليار دولار، وهو المصدر الرئيسي للمياه النقية بالنسبة لغالبية سكان المدن والمناطق الليبية، وهو أضخم مشروع لنقل المياه الجوفية في العالم كله.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سكون سياسي في رمضان.. والقيادة تعلق المشاركة في «المصالحة»
سكون سياسي في رمضان.. والقيادة تعلق المشاركة في «المصالحة»
إطفاء حريق في نفايات قرب مستودع للغاز بالبيضاء
إطفاء حريق في نفايات قرب مستودع للغاز بالبيضاء
حالة الطقس في ليبيا (الجمعة 29 مارس 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الجمعة 29 مارس 2024)
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من طرابلس إلى سرت
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من طرابلس إلى سرت
خلال جولة تفقدية.. النمروش يشدد على ضمان عودة الحركة في منفذ رأس اجدير
خلال جولة تفقدية.. النمروش يشدد على ضمان عودة الحركة في منفذ رأس ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم