Atwasat

بعد «واقعة الساحلي».. شبح «الجزر المنعزلة» يهدد السلطة الانتقالية

القاهرة - بوابة الوسط السبت 26 يونيو 2021, 12:54 مساء
alwasat radio

كتاب عاجل أرسله رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، إلى حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، أعاد إلى الأذهان مخاوف عودة «شبح دولة الجزر المنعزلة»، فقد طلب المنفي في كتابه الموجه إلى كل من وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش، ورئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة، إلغاء ملتقى للمصالحة بين وفد من الجنوب الليبي في إيطاليا، معربا عن شجبه واستنكاره لهذا التصرف من قبل وزارة الخارجية الإيطالية. 

محمد المنفي قال، في كتاب عاجل إلى وزيرة الخارجية والتعاون الدولي، اطلعت عليه «الوسط» الثلاثاء: «من خلال متابعتنا لملف المصالحة الوطنية تبادر إلى علمنا قيام وزارة الخارجية الليبية بالاستعداد لابتعاث وفد من أطياف الجنوب الليبي إلى زيارة إيطاليا وفقا للدعوة المقدمة من قبل وزارة الخارجية الإيطالية لعقد ملتقى مصالحة فوق الأراضي الإيطالية دون التنسيق المسبق مع المجلس الرئاسي».

رئيس المجلس الرئاسي الذي أعلن شجبه واستنكاره هذا التصرف من قبل وزارة الخارجية الإيطالية، أكد أن الأمر «يستوجب إلغاء الملتقى المشار إليه وإخطار الجانب الإيطالي بضرورة احترام مبادئ السيادة الداخلية ومراعاة علاقات حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولة».
وأوضح المنفي في كتابه أن مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي أوكلت إلى المجلس الرئاسي إطلاق مسار المصالحة الوطنية، وذلك بتشكيل مفوضية وطنية عليا للمصالحة، مشيرا إلى قراره رقم 5 لسنة 2021 بإنشاء المفوضية الوطنية العليا للمصالحة.

المنفي.. مفارقة كبرى
المفارقة الكبرى أنه تبين قيام وزارة الخارجية الإيطالية باتباع الإجراءات البروتوكولية وأنها خاطبت نظيرتها الليبية، لكن الخارجية الليبية لم تخطر المجلس الرئاسي، ولم تنسق معه بشأن المشاركة في هذا المؤتمر! اللافت إلى أنه في اليوم ذاته، الذي انتقد فيه رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إيطاليا، توجه إلى روما، وأجرى مباحثات مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، في قصر «كيجي» بالعاصمة روما.

خلال اللقاء، أكد المنفي أهمية «الشراكة والتعاون مع الجانب الإيطالي كشريك استراتيجي لليبيا في مختلف المجالات»، وفق بيان منشور على صفحة المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» الثلاثاء.

رئيس وزراء إيطاليا من جهته، جدد تأكيده «دعم بلاده المسار السياسي في ليبيا، وعمل المجلس الرئاسي»، «مثمنا» ما أنجزه المجلس خلال الفترة الماضية. الاجتماع شهد الاتفاق على ضرورة «تنسيق الجهود الأمنية والسياسية بين البلدين عبر القنوات الرسمية».

الطريق الساحلي
واقعة المؤتمر الإيطالي ليست الوحيدة التي كشفت عن غياب التنسيق بين مؤسسات الدولة الليبية، فقبلها بأيام معدودة، لم ينسق رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة لا مع اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 المعنية بإعادة فتح الطريق الساحلي، ولا مع القيادة العامة، وكانت النتيجة التي شاهدها العالم كله، فرغم إعلان الدبيبة فتح الطريق والمشاركة بنفسه في إزالة السواتر الترابية التي كانت تغلق الطريق بين مدينتي سرت ومصراتة، الأحد الماضي، فإن اللجنة العسكرية أعلنت في اليوم التالي استمرار غلق الطريق، إلى حين إنهاء بعض المعوقات فيما أعلنت القيادة العامة إن هذه الخطوة «من جانب واحد ومرفوضة واستعراضية».

لمطالعة العدد الجديد من جريدة الوسط انقر هنا

أيضا لاحظ مراقبون غياب التنسيق بين المؤسسات الليبية في الزيارات الخارجية «المتكررة»، ولفت المراقبون إلى تزامن الزيارات الخارجية لرئيس المجلس الرئاسي مع زيارات رئيس الحكومة، فيما يفترض أن يظل أحدهما داخل ليبيا، وعلى سبيل المثال، في الوقت الذي حطت الطائرة بالدبيبة في العاصمة الألمانية برلين، الثلاثاء، لحضور مؤتمر برلين 2 بخصوص ليبيا، كانت طائرة المنفي تهبط في مطار روما، قبل أن يتوجه هو الآخر إلى برلين للمشاركة في المؤتمر الدولي نفسه.
كذلك جاءت زيارة رئيس المجلس الرئاسي إلى إيطاليا، بعد أيام قليلة من استقبال روما، رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، الذي أجرى على مدى يومين مباحثات مع الجانب الإيطالي بشأن «العلاقات بين البلدين»، بدأها الخميس الماضي.

حفتر.. إعادة تمركز بالجنوب
واقعة أخرى لا يمكن إغفالها وهي تجاهل المشير خليفة حفتر قائد القيادة العامة للجيش الليبي، مؤسسات الدولة كافة، وإصداره أوامر إلى القوات المسلحة بإعادة التمركز والانتشار في الجنوب الليبي، الخميس الماضي، دون علم أو إخطار رئيس المجلس الرئاسي، وهو القائد الأعلى للجيش، ودون علم عبدالحميد الدبيبة، رئيس الحكومة وزير الدفاع، كما عقد المشير خليفة حفتر، السبت، اجتماعا من أمراء وضباط المناطق العسكرية في الجنوب.
وقال مكتب إعلام القيادة العامة، في بيان، إن الاجتماع بحث «سير العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية التي تهدد بشكل مباشر أمن المدنيين في مناطق الجنوب». وهكذا بدت مؤسسات ليبيا، وكأنها جزر منعزلة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ضبط تاجري مخدرات في مصراتة
ضبط تاجري مخدرات في مصراتة
«الفيلق الأفريقي» الروسي.. هل يكون بديل «فاغنر»؟
«الفيلق الأفريقي» الروسي.. هل يكون بديل «فاغنر»؟
بعد تعهدات حكومة الدبيبة وضمانة النائب العام.. الجامعات من الاعتصام إلى ساحة العلم
بعد تعهدات حكومة الدبيبة وضمانة النائب العام.. الجامعات من ...
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 30 نوفمبر 2023)
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 30 نوفمبر 2023)
«الأرصاد»: الرؤية جيدة على طول الساحل
«الأرصاد»: الرؤية جيدة على طول الساحل
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم