سجل إنتاج ليبيا من النفط 155 ألف برميل يوميا في المتوسط خلال شهر فبراير الماضي، في ظل استمرار إغلاق الموانئ والمنشآت النفطية، ووسط توقعات أميركية بتراجع أسعار خام برنت إلى 45 دولارا للبرميل في أبريل المقبل.
وخلص مسح أجرته وكالة «رويترز» إلى أن إنتاج دول منظمة «أوبك» من النفط هبط إلى أدنى مستوى له في أكثر من عشر سنوات في فبراير، مع «انهيار إمدادات ليبيا بسبب إغلاق الموانئ وحقول النفط»، إلى جانب التزام السعودية ودول خليجية أخرى باتفاق جديد للحد من الإنتاج.
وأفاد المسح بأن منظمة البلدان المصدرة البترول البالغ عدد أعضائها 13، ضخت في المتوسط 27.84 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، بانخفاض 510 براميل يوميا عن أرقام يناير.
ورغم تراجع الإمدادات، انخفضت أسعار الخام إلى أقل من 50 دولارا للبرميل، على خلفية القلق من أن يخفض تفشي فيروس «كورونا» المستجد الطلب على النفط.
ومنذ 18 يناير الماضي، هوى إنتاج النفط في ليبيا بسبب إغلاق الموانئ والحقول، إذ أظهر المسح أن الإنتاج «بلغ في المتوسط 155 ألف برميل يوميا على مدار فبراير، انخفاضا من 760 ألف برميل يوميا في يناير».
واتفقت «أوبك» وروسيا وحلفاء آخرون، في إطار تحالف «أوبك+»، على خفض الإمدادات بواقع 500 ألف برميل يوميا بدءا من أول يناير 2020. وبلغت حصة «أوبك» من الخفض الجديد نحو 1.17 مليون برميل يوميا يلتزم بها عشرة أعضاء، أي جميع أعضاء المنظمة باستثناء إيران وليبيا وفنزويلا.
وتجاوز أعضاء «أوبك» العشرة الملتزمون بالاتفاقية التخفيضات المطلوبة بسهولة الشهر الماضي، بفضل خفض السعودية وحلفائها الخليجيين بأكثر من المطلوب لدعم السوق.
زيادة إنتاج العراق ونيجيريا
لكن المسح خلص إلى أنه «لا تزال هناك زيادة في الإنتاج من جانب العراق ونيجيريا»، وكلاهما تباطأ في الالتزام باتفاقات سابقة لـ«أوبك+»، مما يعني أن المنظمة التزمت بنسبة 128% بتعهدات الخفض انخفاضا من 133% في يناير.
وبحسب «رويترز» كان إنتاج فبراير هو الأقل لـ«أوبك» منذ العام 2009 على الأقل، وهو العام الذي طبقت فيه المنظمة أكبر تخفيضاتها على الإطلاق بسبب الأزمة المالية، وذلك بعد استثناء التغيرات في العضوية التي حدثت منذ ذلك الحين.
وارتفع خام «برنت» اليوم الأربعاء إلى 52 دولارا للبرميل، بعدما أوصت أمس لجنة منبثقة عن «أوبك+»، بخفض الإنتاج بكمية إضافية قدرها مليون برميل يوميا، وقد تعني التوصية أن روسيا والمملكة العربية السعودية، أكبر منتجين في المجموعة، على وشك التوصل إلى اتفاق لدعم الأسعار.
اقرأ أيضا: مؤسسة النفط: خسائر الإقفالات وصلت إلى 2.6 مليار دولار
وسيكون هذا بالإضافة إلى 2.1 مليون برميل يوميا من تخفيضات الإنتاج التي تشمل 1.7 مليون برميل يوميا من خفض لـ«أوبك+» وتخفيضات طوعية أخرى من السعودية أكبر مصدر للخام في العالم، ومن المقرر أن تجتمع «أوبك+» في فيينا يومي الخامس والسادس من مارس.
من جانبه خفض بنك «غولدمان ساكس» توقعاته لسعر «برنت»، قائلا إن تخفيضات إنتاج «أوبك+» وخفض البنوك المركزية أسعار الفائدة لن يكفيا لمنع تكون مخزونات ضخمة جراء تراجع الطلب بسبب تفشي «كورونا».
وذكر البنك في مذكرة يوم الثلاثاء أن أسعار برنت قد تنخفض إلى 45 دولارا للبرميل في أبريل مقارنة بتقديرات سابقة عند 53 دولارا لبرميل قبل أن تتعافى بالتدريج إلى 60 دولارا بحلول نهاية العام.
تعليقات