أنقذ المواطن الأميركي من أصول ليبية، محمد بزيك، عشرات الأطفال الذين تخلت عنهم عائلاتهم بسبب إصابتهم بأمراض مستعصية أو مميتة.
وأثار بزيك الذي بات يلقب بـ«ملاك الأرض»، تعاطف الكثيرين ممن ألهمهم وفاجأهم عدم تردده، بل تفانيه في خدمة أطفال تُركوا لمواجهة مصيرهم ومعاناتهم لوحدهم، وفق وكالة «فرانس برس».
وسخر محمد بزيك (65 عاما)، وهو مواطن أميركي ليبي مقيم في لوس أنجليس (جنوب غرب الولايات المتحدة)، حياته لرعاية الأطفال الذين يتخلى عنهم ذووهم بسبب إصابتهم بأمراض نادرة أو مميتة، أو ولادتهم مصابين، إذ أثارت إنسانيته تعاطف الكثيرين، وبات يلقب بـ«ملاك الأرض وملاك بلا أجنحة».
وأوردت منظمة إيديكايت إنسباير تشاينج (التربية إلهام للتغيير)، في حوار نشرته أخيرا، أن محمد بزيك فتح ذراعيه لاحتضان أطفال تم التخلي عنهم أو تم وضعهم للتبني، وتُركوا لمواجهة معاناتهم لوحدهم.
ونقلت عنه قوله: «أتحدث دائما مع أطفالي، لا يهم إذا لم يروني أو يسمعوني، فأنا أتحدث معهم دائما لأنني أعتقد أنهم بشر، لديهم روح، ومشاعر».
وخلال عشرين عاما، تكفل محمد في منزله بما لا يقل عن 80 طفلا، مؤمنا بأنه يسهم بذلك في خلق فضاء يجعلهم يحسون بأن لديهم عائلة، أشقاء وشقيقات، وشخص يرعاهم.. وبسبب المرض، فقد عشرة منهم حياتهم خلال نفس الفترة، فيما تمكن من إنقاذ البقية.
وذكرت يومية «لوس أنجليس تايمز» أنه وبين 35 ألف طفل مسجلين في إدارة خدمات الأطفال والأسرة بالمقاطعة، هناك نحو 600 طفل يندرجون ضمن حالات «الاحتياجات الطبية الشديدة»، وللعثور على شخص يرعاهم، فإن محمد بزيك أول من تتصل به السلطات الصحية، التي تؤكد أنه غالبا ما يكون الشخص الوحيد الذي يقبل باستقبال أطفال، يكون احتمال عيشهم حتى مرحلة البلوغ ضعيفا.
وقال بزيك للجريدة الأميركية: «أعرف أنهم سيموتون، أبذل قصارى جهدي كإنسان وأترك الباقي لله».
حملة تبرع
ودفع تفانيه في خدمة أطفال أوصدت أبواب ذويهم بأوجههم بعد أن رمتهم الأقدار في براثن أمراض مستعصية ومميتة، أشخاص مثل الأميركية مارغريت كوتس، إلى الدخول في هذا السباق الإنساني لإغاثة هذه الشريحة المتروكة لمصيرها من أقرب الناس إليها.
وأطلقت كوتس حملة تبرعات على الإنترنت في 8 فبراير 2017 لجمع مبالغ مالية تعين محمد على تحقيق مراده برعاية أكبر عدد ممكن من الأطفال، وفي أحسن الظروف، إذ إن التكفل بمثل هذه الحالات المرضية في الولايات المتحدة أمر مكلف للغاية.
وتمكنت الحملة لحد الساعة من جمع مبلغ 642 ألفا و888 دولارا، وهي لا تزال تحظى بتعاطف الكثيرين، بحسب «فرانس برس».
وأشارت مارغريت كوتس على موقع الحملة إلى أن عائلة بزيك في ليبيا أسست بدورها دارا لرعاية الأيتام، تستقبل 600 طفل.
وغادر بزيك ليبيا وتحديدا طرابلس في العام 1978 ليستقر في الولايات المتحدة من أجل الدراسة، ليتخرج مهندس إلكترونيات حسب وكالة الأناضول.
وكرمته دائرة الشؤون الدينية التركية بمنحه جائزة الإحسان الدولية المرموقة، التي تخص بها أشخاصا قدموا «أعمالا عظيمة».
تعليقات