قالت جريدة «لاكروا» الفرنسية إن نجاح مؤتمر برلين الذي ينطلق اليوم الأحد، يتوقف على قدرة الأطراف المعنية على توقيع اتفاق لـ«هدنة دائمة» في البلاد، ولفتت إلى أن المؤتمر يهدف إلى «منع التدخل الأجنبي في ليبيا من خلال منع تقديم الدعم العسكري».
ونقلت الجريدة عن الباحث المشارِك في تأليف كتاب «ليبيا الجديدة قصص من بلد مجهول» دانييل جيرلاش، قوله، السبت، إن «النجاح الحقيقي للمؤتمر يتمثل في توقيع هدنة دائمة» ولفت إلى عمل ألمانيا بنشاط منذ خريف العام 2019 لتهدئة الأجواء في ليبيا كجزء من «عملية برلين».
اقرأ أيضًا مؤتمر برلين غدًا ... فهل يبدأ التوافق حول ليبيا؟
وأشارت إلى أنه بعد باريس وباليرمو وموسكو، حان دور برلين لتنظيم مؤتمر دولي لإعادة إطلاق عملية سلام في ليبيا، تحت رعاية الأمم المتحدة، حيث ستستضيف «الدول الرئيسية المنخرطة عسكريًّا ودبلوماسيًّا في الصراع، بما في ذلك فرنسا وإيطاليا وروسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة»، إلى جانب حضور رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج والقائد العام للجيش المشير خليفة حفتر.
وأوضحت «لاكروا» أن مغادرة حفتر موسكو التي استضافت مفاوضات تهدف للوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في ليبيا، الإثنين الماضي دون التوقيع على الاتفاق الذي وقعه السراج، كانت «بالتأكيد إستراتيجية من جانبه لتعزيز مواقفه في مؤتمر برلين».
وقال المختص في الشأن الليبي جانيس غريم، إن ما يميز اجتماع برلين عن المحاولات السابقة هو «مصداقية ألمانيا، التي ظلت ملتزمة بالحياد إلى حد ما في الملف من خلال عدم حضورها عسكريًّا»، لكنه أشار إلى أن ألمانيا تغامر بثقلها الدبلوماسي على الساحة الدولية في حال فشل المؤتمر.
وتعثر حل الأزمة الليبية لسنوات بسبب «المصالح المتباينة للبلدان المعنية، خصوصًا فرنسا التي تمضي في مسألة تأمين منطقة الساحل من تنظيم «داعش» الإرهابي، وتركيا التي وقَّعت مذكرة تفاهم خاصة بتحديد مجالات الصلاحية البحرية مع حكومة الوفاق، لتعزز نفوذها بمناطق التنقيب عن الغاز والنفط، إلى جانب روسيا، التي تتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي في ليبيا.
تعليقات