Atwasat

الجزائر تستدرك خطأ بوتفليقة في ليبيا.. ومبادرة تونسية تتخطى «الجوار»

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني السبت 28 ديسمبر 2019, 05:41 مساء
WTV_Frequency

تغاضت الجزائر عن دعوة حكومة الوفاق لتفعيل اتفاقات أمنية معطلة؛ لتميل لاستدراك أخطاء «النظام السابق» الذي أبعدها عن الملف الليبي لسنوات، في وقت أبعدت تونس عن مبادرتها الجديدة للسلام الصبغة الثلاثية في التنسيق مع الجزائر ومصر، وهي تحركات متزامنة مع صمت البلدين حيال التدخل التركي في ليبيا.

وتسلم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مقاليد الحكم ببروز معادلة جديدة في ليبيا تستوجب تفعيل دورها مستقبلاً، واستدراك أخطاء نظام بوتفليقة السابق بسبب غيابه عن الساحة السياسية لسنوات وتسيير البلد من قبل شقيقه، إذ اختبأت السلطات السابقة وراء ذريعة عدم التدخل للتغطية على مرض الرئيس المخلوع بوتفليقة، ومن المرجح أن تغير إستراتيجيتها وأن تكون أكثر نفوذاً في ليبيا، وهو ما يعكس تصريحات تبون حين أكد رفض بلاده إقصاءهم مجدداً من الحلول المقترحة في إعادة الاستقرار إلى ليبيا.

تغييرات جوهرية
وتؤكد مصادر مقربة من الملف أن الجزائر ليس من مصلحتها التدخل لتدعم طرفاً على حساب طرف آخر في ليبيا امتثالاً للمانع الدستوري، لكنها سوف تسعى لجمع مختلف الأطراف على طاولة التفاوض لحل خلافاتهم، لا سيما بعد محاولة تحييدها من أي دور، ما تعتبره أمراً خطيراً له انعكاسات وخيمة على الأمن الداخلي. ولم تتفاعل الجزائر مع دعوة رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، لتفعيل الاتفاقات الأمنية مع ليبيا، والبناء عليها لصد «العدوان»، كما سماه، على طرابلس.

والاتفاق المعني بين الجزائر وليبيا، وُقع في أغسطس 2001، ويتعلق بمكافحة الإرهاب وحفظ الاستقرار، وعقدت اللجنة الأمنية المشتركة الجزائرية–الليبية شهر يوليو الماضي اجتماعاً؛ لبحث تفعيل وتحديث الاتفاقية، لكن تأجل الأمر إلى أجل غير معلوم علماً بأن الاتفاق خاص بتأمين الحدود من المهربين وتجار المخدرات، ينفذه كل بلد داخل حدوده، وبتعاون أمني مشترك.

اقرأ في العدد الجديد من «جريدة الوسط»

وتبدو القيادة الجزائرية مقتنعة بأن دخول أطراف إقليمية عديدة على خط الصراع الليبي يحتم الذهاب إلى حوار سياسي دون تدخل خارجي. وإن كانت هذه المعطيات ستسفر عن تغييرات جوهرية في الملف الليبي مستقبلاً تستبعد المصادر ذاتها ذلك، موضحة أن سعي الدبلوماسية الجزائرية لتغليب الحلول السياسية والابتعاد عن لغة التصعيد العسكري سوف يتواصل، لأنها تدرك حجم المخاطر في حالة الاستجابة لدعوات التدخل في الجارة الشرقية لذلك سوف تعمل على خلق بيئة حوار بين طرفي النزاع، وقد تدعو إلى جولة من الحوارات في فوق أراضيها.

وأول امتحان للجزائر المشاركة في مؤتمر برلين بعد انتقادها لإقصائها ولكافة الأطراف الليبية المتنازعة، بعد أن تأجل عقده عدة مرات بسبب خلافات بين الدول العشر المدعوة. واستغل الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، هذه الثغرة لمغازلة الجزائر وتونس لصالح حشد مواقف سياسية مؤيدة لخطط نفوذها في ليبيا بعدما كشف أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اقترحت مشاركة الجزائر وتونس وقطر في مؤتمر برلين حول ليبيا المقرر عقده قريباً.

مغازلة الجزائر وتونس
وقال إردوغان إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم 16 ديسمبر الجاري، حيث وجهت دعوة لتركيا للمشاركة في اجتماع سيعقد حول ليبيا في برلين مقترحة مشاركة الجزائر وتونس وقطر، مستطرداً أن «الشعب الليبي لديه ثقة في هذه البلدان. إذا شاركوا في المؤتمر.. و بوتين له نفس الرأي. لذلك سنقرر من سيحضر منا بعد أن نرى من سيشارك في الاجتماع».

ويدرك إردوغان تحفظ الجزائر على الاتفاق التركي مع حكومة الوفاق بخصوص ترسيم الحدود مع ليبيا ، دون أن تعبر عن ذلك صراحة أما تونس فقد تكون أكثر انفتاحاً رغم صمتها حتى الساعة، في ظل القيادة الجديدة التي أبدت ميولاً لحكومة الوفاق تحت ذريعة الوقوف مع الشرعية الدولية، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى برمجة الرئيس التركي زيارة قريبة إلى تونس أين سيكون الملف الليبي ضمن مباحثاته مع نظيره قيس سعيد.

هذا الأخير الذي أطلق مبادرة تونسية للسلام في ليبيا أكد أنه سيعرضها على مختلف الأطراف والشخصيات الليبية لحل الأزمة تنتهي بعقد مؤتمر تأسيسي يفضي إلى إجراء انتخابات.

وعلى عكس الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي، حين أطلق في يناير 2017، مبادرة لحل الأزمة الليبية، فضل التنسيق مع مصر والجزائر بهدف «الإسراع بإيجاد أرضية مشتركة للحوار والمصالحة ونبذ الفرقة والإقصاء، لبناء دولة ليبية ينعم فيها الشعب بالأمن والاستقرار»، أكدت الرئاسة التونسية، في أعقاب استقبال المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية أن جميع الحاضرين اتفقوا على تفويض الرئيس التونسي لرعاية حل شامل للخلاف الليبي وفقاً لمبادئ تتضمن دعوة كل الليبيين للجلوس إلى مائدة الحوار بهدف التوصل إلى صيغة توافقية للخروج من الأزمة الراهنة في إطار الاتفاق السياسي.

وشددت المبادرة على أن الحل في ليبيا لن يكون إلا ليبياً (داخلياً) دون إقصاء أو تهميش لأي طرف مهما كانت انتماءاته السياسية أو الفكرية أو المنطقة التي ينتمي إليها تحت سقف نظام مدني في دولة ليبية موحدة ودعم جهود المصالحة الوطنية الشاملة. ورفعاً لأي لبس بخصوص تعارض مبادرة سعيد مع المبادرة الأممية التي تحضر لعقد مؤتمر دولي في برلين حول ليبيا أوضح الرئيس التونسي، «نجتمع ليس بحثاً عن الشرعية ولا لاستبدال شرعية بأخرى، بل هناك الشرعية الدولية».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
لجنة برلمانية تناقش تأثير ضريبة الدولار على السوق الليبية
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
الباعور يبحث الاستعدادات لعودة الرحلات التركية إلى ليبيا
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
مصادرة حلوى بها ألوان محظورة في البيضاء
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية للتنمية
إيقاف البناء على أرض في تاجوراء مملوكة للشركة الليبية الدولية ...
تقرير دولي: أكبر حصة من العمال المهاجرين الأفارقة توجد في ليبيا
تقرير دولي: أكبر حصة من العمال المهاجرين الأفارقة توجد في ليبيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم