في وقت يأمل فيه العاملون في حقل الظهرة النفطي، الذي يقع جنوب غرب سرت، إعادة العمل فيه، فإن واحدا من كبار موظفي الحقل المشهود لهم بالشجاعة والأمانة يقف مشجعا لهم، مستندا إلى تجربته الملهمة خلال الاضطرابات الشديدة التي شهدتها البلاد في العام 2011.
الموظف علي الكاسح، الذي ينتمي إلى منطقة زلة التي تتبع بلدية الجفرة، استطاع البقاء في حقل الظهرة وتأمينه بالكامل منذ فبراير 2011 إلى نهاية العام ذاته، حيث تمكنت شركة الواحة من إعادة الإنتاج، بعد تسلم لجنة الإدارة الجديدة وقتها مهامها، حسب ما ذكر حساب الشركة، على موقع «فيسبوك»، اليوم الثلاثاء.
شجاعة أبناء زلة
وتمكن الكاسح منذ فبراير 2011 من تأمين الحقل والمحافظة على أصول الامتياز بكامل محطاته، وتأمين جميع المرافق والورش والمخزن، «الذي لم ينقص منه أي مواد أو أصول ثابتة باهظة الثمن، وذلك بدعم من إدارة شركة الواحة ولجنة الطوارئ و مراقبي الحقل وعدد من أبناء منطقة زلة».
وقالت الشركة إن الكاسح «تمكن من إرسال 150 سيارة وجميع الآلات الثقيلة وما يمكن حفظ الحقل وتأمينه وقام بعمليات لوجستية ضخمة بعمل تطوعي جبار من شباب زلة وبإشرافه المباشر».
وبعد عودة الموظفين إلى العمل في الحقل في نهاية العام 2011، وجدوا غرفهم و مقتنياتهم كما تركوها لمدة تسعة أشهر، في أمان تام، بالرغم من الأحداث الصعبة التي وقعت في تلك الفترة في جميع أنحاء البلاد، بما فيها حدوث عطل فني بالتوربينات الغازية وانقطاع الكهرباء والأمن في كامل المنطقة، فضلا عن الفراغ الأمني الكبير وانتشار المخربين وقطاع الطرق.
اقرأ أيضا: تنظيم «داعش» يحرق محطة للنفط بحقل الظهرة
وتابعت الشركة: «اليوم، وبعد أن طالته أيادي الخراب والعبث والدمار يتمنى علي الكاسح التوفيق لزملائه القدامى، وأن يتمكنو ا من إعادة تشغيل الحقل في ظل هذه التحديات الضخمة والظروف القاهرة من شُح في الأمن والموارد».
وخلال العام 2015، تعرض الحقل لهجمات من مسلحي تنظيم «داعش»، ومجموعات مسلحة أخرى، في محاولة للسيطرة على الحقل وسرقة الإنتاج.
تعليقات