بعد اختتام الموسم الرياضي للدوري الليبي لكرة القدم الدوري الممتاز بإقامة دوري السداسي دوري التتويج الذي أقيم هذا الموسم في إيطاليا، منهيا موسما متميزا في كل شيء على صعيد الأداء والنتائج، حيث لعبت الفرق الست للأول من أجل كرة القدم فقط ومن أجل تلبية طموحاتها في الظفر بكأس بطولة الدوري الليبي.

كانت الجولات الخمس التي شارك فيها هذا الموسم فرق الأهلي طرابلس والأهلي بنغازي والنصر والهلال والسويحلي والمدينة، وقد أسهمت الأطقم التحكيمية الإيطالية في نجاح الدوري السداسي إلى جانب وجود حكم الفيديو المساعد «VAR» في خروج المباريات إلى بر الأمان، ولم تشهد أي اعتراضات من أي فريق، ليتوج باللقب فريق النصر الذي لم يخسر أي مباراة بعدما جمع 15 نقطة وخمسة انتصارات من خمس جولات.

موسم شاق لرباعي ليبيا الأفريقي
وقد أفرز دور سداسي التتويج الليبي هذا الموسم أربعة فرق للمشاركة الأفريقية، اثنان منها في دوري الأبطال هما النصر والأهلي بنغازي، واثنان آخران في منافسات مسابقة كأس الكونفدرالية الأفريقية هما الأهلي طرابلس والهلال. وقد خاضت الفرق الأربعة موسما طويلا للغاية صاحبته توقفات عدة مرات، وهذا الأمر يرهق اللاعبين الذين خاضوا جولات السداسي، فيما أصبح الوقت ضيقا جدا لأخذ قسط من الراحة السلبية قبل خوض المنافسات الأفريقية، والأمر الآخر المهم هو ضيق الوقت للتعاقد مع لاعبين جدد، حيث منح الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف» وقتا محدودا للغاية لجميع الفريق لتسجيل اللاعبين في المنافسات الأفريقية. 

والشيء الإيجابي الذي ظهر هذا الموسم هو ارتفاع الإيقاع بالنسبة للفرق الأربعة، حيث انتهى دور سداسي التتويج في الثاني والعشرين من شهر يوليو الماضي، والدوري التمهيدي الذي حدده «كاف» ينطلق في السابع عشر من شهر أغسطس الجاري، أضف إلى ذلك التصفيات الأفريقية للمنتخبات التي ستنطلق خلال شهر سبتمبر، لذلك فإن الموسم حافل وضاغط على جميع المنتخبات الأفريقية.

من جانبه، عجز الاتحاد الليبي لكرة القدم في الموسمين الماضيين عن التخطيط السليم ووضع روزنامة بتواريخ محددة مسبقة يحدد من خلالها بداية الدوري ونهايته، من خلال وضع تواريخ المشاركات الأفريقية والعربية للأندية والمنتخب الوطني، الأمر الذي يتسبب في إنهاء الدوري بشكل متأخر للغاية عن غيره من الدول وخاصة دول الجوار.

• النصر والأهلي بنغازي في مهمة صعبة بدوري الأبطال
أوقعت قرعة الدور التمهيدي لبطولة دوري أبطال أفريقيا فريقي النصر والأهلي بنغازي في مواجهة المريخ والهلال السودانيين، وهما فريقان لهما وزن أفريقي والاصطدام بهما في الدور التمهيدي أمر صعب، لكن تجاوزهما ليس بالأمر المستحيل بالنسبة للفرق الليبية التي لم تحقق أي إنجاز أفريقي على الرغم من أن الاتحاد الليبي يعد من أقدم الاتحادات في قارة أفريقيا والعالم العربي. وسيتعين على النصر بصفته بطل الدوري الليبي في الدور التمهيدي المواجهة مع المريخ السوداني، فيما سيواجه صاحب الترتيب الثاني فريق الأهلي بنغازي فريق الهلال السوداني.

• الأهلي طرابلس والهلال يمثلان ليبيا بالكونفدرالية
سيلتقي الأهلي طرابلس صاحب الترتيب الثالث في الدور التمهيدي لبطولة كأس الكونفدرالية مع فريق أوهمايجي الزنجباري، بينما يلعب الهلال صاحب الترتيب الرابع مع فريق كيتارا الأوغندي. ومن المقرر أن يقام ذهاب الدور التمهيدي الأول خلال الفترة من 16 إلى 18 أغسطس الجاري، على أن يقام الإياب في الفترة من 23 إلى 25 أغسطس، بينما يقام ذهاب الدور التمهيدي الثاني بين 13 و15 سبتمبر المقبل، فيما يقام الإياب بين 20 و22 سبتمبر.

- للاطلاع على العدد «454» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

ومع قرب بدء مشاركة الأندية الليبية في المعترك الأفريقي، يتجدد السؤال حول ما إذا كانت الأندية الليبية قادرة على مواصلة الطريق للأدوار النهائية، أم تخرج سريعا الأدوار التمهيدية، غير أن إجابة هذا السؤال تبقى معلقة على ما ستقدمه وما إذا كانت قادرة على مجاراة اللعب الأفريقي الذي يختلف تماما عن اللعب المحلي.

ويبقي الأمل في أن الكرة الليبية ستتمكن يوما من تحقيق الإنجاز المنشود الذي يراود الجميع إذا وضعنا العجلة على القبضان وتنظيم دوري محترفين حقيقي ويتمتع بروزنامة ثابتة واختيار رجال أكفاء لقيادة الأندية خاصة أن المال موجود لكن العقلية المحترفة غائبة.

• الضغوط تلاحق المنتخب الوطني
وبعيدا عن ذلك، فإن المنتخب الوطني يتعرض لخطر حقيقي في ظل خوضه تصفيات كأس العالم وتصفيات كأس أمم أفريقيا دون محترفين، خلافا لبقية منتخبات القارة السمراء التي تتمتع بميزة اللعب مستعينة بقوة محترفيها، وهو ما قد يؤدي إلى الخروج المبكر من التصفيات، حيث لم يحقق المنتخب الوطني أي نتائج تشفع له طيلة مشاركته القارية أفريقيا وعربيا، والأسباب كثيرة تتمثل في أن ليبيا تعرضت في العديد من المرات إلى ظلم تحكمي، وعانت كثيرا من اللعب خارج ملاعبها، وافتقرت إلى البنية التحتية الرياضية، وعجزت عن اختيار اتحاد ليبي قوي لإدارة شؤون كرة القدم، ولم تتمكن من اختيار مدرب يصقل المواهب، وقد أدت سياسات الدولة نفسها إلى إنهاك كرة القدم الليبية على مدار سنوات كثيرة وأدى ذلك إلى أن الدوري الليبي أصبح من بين الأضعف على مستوى العالم، كما تفتقد ليبيا إلى وجود أصحاب القرار في الاتحاد الأفريقي «كاف».

وقد وضعت قرعة تصفيات كأس أمم إفريقيا بالمغرب 2025 المنتخب الوطني مع منتخبات نيجيريا وبنين وروندا، وهي مجموعة ليست بالصعبة ويمكن التأهل لنهائيات للمرة الرابعة في التاريخ.
ويجب على اتحاد الكرة وإدارة المنتخب الاستعداد الجيد لهذه التصفيات، والاستفادة من عامل الأرض والجمهور وعدم إضاعة هذه الفرصة، حيث إن المنتخب الوطني سيلعب أول وآخر مبارياته في التصفيات على أرضه وبين جماهيره، وهذا نعتبره أمرا إيجابيا قد يعطى حافزا كبيرا للمنتخب من أجل نيل ورقة التأهل للنهائيات بالمغرب.

• استحقاق كأس العالم
المهمة الأخرى التي تنتظر «فرسان المتوسط» هي تصفيات كأس العالم، بعد خسارته في مباراة الأخيرة أمام الرأس الأخضر وهي أول خسارة له تحت قيادة الصربي «ميتشو» يتحتم عليه معالجة الأخطاء والدفع بعناصر الخبرة في ظل غياب المحترفين وعدم الاعتماد على الشباب ناقصي الخبرة، ولا بأس بتطعيم المنتخب بعناصر الشباب إذا أردنا الذهاب بعيدا في هذه التصفيات، والأمر ليس بالمستحيل ولكن باستغلال الفرص وعدم التفريط في بقية النقاط في هذه التصفيات.

والمباريات المتبقة من هذه التصفيات هي1- أمام أنغولا يوم 17-3-2025 في ليبيا بشهر رمضان . 2- أمام الكاميرون يوم 24-3-2025 في الكاميرون 3- أمام أنغولا يوم 1-9-2025 بملعب الخصم. 4- أمام إسواتيني يوم 8-9-2025 بملعب طرابلس الدولي. 5- أمام الرأس الأخضر يوم 6-10-2025 بملعب طرابلس الدولي . 6- أمام جزر الموريشيوس يوم 13-10-2025 بأرض الخصم.
ترتيب المجموعة الرابعة. الكاميرون 8 نقاط وليبيا 7 نقاط والرأس الأخضر 7 وأنغولا 6 وموريشيوس 4 وإسواتيني صفر من النقاط.

لقطة من مباراة كرة قدم. (أرشيفية: الإنترنت)