لم يكن فوز النصر بلقب الدوري الليبي لكرة القدم مجرد صدفة، بل كان وراءه عمل كبير ومتواصل من قِبل رجال النصر الذين عملوا بصمت ودأب كبيرين حتى تحقق الإنجاز بحصد اللقب الثالث في التاريخ النادي. ويعد مستشار الكرة بنادى النصر ومهندس الصفقات، الخبير محمد رجب، أحد هؤلاء الرجال الذي خاضوا المهمات الصعبة، وأسهموا في عودة النادي لمكانته بتتويجه بطلا للدوري.

مسيرة رياضية مميزة لمحمد رجب
ويعد محمد رجب من الخبرات والقيادات الإدارية المتميزة بجانب كونه مستشارا لرئيس مجلس إدارة النادي، وهو خبير كروى وحكم دولى سابق، وكل هذه الخبرات المتراكمة جعلت منه أحد جنود وأبطال ملحمة النصر هذا الموسم. بدأ رجب مسيرته الرياضية كحكم منذ العام 1996، ثم أصبح حكما دوليا منذ العام 2008 حتى العام 2019، واستمر ضمن القائمة الدولية فترة طويلة، وكان ضمن حكام النخبة الأفريقية، وأدار 72 مباراة دولية، وهو رقم كبير في تاريخ التحكيم الدولى الليبى، ولولا توقف النشاط الكروى وتعثره بليبيا بسبب الأحداث التي مرت بها البلاد العام 2011 لوجد في محافل عالمية أخرى كبيرة.

وعقب اعتزاله التحكيم، عمل الخبير الكروي مديرا للإدارة الرياضية بالنصر، ليسهم في إحراز الفريق كأس السوبر، ثم عمل في فترة ولاية فوزى العيساوى رئاسة اللجنة التسييرية، حيث أصر على وجود محمد رجب، للاستفادة من خبرته الإدارية وعلاقاته الدولية الواسعة، فتسلم أصعب الملفات، وهو ملف إدارة العقود وشؤون اللاعبين، في فترة ومرحلة صعبة وعصيبة، كان خلالها النادى يفتقد للإمكانات المادية، بجانب وجود قضايا عدة ضده لدى المحاكم الليبية والاتحاد الدولي (فيفا)، فنجح في استقطاب محام سويسرى شهير، وأصبحت كل قضايا النادى في «فيفا» تحت إشرافه، وكسب عددا من القضايا الكبيرة التي جنبت النادى عقوبات مالية، وكادت تكلفه أموالا طائلة. وقد أنهت اللجنة التسييرية عملها بعد موسم استثنائي، وكان المطلوب منها فقط إنهاء الديون الكبيرة المتراكمة، والسيطرة على الشكاوى، واستعادة الثقة في سمعة النادى.

بعد ذلك استمر الخبير الكروى محمد رجب في مهامه مع إدارة الرئيس المنتخب الجديد أحمد أبوشناف، برفقة فوزى العيساوى نائبا للرئيس، ليستمر مستشارا رياضيا للرئيس مع الاستمرار في إدارة العقود وشؤون اللاعبين، ومتابعة ملفات الطعون، وغيرها من الأمور التي كانت تتربص بالنصر، إلى جانب سفره إلى كوت ديفوار لإتمام وإنجاح صفقة اللاعب جونتان والمحترف الزامبى كمبابا، اللذين كانا موجودين مع منتخبيهما، ليؤكد خبرته وحرفيته في التعامل مع هذه الملفات الصعبة، بالإضافة لإتمام صفقة إعارة الثنائى السودانى الأبرز بخيت خميس والجزولى.

- المقاعد الأفريقية والبحث عن العلامة الكاملة لبطل التتويج «النصر».. أهداف جولة الختام
- أرقام ومؤشرات في الجولة الأخيرة من سداسي التتويج

ومع التعاقد مع المدرب الوطنى أسامة الحمادى مدربا للفريق الأول، أصبح الفريق الأول تابعا لرئيس النادى مباشرة، وجرى تكليف المهندس والمستشار محمد رجب بالعمل الإداري مباشرة مع المدرب الحمادى، ليكون الفريق فنيا بإشراف وقيادة الحمادى، أما إداريا وقانونيا فيكون تابعا لرئيس النادى ورجب، الذى كان مرافقا لمدرب الفريق في كل اللقاءات والاجتماعات اليومية والسفر، وترتيبات معسكر القاهرة قبل مرحلة السداسى، ووفر كل سبل نجاح مسيرة الفريق.

وخلال مرحلة سداسي التتويج بايطاليا، وبفضل جهوده وعلاقاته الدولية الواسعة بالشركة الإيطالية المنظمة ورئيسها، الذى عمل طويلا بأفريقيا، أشرف على ترتيبات مقر إقامة الفريق في إيطاليا، واختيار الفندق الأقرب، وتوفير الظروف المناسبة، إلى جانب إيجاد روح الانسجام والتناغم بينه وبين الجهاز الفنى واللاعبين، وتذليل كل الصعوبات، مما انعكس على نجاح مسيرة الفريق وتتويجه باللقب المستحق، حيث كان فريق النصر بشهادة الجميع هو الأفضل في كل شىء، ونال إشادة وتقدير كل منافسيه وجماهير الكرة الليبية.