في كل المسابقات الكروية التي تُجرى في مختلف بقاع الأرض، عندما تصل الفرق الأربعة إلى المربع الذهبي وتقام بينها المباريات، من المفترض أن يكون موعد ومكان إقامة المباراة النهائية لتحديد البطل قد أعلن عنها مسبقا لكن في لجنة مسابقاتنا فإن الوضع مختلف، حيث أقيمت المباريات بين فرق الدوري الرباعي وفاز فريق أهلي طرابلس على فريق المدينة (2-1)، كما فاز فريق الأخضر على فريق الأهلي بركلات الجزاء الترجيحية، ومع ذلك لم تحدد لجنة المسابقات متى موعد المباراة النهائية ولا أين ستقام، وكلما تأخر موعدها غابت عنها الإثارة وقيمة البطولة، والفريقان المترشحان لخوض اللقاء المرتقب هما فريق أهلي طرابلس وفريق الأخضر اللذان سبق وأن تقابلا في مسابقة الكأس العام 1977 بملعب المدينة الرياضية بطرابلس، وأدارها المرحوم الحكم عبدالله باله، وانتهت بفوز فريق الأهلي بهدفين مقابل لاشيء.

- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: الأندية الرياضية إلى أين؟
- الدوري ومدرب المنتخب الجديد.. ولقاء تونس القريب من وجهة نظر خليفة بن صريتي

فهل سيعيد التاريخ نفسه أو أن التطورات والتغيرات الكروية قد تأتي بنتيجة مغايرة لذلك، ففريق الأخضر عندما لعب تلك المباراة كان من ضمن فرق الدرجة الثانية ومن الفرق المغمورة، ووصوله للمباراة النهائية في تلك الفترة يعتبر إنجازا كرويا له وللاعبيه ولمدربه المرحوم حسين الحمروش، أما اليوم فأصبح أحد فرق المقدمة في الدوري الممتاز، وجاء ترتيبه في الدوري السداسي الماضي مع مدربه شمام في الترتيب الثالث مع تحقيقهم الفوز في التصفيات الأفريقية الأخيرة.

يضم الأخضر حاليا العديد من النجوم المحليين والأجانب وعلى رأسهم الصاروخ المغربي هداف الفريق، مع وعود مدربهم المصري الجديد بسيوني بتحقيق إحدى البطولات لفريق الأخضر لأول مرة، وفريق أهلي طرابلس صاحب التاريخ الطويل من البطولات والنجوم الذين مثلوا الفريق الوطني سوف يحاول تحقيق الفوز والبطولة لتعويض ما فاته في الموسمين الماضيين من ضياع لبطولة الدوري، خاصة مع مدربه الجديد وصحوة الفريق في مبارياته الأخيرة وتحقيق عدة نتائج إيجابية، والذي نأمله من لجنة المسابقات تحديد موعد المباراة النهائية، وأن يقدم الفريقان مستوى فنيا يليق بسمعة نجوم الفريقين وأن تسود الروح الرياضية اللقاء.

صحيح أن المباراة لا تقبل القسمة ومن الضروري أن يتوج أحدهما ببطولة الكأس، لكن حتى الوصيف يجب أن تكون له مكافأة مالية قريبة من البطل، لأن الوصول للمباراة النهائية بعد التصفيات مع كل الفرق المشاركة في الكأس ليست بالأمر السهل، كما أتمنى ألا تكون الجائزة مجرد كأس فقط تسلم في نهاية المباراة لرئيس الفريق وتهتف له جماهير النادي، دون أن يستفيد النادي إلا التهاني والتبريكات التي لا تغني ولا تسمن من جوع في عهد الاحتراف.

أذكركم بأن كأس العالم للأندية الأخيرة للعام 2023 التي أقيمت بالمغرب كانت جوائزها كالتالي: الفريق البطل 5 ملايين دولار، الوصيف 4 ملايين دولار، المركز الثالث 2.5 مليون دولار، المركز الرابع 2 مليون دولار، المركز الخامس 1.5 مليون دولار، المركز السادس مليون دولار، والمركز السابع نصف مليون دورلار، وبالطبع مع فارق الإمكانات والقدرات، لكن المهم قيمة مالية محترمة تتناسب وجهود لاعبي الفريقين طيلة فترة التصفيات، وأخيرا آمل أن تستفيق المنظومة الرياضية في بلادنا وتحاول تقديم ما يفيد الألعاب الرياضية وشبابها.