رواندا دولة أفريقية تعرضت في العام 1994 إلى حرب أهلية راح ضحيتها حوالي 800 ألف إنسان، لكنها تعافت بعد أن تشكّلت محكمة أصدرت أحكامها على أغلب المسؤولين عن الحرب والدمار وحققت العدالة الانتقالية، وأصبحت إحدى الدول الأفريقية التي حققت أعلى نسبة نمو اقتصادي، وتعيش الآن في سلام وأمان والدليل على ذلك إقامة الاتحاد الدولي لكرة القدم اجتماع الجمعية العمومية رقم 73 في الأيام الماضية بالعاصمة الرواندية كيغالي والذي حضره رؤساء ووفود 207 اتحاد عام من العدد الإجمالي 211 إلى جانب مندوبي وسائل الإعلام العالمية.

- خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: الأندية الرياضية إلى أين؟
- الدوري ومدرب المنتخب الجديد.. ولقاء تونس القريب من وجهة نظر خليفة بن صريتي

وقد تم في هذا الاجتماع تزكية السيد جياني إنفانتينو الذي لم ينافسه أحد إلى فترة رئاسية جديدة حتي العام 2027، وقدّم السيد الرئيس ورؤساء اللجان المختصة التقارير الإدارية والمالية والرياضية والفنية والاستثمارات والمشاريع الاقتصادية المستقبلية، وحدّد بالأرقام النجاحات التي تحقّقت والتي كانت من ضمن حملته الانتخابية عند ترشّحه لأول مرة في 2016، أي أنه جاء ببرنامج عمل حقق من خلاله الكثير وسوف يكمل المسيرة في الأعوام المقبلة، وكذلك اعتمدت الجمعية العمومية التعديل الجديد لنهايات كأس العالم القادمة بالولايات المتحدة وكندا والمكسيك التي سيتنافس فيها 48 منتخباً لأول مرة، على أن تكون المجموعات 12 بكل منها أربعة منتخبات وليس 16 بكل منها ثلاثة منتخبات، على أن يترشح من كل مجموعة الأول والثاني إلى جانب أفضل ثمانية منتخبات من أصحاب الترتيب الثالث في المجموعات.

كما تقرّر أيضاً إقامة أكاديمية علمية للصغار في كل دولة عضو بالاتحاد الدولي لكرة القدم مع الدعم المادي لكن بشروط ومعرفة أوجه الصرف، إلى جانب تطوير بطولة كأس العالم للأندية بداية من 2025 لتضم 32 نادياً من مختلف القارات الستة، وكذلك تطوير كرة القدم النسائية وزيادة دخل لاعباتها في نهائيات بطولة كأس العالم النسائية، وذكر رئيس اللجنة العليا للتحكيم السيد كولينا بأن هناك تجارب تُقام لتطوير مادة التسلل وكذلك مساعي تبذل لإيجاد تقنية الـVAR في مختلف الملاعب ولو بصورة مبسطة من خلال أربع كاميرات في الملعب.

عموماً حضر السيد عبد الحكيم الشلماني رئيس الاتحاد الليبي وتابع النجاحات بالأرقام وكذلك الخُطط المستقبلية للكرة العالمية، وأمِل «أن ينقل ذلك لأعضاء اتحاده العام لعلهم يتعظوا ويستفيدوا من أهمية وجود برنامج ومخطط علمي مدروس للسير عليه بدلا من العشوائية والاعتماد على الصدفة والحظ باستمرار، إنها فرصة لهذا الاتحاد أو من يأتي بعده للوصول بالفريق الليبي إلى كأس العالم، خاصة بعد زيادة في نصيب عدد الفرق المترشحة من أفريقيا، وذلك بالطبع لا يتم إلا بممارسة النقد الذاتي وإعادة النظر في شكل الدوري الحالي الذي يُعد أحد أسباب فشل هذا الاتحاد، بدليل أن كافة أنديتنا التي تشارك في التصفيات العربية والأفريقية تخرج من التصفيات، لأنها تلعب في دوري ضعيف وتتقابل مع فِرق تلعب في دوريات قوية».

«أخيرا مع نسمات الشهر المبارك نأمل أن يُسخر الله لاتحادنا العام وللجنة الأولمبية ولوزارة الرياضة قيادات قادرة على تغيير الواقع الرياضي المؤسف، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الرياضة الليبية وكل عام والجميع بخير».