بعد الاجتماع الذي عقده الاتحاد العام لكرة القدم في مدينة بنغازي الأسبوع الماضي، أقام السيد رئيس الاتحاد العام مؤتمرا صحفيا تطرق فيه إلى مشاكل كرة القدم الليبية وأعمال اتحاده العام، وطمأننا على مستقبل اللعبة الشعبية الأولى في بلادنا بأنه جرى اتخاذ عدة قرارات سوف يكون لها تأثير إيجابي على مستوى اللعبة والخروج بها من النفق المظلم، ولعل أولها دعوة بعض الرياضيين القدامى لتولي تدريب الفريق الوطني مع تواجدهم أيضا في إدارة المنتخبات الرياضية وتشكيل لجان فنية.

وقد استغربت لماذا كل هذه القرارات الآن هل من أجل تخفيف الضغوطات التي يتعرض لها الاتحاد العام من قبل وسائل الإعلام الرياضي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشارع الكروي، أو محاولة لإقناع الآخرين بالتعاون ومساندة الاتحاد لتكملة مدته المتبقية، إن تكليف اللاعبين القدامى بتدريب الفرق الوطنية تجربة تكررت أكثر من مرة دون جدوى، لأن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم وجود برنامج علمي يسير عليه الاتحاد، ويجري من خلاله ممارسة النقد الذاتي ومعرفة ما تحقق من هذا البرنامج من عدمه.

إن غالبية المتواجدين في الوسط الرياضي وصلوا إلى قناعة بعدم قدرة هذا الاتحاد على تقديم الأفضل لكرة القدم الليبية، لأنه أتيحت له الفرصة عدة سنوات وهو من إخفاق لآخر، ولم يحقق أي نتائج إيجابية أو الوصول لأي مسابقات عربية أو أفريقية أو دولية، وذلك لأن المواصفات التي يتطلب تواجدها في أي اتحاد عام لا توجد في اتحادنا الموقر، واستمراريته مجرد عبث ومضيعة للوقت مهما حاول البعض تزيين صورته بالوعود الوردية، لأنه من السهل الكلام لكن مواجهة الواقع الكروي دون منهاج يسير عليه أمر في غاية الصعوبة، ولا يحقق إلا تكرار الإخفاقات والدليل على ذلك الخروج المبكر من بطولة «شان» في الجزائر من المرحلة الأولى.

وكم تمنيت وجود جمعية عمومية فاعلة قدم لها السيد الرئيس ما ذكره في مؤتمره الصحفي لتناقشه وتؤكد الإيجابي منه وترفض السلبي؛ لكن عدم وجودها الفعلي أحد أسباب تدني مستوى اللعبة، لأنها هي السلطة التشريعية التي يجب أن تراقب وتحاسب وتختار من يصلح من عدمه، ولا يكون دورها في فترة الانتخابات فقط لتغليب طرف على آخر ثم تختفي عن الواقع الكروي.

إن من يتشبث بالمنصب حيث الشهرة والسفريات والامتيازات الأخرى، عليه أن يتحمل ما يترتب على ذلك من صراعات وخلافات وانتقادات مع من يختلفون معه، سواء من أجل الإصلاح أو طمعاً في أن يكونوا البديل عنهم، وأنني مع ضرورة الالتزام بالنقد الهادف البناء البعيد عن الشخصنة أو الخروج عن الروح الرياضية إذا كان الهدف فعلاً الإصلاح والدفاع عن كرة القدم والفريق الوطني، لأننا في النهاية كلنا أبناء لأسرة رياضية واحدة ونتمنى التوفيق لفريقنا الوطني في مباراتيه مع المنتخب التونسي.