مفتاح بن حامد المعداني من مواليد مدينة بنغازي العام 1947، بدايته الكروية كانت مع أشبال الأهلي الذي لعب له عدة مباريات ثم رشحه المدرب الإنجليزي طومسون للفريق الأول، وكانت أولى مبارياته أمام فريق التحدي وفاز الأهلي (2-0)، وفي  الموسم نفسه جرى اختياره للفريق الوطني، ولعب أول مبارياته أمام المنتخب التونسي، لعب في خط الظهر وتألق وكذلك في خط الوسط وأبدع وتحصل مع الأهلي علي 3 بطولات للدوري الليبي وبطولة واحدة للكأس.

بن حامد لاعب كبير له اسمه في الكرة الليبية وأحد نجومها المعروفين، لاعب ذكي ومهاري وصاحب مجهود سخي وتمريرات دقيقة، إنسان بسيط وتربوي ولا يحبذ الأضواء ومتواضع إلى أبعد حد ولا يحتفظ بأي صور رياضية تجسد تاريخه الرياضي، هذا اللاعب له آراؤه القيمة فيما يحدث في رياضتنا اليوم وخاصة كرة القدم، وعن الدوري يقول: «أين هو؟ كدنا أن ننساه وتحولنا لمتابعة الدوريات الأوروبية؛ لأنه أصبح دوري لا طعم ولا رائحة له، وانتفت منه الإثارة والتشويق وذلك لكثرة الفرق المشاركة فيه ولوجود فارق كبير في المستوى الفني والمادي بين كثير من فرقه، ولهذا بقيت أغلب نتائج مبارياته معروفة سلفًا ودوري بهذا الشكل لا يخدم اللعبة ولا الأندية ولا الفريق الوطني وسوف يظل تجربة فاشلة نكررها في كل موسم دون جدوى».

وأضاف بن حامد «أما عن وضع فريقنا الوطني فهو فريق لم يجد نفسه بعد، وقد تأثر سلبًا بكثرة إشراف المدربين عليه من أجانب ومحليين ولم يعرف الاستقرار لا في المدربين ولا اللاعبين ولا طريقة اللعب ويعاني من نقص النجوم المؤثرين في النتائج مع احترامي للقلة الموهوبة، وما دام الدوري ضعيفًا فسيظل المنتخب كذلك خاصة وأن اتحاد الكرة ليس لديه برنامج علمي لتطوير اللعبة ولهذا ستظل نتائج منتخبنا تعتمد على الحظ والصدفة وليس على الإعداد البدني والخططي والنفسي وربي يستر في التصفيات المقبلة».

وعن المنظومة الرياضية قال بن حامد «إنها تعاني من الترهل والجمود وليس لديها ما تضيفه للرياضة الليبية والضرورة تحتم تجديدها وضخ دماء جديدة بها؛ أي قيادات تربوية تؤمن بالقيم الرياضية ومسلحة بالعلم والتجربة بعيدًا عن الاستفادة المادية التي أضحت هم أغلب المسؤولين ويكون لديها علاقات جيدة ومتطورة مع العالم الرياضي الخارجي»، أما بالنسبة للاحتراف فيراه في كرتنا ليس موجودًا بالمعنى الحقيقي للكلمة، وإنما هو مجرد عقود شكلية بين طرفين ولا يخدم مصلحة الأندية أو اللعبة، بدليل أن التعاقدات وصلت قيمتها إلى أرقام كبيرة دون أي نتائج تذكر في المباريات المحلية وعلى مستوى الفريق الوطني والذي أتمناه احتراف حقيقي يطبق بشكل صحيح يضمن حقوق اللاعب والنادي وأن يصاحب ذلك مجالس إدارات في الأندية محترفة وتعرف كيف تتعامل مع الاحتراف الذي يخدم اللعبة والفريق الوطني.

أما عن عودة جماهير الكرة للملاعب، فقال بن حامد «جمهور الكرة هو فاكهة كرة القدم وبدونها يقل الإبداع في الملاعب وتظل كأنها مقابر مهجورة، فالتشجيع عنصر مهم في الألعاب الرياضية وآمل أن يساهم الإعلام الرياضي في توعية جماهير الكرة وعدم شحنها قبل المباريات حتي تعي دورها الحقيقي ولا يحدث شغب الملاعب الذي له تأثير سلبي مدمر علي الكرة والعلاقات الإنسانية التي يفترض أن تجسدها الرياضة في أروع صورها».

وفي آخر ما تطرق له عن الأزمة الحالية المتمثلة في بداية الدوري من عدمه يرى بن حامد أنه لو كان هناك اتحاد عام قوي وجمعيات عمومية فاعلة في الأندية ووزارة رياضة لها تجربة في المساهمة في حل المشاكل الرياضية لما حدث ذلك، فمسألة توقيع عقود مع اللاعبين بمبالغ خيالية تفوق قدرات أغلب الأندية تصرف غير مدروس ويجب تجنب تكراره، وعلى وزارة الرياضة أن تدعم الأندية لكن بشروط تحافظ علي المال العام.