Atwasat

خليفة بن صريتي يكتب لـ«بوابة الوسط»: حال ملاعبنا والرياضة مع الوعود الفضفاضة

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 27 سبتمبر 2022, 04:55 مساء
WTV_Frequency

إن ما تعاني منه رياضتنا اليوم نتاج طبيعي لعقم عقود ماضية وتجاهل الدولة لها ومحاربتها بطرق مباشرة وغير مباشرة، بداية من وقف الدعم المادي للأندية إلى تحويلها من أندية رياضية ثقافية اجتماعية إلى مراكز للتدريب، ونقل مبارياتها دون ذكر أسماء لاعبيها، وكذلك جرى طرح بديل جديد من خلال شعار الرياضة الجماهيرية والمتمثلة في الألعاب الشعبية مثل تخطي الجرد وكر الحبل والهوكي ويا عشرة جاك عشرين مع ضرورة السعي إلى نشرها وتبشير العالم بها ومحاولة ضمها للألعاب الأولمبية.

علما بأن دول أوروبا بأكملها لا يوجد بها جرد واحد تقام عليه مسابقة تخطي الجرد، ولا أريد أن أسترسل في سرد المآسي التي تعرضت لها رياضتنا المسكينة، وتفاءلنا خيرا كلما جرى تشكيل وزارة جديدة أو هيئة رياضية في العقد الأخير، لكن دون جدوى لأن المنظومة الرياضية بالكامل تعاني الفساد والترهل والجمود، ومع حكومتنا الحالية فرحنا عندما جرى فصل وزارة الشباب عن الرياضة، وجرى اختيار وزير لها من خارج الوسط الرياضي مع ثلاثة وكلاء لوزارته، لكنهم لم يحركوا ساكنا أو يقدموا أي خدمة للرياضة، حيث ظلت الفوضى تسود أغلب الأندية الرياضية دون حسم لمشاكلها الداخلية أو تفعيل قانون الأندية الرياضية الذي يحدد شكل ومقومات النادي الذي له الحق في التواجد في الجمعيات العمومية للاتحادات الرياضية.

وفي أبسط مثال ظلوا يتابعون في مباريات الدوري المحلي وفرقنا الوطنية والأندية المشاركة في التصفيات الأفريقية في ملعب شيخ الشهداء ببنينا، لأنه الملعب الوحيد المعتمد من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم «كاف»، دون السعي إلى حل مشاكل ملاعب المدينتين الرياضيتين بطرابلس وبنغازي، وذهبت كل وعودهم أدراج الرياح كما ذهبت الميزانيات المخصصة لذلك، وكما حدث أيضا مع ملعب علي زيدان بتاجوراء.

وُضع الحجر الأساسي لملعب دولي جديد في احتفال كبير حضره رئيس وأعضاء اللجنة الرياضية بالمؤتمر الوطني العام آنذاك وبعض الوزراء وكثير من محبي الظهور في الصور، وأُلقيت الكلمات وتقبلوا التهاني وانتهت الضجة الإعلامية من غير فائدة، وما زالت قطعة الأرض للآن كما هي، ولم يعد يذكرها أحد وليعود بعدها السيد زيدان إلى ألمانيا لمتابعة مباريات دوريها على الملاعب العصرية بينما ترك أبناء وطنه ينتظرون في مشروعه الوهمي، وإنه من العيب أن تظل ملاعب النهر الصناعي وبنينا هي الواجهة الحضارية لملاعبنا الكروية في ليبيا التي تملك النفط والغاز مثل دول الخليج التي شيدت أحدث الملاعب العصرية.

ويا حسرة على النظام الملكي الذي عندما قرر إقامة الدورة العربية الخامسة في ليبيا قام بإنشاء مدينتين رياضيتين لا مثيل لهما في أفريقيا في الستينيات، وعندما نرى ملاعب العالم العصرية نشعر بالحسرة ونأسف على حظ رياضتنا العاثر الذي أوقعها في أيدي سراق المال العام الذين فضلوا مصالحهم على مصلحة شباب الوطن والرياضة، وفي النهاية نأمل أن يسخر الله للرياضة من ينقذها من الغرباء والانتهازيين الذي عششوا في شتى مواقعها القيادية، ولن يتركوها لأنها حققت لهم مكاسب مادية وامتيازات لم يكونوا ليحلموا بها من قبل مع مكانة في المجتمع الرياضي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شاهد.. «في التسعين» يكشف تفاصيل عودة ملعب طرابلس للخدمة وتداعيات أزمة أبوسليم
شاهد.. «في التسعين» يكشف تفاصيل عودة ملعب طرابلس للخدمة وتداعيات ...
شاهد.. «في التسعين» يسأل «هل كان لاتحاد الكرة دور في اعتماد الملاعب ورفع الحظر؟»
شاهد.. «في التسعين» يسأل «هل كان لاتحاد الكرة دور في اعتماد ...
«دورينا» يعود اليوم بـ«ديربي» مصراتة ولقاء أساريا والخمس
«دورينا» يعود اليوم بـ«ديربي» مصراتة ولقاء أساريا والخمس
مدرب «أسود الأطلس» يحذر من قوة المنتخب الليبي لكرة الصالات
مدرب «أسود الأطلس» يحذر من قوة المنتخب الليبي لكرة الصالات
غدًا.. المنتخب الليبي يواجه نظيره المغربي في نصف نهائي كأس أمم أفريقيا لكرة الصالات
غدًا.. المنتخب الليبي يواجه نظيره المغربي في نصف نهائي كأس أمم ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم