تعمل السلطات البرازيلية السبت على استكمال انتشال عشرات الجثث لضحايا حادث تحطم الطائرة قرب ساو باولو في جنوب شرق البلاد، بينما تتواصل التحقيقات لتحديد أسباب المأساة.
ووفق الإطفاء، تم حتى الآن انتشال 16 من إجمالي 62 جثة من بين حطام الطائرة التي سقطت الجمعة في مدينة فينهيدو التي يبلغ عدد سكانها 76 ألف نسمة والواقعة على بعد نحو 80 كيلومترا شمال غرب ساو باولو، العاصمة الاقتصادية للبرازيل، بحسب «فرانس برس».
وكانت الطائرة وهي من صناعة شركة «إيه تي آر» الفرنسية الإيطالية، تقل 58 راكبا وأربعة من أفراد الطاقم، وفقا لشركة الطيران فويباس التي رفعت مرة أخرى حصيلة القتلى إلى 62 السبت، وجميعهم من الجنسية البرازيلية.
فتح تحقيق لتحديد أسباب سقوط الطائرة
ويعمل نحو 200 شخص السبت لانتشال الجثث ونقلها بعد ذلك إلى مشرحة في ساو باولو. ويتوالى دخول وخروج سيارات الشرطة والإسعاف والإطفاء من المنطقة السكنية حيث تحطمت الطائرة.
وقال الناطق باسم جهاز الإطفاء الكابتن مايكون كريستو في الموقع إن الأمطار التي تهطل بشكل متواصل منذ مساء الجمعة تعقد العمليات التي قد تستمر «عدة أيام». وفتح مركز التحقيق والوقاية من حوادث الطيران في البرازيل (سينيبا) تحقيقا لتحديد أسباب سقوط الطائرة في منطقة سكنية.
- تحطم طائرة على متنها 62 شخصا في البرازيل.. ولا ناجين
كانت الطائرة تحلق بين كاسكافيل في ولاية بارانا الجنوبية ومطار غوارولوس الدولي في ساو باولو. وبعد سقوط مفاجئ، تحطمت نحو الساعة 13,25 (16,25 ت غ).
ووفقا لموقع تتبع الرحلات الجوية «فلايت رادار 24»، حلقت الطائرة لمدة ساعة تقريبا على ارتفاع 17 ألف قدم (5180 مترا). وفي الساعة 13.,21 (16,21 ت غ) بدأت تنحدر ثم في غضون الدقيقة التالية انخفضت بشكل حاد إلى 4100 قدم (1250 مترا). وأفادت القوات الجوية البرازيلية أن الطائرة «فقدت الاتصال بالرادار عند الساعة 13.22».
«صيانة روتينية»
الطائرة من طراز «إيه تي آر 72-500»، وقالت الشركة المصنعة، وهي تابعة لمجموعة إيرباص وشركة ليوناردو الإيطالية، في بيان إن «خبراء إيه تي آر ملتزمون تماما دعم التحقيق الجاري». وتم العثور على الصندوق الأسود الذي يجرى العمل على تحليله. ووفقا للوكالة الوطنية للطيران المدني، فإن الطائرة تمتثل لجميع المعايير السارية.
وكانت قد خضعت «لعمليات صيانة روتينية في الليلة السابقة» وغادرت مدينة ريبيراو بريتو في ولاية ساو باولو حيث يقع المقر الرئيسي لشركة فويباس «من دون أي مشكلة فنية»، حسبما أكد مدير عمليات الشركة مارسيل مورا في مؤتمر صحفي. من جهته، أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام بعد «الحادث المأساوي».
البرازيل تسجل 108 حوادث طائرات
ووفقا لبيانات مركز التحقيق والوقاية من حوادث الطيران، فإنه باستثناء بيانات الجمعة، سجلت البرازيل منذ بداية العام 108 حوادث طائرات خلفت 49 قتيلا. وعلى مدى السنوات العشر الماضية، قضى 746 شخصا في 1665 حادثا في البلد المترامي.
في عام 2007، فشلت طائرة إيرباص «إيه 320» تابعة لشركة «تي إيه إم» البرازيلية في الهبوط بمطار كونغونهاس في ساو باولو واصطدمت بمبنى شحن، ما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها وعددهم 187، إضافة إلى 12 شخصا على الأرض.
بعد ذلك بعامين، اختفت طائرة من طراز إيرباص «إيه 330-230» وتشغلها شركة إير فرانس بينما كانت تحلق بين ريو دي جانيرو وباريس، فوق المحيط الأطلسي في منطقة مضطربة وعلى متنها 228 شخصا.
تعليقات