كشفت مرشحة «الجبهة الشعبية الجديدة» لمنصب رئاسة الوزراء الفرنسية، لوسي كاستيتس، لمجلة «باري ماتش» عن ميولها الجنسية، وصرحت بأنها متزوجة من امرأة. ومنذ هذا الإفصاح، أكد أشخاص عديدون، خاصة الناخبين اليمينيين، أن هذه المعلومة يجب أن تظل «خاصة»، الأمر الذي يبرر طرح السؤال التالي: هل أصبح الإفصاح عن الميول الجنسية عندما يكون المرء شخصية سياسية «حدثا غير مهم؟».

وبعيداً عن كونه «حدثا غير مهم»، بحسب تعبير عمدة باريس سابقا برتران ديلانويه، في تقرير على موقع «مونت كارلو الدولية»، الذي أفصح عن ميوله الجنسية منذ أكثر من 20 عاما، يبدو أن هذا لا يزال حدثا مهما حتى اليوم.

ويقول محللون إنه لا يزال من الصعب الإفصاح عن الميول الجنسية في السياسة، بل لا يجب التسرع. وقد استغرق الأمر 25 عاما منذ أول إفصاح لرجل سياسي، ديلانويه نفسه، عن ميوله الجنسية. واليوم هناك غابريال أتال، أول رئيس وزراء مثلي الجنس بشكل علني.

كاستيتس ستكون أول مثلية تتولى رئاسة وزراء فرنسا
والآن إذا وصلت لوسي كاستيتس إلى هذا المنصب، فستكون أول امرأة ومثلية رئيسة للوزراء. لذا بحسب تقرير «مونت كارلو»: «يجب أن نواصل هذا الطريق نحو التطبيع الذي نتطلع إليه حتى يصبح بالفعل حدثا غير مهم. لكن هذا يظل هدفا أكثر منه حقيقة»، كما يقول مدير تحرير مجلة «20 دقيقة»، توماس فامبوي، فالأمر مهم لأسباب عدة: أولاً في حالة لوسي كاستيتس هذا الكشف له ثقله، فهذا يُظهر أننا نعيش في مجتمع يمكن فيه الإفصاح عن الميول الجنسية دون أن يدمر ذلك مسيرة الشخص المهنية، وهذا ما أثبته برتراند ديلانويه في ذلك الوقت، حيث كان يخشى أن تكون ميوله الجنسية عائقًا أمام انتخابه ومسيرته السياسية. غير أن كل شيء مرّ بسلاسة، ولكن هذا لا يعني أن البساط مفروش بالورود أمام من يرغب في الإفصاح عن ميوله، فهناك شيء ما يجب إثباته في كل مرة.. في كل مرحلة.

- إجراءات أوروبية بحق فرنسا وست دول أخرى بسبب «العجز المفرط في الموازنة»

تذكر مديرة تحرير مجلة «20 دقيقة» إليزابيث بورن، عندما كانت رئيسة للوزراء، اعتبرت أن وصولها كامرأة إلى هذا المنصب هو رسالة قوية موجهة إلى جميع الفتيات الصغيرات. الأمر نفسه ينطبق على لوسي كاستيتس، إذ يقول خبراء علم اجتماع إن تعلن عن مثليتك في مجتمع يجرى فيه التمييز ضد المثليين مقارنة بمجتمع يمكن فيه أن تكون رئيسًا أو رئيسة للوزراء ومثليا، فهذا يترك تأثيراً على مجتمع بأسره.