دعا زعيم حركة «طلاب ضد التمييز» وأحد قادة التظاهرات الاحتجاجية في بنغلاديش، ناهد إسلام، إلى استقالة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة ومحاكمتها على خلفية قمع الشرطة الدامي للتحركات.
وقال إسلام في كلمة أمام آلاف المحتجين وسط دكا السبت إن «على الشيخة حسينة ليس فقط أن تستقيل، بل أن تُقَام محاكمة لأعمال القتل والنهب والفساد»، وفق «فرانس برس».
نظم قادة الطلاب السبت تجمعات احتجاجية ودعوا إلى حملة عصيان مدني في عموم بنغلاديش في وقت لم تحرك حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة ساكناً أمام ردود الفعل المتفاقمة بسبب قمع الشرطة الدامي للتظاهرات.
مقتل أكثر من 200 شخص خلال التظاهرات
وتحولت التظاهرات التي انطلقت احتجاجاً على تخصيص أكثر من نصف الوظائف الحكومية لفئات محددة وعائلات معينة إلى مواجهات تخللتها حالة من الفوضى الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص في أحد أسوأ الاضطرابات خلال فترة حكم الشيخة حسينة المستمر منذ 15 عامًا.
- المحكمة العليا في بنغلادش تحض الطلاب المحتجين على «العودة إلى الصفوف»
- «طلاب بنغلادش ضد التمييز» يرفضون إيقاف احتجاجاتهم
وأدى نشر الجيش إلى إعادة النظام لفترة وجيزة لكن الحشود نزلت مجدداً إلى الشوارع بأعداد كبيرة بعد صلاة الجمعة استجابة لدعوة قادة الطلاب للضغط على الحكومة لتقديم مزيد من التنازلات. وحضّت مجموعة «طلاب ضد التمييز» المسؤولة عن تنظيم الاحتجاجات الأولى البنغلاديشيين على بدء حركة عدم تعاون شاملة اعتبارًا من الأحد.
وقال أحد أعضاء المجموعة آصف محمود «يشمل هذا عدم دفع الضرائب وفواتير الماء والكهرباء والخدمات وإضراب موظفي الحكومة ووقف التحويلات الخارجية عبر المصارف». وقال زملاء محمود من قادة الطلاب أيضًا إنهم قد ينظمون مسيرات وطنية أخرى السبت.
اعتذار وفتح المدارس والجامعات
ويطالب الطلاب باعتذار علني من رئيسة الوزراء عن أعمال العنف التي وقعت الشهر الماضي وبإقالة العديد من وزرائها. كما أصروا على أن تعيد الحكومة فتح المدارس والجامعات في كل أنحاء البلاد والتي أُغلقت في ذروة الاضطرابات. لكن مسيرات الاحتجاج ذهبت أبعد من ذلك بترديد هتافات تطالب حسينة البالغة 76 عامًا بالتنحي.
وقالت الطالبة نجوم ياسمين «عليها أن ترحل لأننا لسنا بحاجة إلى هذه الحكومة الاستبدادية». وأضافت الشابة البالغة 20 عاماً لوكالة «فرانس برس» والمشاركة في أحد التجمعات الاحتجاجية في العاصمة دكا السبت «هل حررنا البلاد لنرى إخوتنا وأخواتنا يُقتلون بالرصاص على يد هذا النظام؟».
تستحضر استراتيجية عدم التعاون حملة عصيان مدني تاريخية خلال حرب تحرير بنغلاديش عام 1971 عن باكستان. قاد الحركة حينها والد حسينة الشيخ مجيب الرحمن، زعيم استقلال البلاد، ويتذكرها البنغاليون كجزء من المعركة المجيدة ضد الطغيان.
اهتزاز أسس النظام
وقال علي رياض أستاذ العلوم السياسية بجامعة ولاية إلينوي «الآن انقلبت الأمور... لقد اهتزت أسس النظام، وتلاشت هالة (الشيخة حسينة) التي لا تقهر. والسؤال هو إن كانت حسينة مستعدة للبحث عن مخرج أم أنها ستقاتل حتى النهاية».
وقال الناطق الإعلامي لرئيسة الوزراء نعيم الإسلام خان إن الشيخة حسينة عرضت السبت «حوارا غير مشروط» مع الطلاب لمعالجة مطالبهم. وأضاف «إنها مستعدة للجلوس معهم. إنها لا تريد مزيداً من المواجهات».
تحكم حسينة بنغلاديش منذ العام 2009 وفازت بولاية رابعة على التوالي في انتخابات يناير التي لم تشهد منافسة حقيقية. وتتهم جماعات حقوق الإنسان حكومتها بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لترسيخ قبضتها على السلطة والقضاء على المعارضة، بما في ذلك من خلال القتل خارج نطاق القضاء.
تعليقات