Atwasat

«الغارديان».. أول صورة لعمار البلوشي أحد المتهمين بأحداث 11 سبتمبر

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 02 أغسطس 2024, 09:41 مساء
WTV_Frequency

كشف تقرير لجريدة «الغارديان» البريطانية عن الصورة الأولى لمعتقل «الحرب على الإرهاب» في إطار تقرير لها نشرته اليوم الجمعة على موقعها عن تفاصيل معسكري «أبوغريب» و«غوانتانامو» الشهيرين للمحتجزين باتهامات 11 سبتمبر، وفق ما أفرجت عنه وكالة المخابرات المركزية. وتظهر الصورة أحد الرجال الخمسة الذين اتهمتهم الحكومة الأميركية بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001، والذي لا يزال رهن الاحتجاز دون إدانة جنائية.

وبدأ التقرير بوصف لحالة المعتقل، وهي صورة لرجل نحيف البنية للغاية، شعره مقصوص لكن لحيته كثيفة، وهو عارٍ باستثناء الأصفاد التي تقيد معصميه في غرفة بإضاءة خافته، وهذا الرجل الذي يحدق في الكاميرا هو عمار البلوشي، أحد خمسة رجال في خليج «غوانتانامو» اتهمتهم الحكومة الأميركية بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر.

متهمون في أحداث 11 سبتمبر يقرون بالذنب
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون الأربعاء الماضي أن ثلاثة من الرجال الخمسة، ولكن ليس بينهم البلوشي، وافقوا على «الإقرار بالذنب» في جميع التهم الموجهة إليهم، وبالتالي فإنهم سوف يتجنبون احتمال صدور أحكام الإعدام عليهم.

وبدت تفاصيل حكاية البلوشي وفق التقرير في أنه ألقي القبض عليه لأول مرة في كراتشي بباكستان في أبريل 2003، وفق التقرير، ثم تنقل سراً بين خمسة مواقع من مايو 2003 إلى سبتمبر 2006. ومنذ ذلك الحين ظل محتجزاً في غوانتانامو، رغم أنه لم تتم إدانته بأي جريمة.

ويعتقد أن هذه الصورة، وفق التقرير، التي شاركها محامو بلوشي مع جريدة «الغارديان»، تعود إلى أوائل عام 2004، عندما كان عمره 26 عامًا، وربما تم التقاطها في «الموقع الأسود» لوكالة المخابرات المركزية الأميركية في بوخارست، رومانيا، والمعروف في اتصالات الحكومة الأميركية باسم الموقع رقم 7 والاسم المرمز له بالألوان «موقع الاحتجاز الأسود».

في الصورة، ربما يتم تجهيز بلوشي، الذي شكلت قصته الأساس لشخصية في فيلم «Zero Dark Thirty»، للانتقال إلى موقع أسود آخر. وقد أضاف محاموه الشريط الأسود المرئي عبر قسمه الأوسط للحفاظ على كرامة بلوشي.

ويستطرد التقرير أنه في الفترة ما بين عامي 2002 و2008، تم إخفاء ما لا يقل عن 119 رجلاً مسلماً واحتجازهم واستجوابهم في سجون سرية تابعة لوكالة المخابرات المركزية في مختلف أنحاء العالم، وتعرض 39 منهم لما أطلقت عليه إدارة بوش مجازاً «أساليب الاستجواب المعززة». وفي عام 2014، اعترفت الحكومة الأميركية بأن هذه الممارسات تشكل تعذيباً، عندما صرح باراك أوباما: لقد عذبنا بعض الناس. ولم تتم محاسبة أي شخص في وكالة المخابرات المركزية على الإطلاق عن التعذيب.

التقطت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية نحو 14 ألف صورة لمواقعها السرية والمعتقلين لديها. وظل وجود هذه الصور مخفيا عن العامة حتى عام 2015، ولا تزال الصور في معظمها سرية. لكن محامي الدفاع الذين يمثلون معتقلي غوانتانامو كانوا يتقاضون منذ سنوات نظام التصنيف الصارم الذي تنتهجه المحكمة العسكرية، الأمر الذي أدى تدريجيا إلى الإفراج عن المزيد من المواد التي كانت سرية في السابق، بما في ذلك هذه الصورة.

المخابرات الأميركية تعري المتهمين وتستخدم أساليب تعذيب
وعلى الرغم من أن وكالة المخابرات المركزية استخدمت التعري القسري بشكل متكرر كـ«تقنية استجواب معززة» في المواقع السوداء، إلا أن بلوشي عارٍ في هذه الصورة ربما بسبب بروتوكولات النقل الخاصة بوكالة المخابرات المركزية. وفقًا لتقرير مفتش عام لوكالة المخابرات المركزية تم رفع السرية عنه سابقًا، كان بلوشي قد خضع بالفعل لـ«إجراءات التسليم القياسية» عندما تم نقله إلى رومانيا من موقعه الأسود الأول Salt Pit وهو سجن سري في أفغانستان كان يُعرف أيضًا باسم موقع الاحتجاز Cobalt.

تضمنت إجراءات النقل بين المواقع السوداء «فحص تجويف الجسم» وضابط طبي يفحص بلوشي. أشارت وكالة المخابرات المركزية إلى أن الضباط الميدانيين بحاجة إلى «التقاط صور له لتوثيق حالته الجسدية وقت النقل».

الحرمان من النوم 82 ساعة
في أوقات مختلفة، حرم بلوشي من النوم لمدة تصل إلى 82 ساعة في المرة الواحدة، وأجبر على الوقوف من خلال تقييد معصميه بقضيب في السقف، وغمره مراراً وتكراراً بالماء المثلج، وحلق شعره ولحيته بالقوة، وتعرض للضرب، ووضع في أوضاع مرهقة، وحرم من الطعام. وعندما احتجزته الولايات المتحدة في منتصف عام 2003، كان وزن بلوشي 141 رطلاً. وبحلول أواخر عام 2003 انخفض وزنه إلى 119 رطلاً.

في أواخر عام 2003، تم نقله من حفرة الملح التي كان معتقلا فيها في أفغانستان إلى رومانيا. ومنذ ذلك الحين تم تحديد الموقع الروماني على أنه كان في الطابق السفلي من مكتب السجل الوطني للمعلومات السرية، وهو مبنى حكومي كبير بالقرب من وسط مدينة بوخارست. تم تركيب ست زنازين مسبقة الصنع، مطلية باللون الأبيض ومغطاة بزجاج مقاوم للصدمات على أقدام مطاطية لإبقاء المعتقلين مشوشين. وافقت رومانيا، التي كانت تسعى للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في ذلك الوقت على التعاون مع وكالة المخابرات المركزية من خلال استضافة الموقع وتم تزويدها بملايين الدولارات في المقابل.

حفرة الملح.. عقوبة للمتهمين بالإرهاب
وفي حفرة الملح في أفغانستان، كان المعتقلون يُحتجزون في ظلام دامس ويُكبلون باستمرار في زنازين معزولة مع ضوضاء عالية أو موسيقى، ولا يُتاح لهم سوى دلو لاستخدامه في التخلص من الفضلات البشرية، وفقًا للجنة الفرعية للاستخبارات في مجلس الشيوخ. ووصف رئيس الاستجوابات في الموقع حفرة الملح بأنها زنزانة.

ينقل تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وفق تقرير «الغارديان» عن أحد المحققين قوله إن الموقع الأسود الروماني ربما كان أجمل منشأة زارتها على الإطلاق، وأضاف أنه كان نظيفاً، ومعقماً، وفعالاً، وحديثاً ويشعره بأنه سريالي تقريباً. وذكر أحد المحققين الآخرين، الذي كان يعرف بلوشي من حفرة الملح، أنه منذ أن أمضى فترة في الموقع الروماني أصبح أكثر حيوية. وكما يتضح من الصورة، فقد نمت لحيته التي حُلقت بالقوة عندما دخل الموقع الأسود الأول مرة أخرى.

لم يمض وقت طويل حتى صدمت صور من سجن أبوغريب العالم. ومن نواح كثيرة، كانت هذه الصور عكس هذه الصورة. ففي صور أبوغريب نرى جثثا عراقية عارية مكدسة في هرم بشري وأشخاصاً يجرون على الأرض مقيدين، ورجلاً مقنعاً يقف على صندوق وذراعاه ممدودتان بأسلاك متصلة بأصابعه. ونرى الجنود الأميركيين وهم يبتسمون بعلامة الإبهام إلى جانب الجثث أو منخرطين في أنواع أخرى من الملذات السادية بسبب الإساءة التي يلحقونها بالآخرين. وسرعان ما أصبحت هذه الصور التي التقطها الجنود أثناء تأدية واجبهم في الغالب كتذكارات مروعة دليلاً مرئياً على الطابع غير المشروع للغزو الأميركي للعراق.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاتحاد الأوروبي: لدى الحلفاء معلومات موثوقة عن إرسال إيران صواريخ إلى روسيا
الاتحاد الأوروبي: لدى الحلفاء معلومات موثوقة عن إرسال إيران ...
الجيش الروسي يعلن سيطرته على بلدة في شرق أوكرانيا
الجيش الروسي يعلن سيطرته على بلدة في شرق أوكرانيا
كيف علق «الكرملين» على الادعاءات الغربية بتسلّم روسيا صواريخ بالستية من إيران؟
كيف علق «الكرملين» على الادعاءات الغربية بتسلّم روسيا صواريخ ...
إيران ترفض الاتهامات الغربية بتصدير أسلحة إلى روسيا
إيران ترفض الاتهامات الغربية بتصدير أسلحة إلى روسيا
16 قتيلا و22 جريحا في اصطدام حافلة وشاحنة بالسنغال
16 قتيلا و22 جريحا في اصطدام حافلة وشاحنة بالسنغال
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم