Atwasat

وصول نحو نصف سكان ناغورني قره باغ إلى أرمينيا

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 27 سبتمبر 2023, 10:17 مساء
alwasat radio

واصلت أرمينيا، الأربعاء، استقبال عشرات آلاف اللاجئين من ناغورني قره باغ، إذ فر نحو نصف سكان هذه المنطقة الانفصالية في القوقاز ذات الغالبية الأرمينية، بعد أسبوع من الهجوم الخاطف الذي نفذته أذربيجان.

وأعلنت أرمينيا، الأربعاء، وصول أكثر من 53 ألف لاجئ من ناغورني قره باغ إلى أراضيها، عقب العملية العسكرية التي أدت إلى مقتل أكثر من 400 شخص من الطرفين، بحسب وكالة «فرانس برس».

إلى ذلك، ما زال أكثر من 100 آخرين في عداد المفقودين جراء انفجار مستودع للوقود في جيب ناغورني قره باغ، مساء الإثنين، في خضم النزوح الجماعي، مما أدى إلى مقتل 68 شخصا على الأقل وإصابة 290 آخرين.

أذربيجان تسمح للانفصاليين بالذهاب إلى أرمينيا
وقد فتحت أذربيجان، الأحد، الطريق الوحيد الذي يربط ناغورني قره باغ بأرمينيا، بعد أربعة أيام من استسلام الانفصاليين، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وضع المنطقة، التي تضم نحو 120 ألف نسمة غالبيتهم من الأرمن، تحت سيطرة باكو.

وتعهّدت أذربيجان بالسماح للانفصاليين الذين يسلمون أسلحتهم بالذهاب إلى أرمينيا. لكنها أوقفت رجل الأعمال روبن فاردانيان، الذي قاد الحكومة الانفصالية في الإقليم من نوفمبر 2022 إلى فبراير 2023، في أثناء محاولته الوصول إلى أرمينيا، الأربعاء.

والمحطة الأولى بالنسبة لمعظم الوافدين إلى أرمينيا هي بلدة غوريس الحدودية، التي تضيق شوارعها بمئات السيارات في خضم فوضى عارمة، بينما يعجز رجال الشرطة عن توجيه اللاجئين، على الرغم من إصدارهم أوامر عبر مكبرات الصوت، في ظل تحليق مروحيات في سماء المنطقة.

وأمضى العديد من اللاجئين الجياع الليل في سياراتهم، وتبدو آثار الإرهاق على عيونهم الحمراء من التعب. وقال معظمهم إنهم ليس لديهم مكان ينامون فيه أو يقصدونه في أرمينيا.

ونام أليخان هامباردزيوميان (72 عاما) في شاحنته الصغيرة، التي تحمل آثار قذيفة على هيكلها، حيث نجا المتقاعد بأعجوبة من القصف عندما ذهب باحثا عن شقيقه، الذي أصيب بالجبهة في 20 سبتمبر.

كما توفي ابنه في المعارك الأخيرة التي خلفت 213 قتيلا من الانفصاليين الأرمن. بينما أعلنت باكو، الأربعاء، مقتل 192 من جنودها ومدني واحد بهجومها الخاطف على جيب ناغورني قره باغ، الأسبوع الماضي.

وقال أليخان لوكالة «فرانس برس»: «أريد الذهاب إلى يريفان. لكنني لا أعرف ما الذي يمكن أن تقدمه لي الدولة». وقد أعلن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، الأسبوع الماضي، أن بلاده، التي يبلغ عدد سكانها 2.9 مليون نسمة، تستعد لاستقبال 40 ألف لاجئ من ناغورني قره باغ. لكن الحكومة الأرمينية تمكنت حتى الآن من إيواء 2850 شخصا فقط، مما يشير إلى أزمة إنسانية.

- أرمينيا تعلن استقبال 42500 لاجئ من قره باغ
- أذربيجان تعلن مقتل 192 من جنودها في الهجوم على قره باغ

محلل سياسي: أرمينيا تفتقر إلى الموارد اللازمة لإدارة أزمة اللاجئين
وأكد المحلل السياسي بوريس نافاسارديان، في مقابلة مع «فرانس برس»، أن «أرمينيا تفتقر إلى الموارد اللازمة لإدارة أزمة اللاجئين، ولن تكون قادرة على القيام بذلك دون مساعدة من الخارج».

ورأى أن هذا الوضع «سيرتب تداعيات خطيرة على الساحة السياسية»، على خلفية الاستياء العام. وشهدت العاصمة يريفان، في الأيام الماضية، سلسلة تظاهرات ضد رئيس الوزراء، المتهم بعدم التحرك في مواجهة أذربيجان.

ويتوقع من باشينيان أيضا أن يتعامل مع روسيا، التي تحظى بقاعدة عسكرية كبيرة في أرمينيا، وتعد القوقاز ساحتها خلفية، حتى مع تراجع نفوذها هناك منذ بدء هجومها في أوكرانيا.

وانتقد باشينيان موسكو، لرفضها التدخل في النزاع الذي انتهى بموافقة الانفصاليين المدعومين من أرمينيا على إلقاء سلاحهم. ووصف رئيس الوزراء الأرميني تحالفات بلاده الحالية، خصوصا مع روسيا، بأنها «غير فعالة»، مما أثار اعتراض الكرملين.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوكالة «تاس» الرسمية للأنباء، الأربعاء: «من المستحيل تجاهل مصالح روسيا في القوقاز بشكل كامل».

ميدانيا، ينظم المجتمع المدني نفسه، ولا ينتظر الدولة. والنزوح الجماعي الذي تشهده بلدة غوريس الصغيرة ليس الأول، بل استقبلت لاجئين خلال حروب سابقة في ناغورني قره باغ بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين، وهما أرمينيا ذات الغالبية المسيحية، وأذربيجان ذات الغالبية المسلمة.

وأمام منزلها، وضعت ليانا ساكاكيان طاولة عليها حلويات. وقالت: «ليس الطعام وحده المهم، بل الترحيب والجو الدافئ». وأضافت: «عندما رأيت أشخاصا كثيرين يصلون أمس، قررت أن أتحرك».

الرئيس الأذري: حقوق الأرمن في قره باغ ستكون «مضمونة»
وتعهد الرئيس الأذري إلهام علييف، الإثنين، بأن حقوق الأرمن في جيب ناغورني قره باغ ستكون «مضمونة».

وأعلن هذا الجيب ذو الغالبية الأرمينية، الذي ألحقته السلطات السوفيتية بأذربيجان العام 1921، استقلاله من جانب واحد في 1991 بدعم من أرمينيا. والأربعاء، دعت برلين باكو إلى السماح لمراقبين دوليين بدخول ناغورني قره باغ.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، في بيان: «نعمل بكل قوانا مع شركائنا، لإرسال مراقبين بأسرع وقت ممكن. السماح بإرسال مراقبين دوليين سيشكل دليل ثقة على أن أذربيجان جدية في التزامها بأمن سكان ناغورني قره باغ ورفاههم».

بينما دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أذربيجان إلى احترام تعهدها بحماية مدنيي ناغورني قره باغ، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس الأذري.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
13 قتيلا في ثوران بركان «مارابي» بإندونيسيا
13 قتيلا في ثوران بركان «مارابي» بإندونيسيا
مقتل 85 مدنيا في غارة نفذتها «عن طريق الخطأ» مسيّرة تابعة للجيش النيجيري
مقتل 85 مدنيا في غارة نفذتها «عن طريق الخطأ» مسيّرة تابعة للجيش ...
الرئيس الإيراني يزور روسيا الخميس للقاء بوتين
الرئيس الإيراني يزور روسيا الخميس للقاء بوتين
غدا.. بوتين يزور الإمارات والسعودية
غدا.. بوتين يزور الإمارات والسعودية
8 قتلى في عواصف على الساحل الجنوبي الشرقي للهند قبل وصول الإعصار ميشاونغ
8 قتلى في عواصف على الساحل الجنوبي الشرقي للهند قبل وصول الإعصار ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم