قتل 30 مدنيا على الأقل وأصيب آخرون بجروح، اليوم الأحد، جراء غارات جوية للجيش السوداني على أحد أحياء جنوب الخرطوم، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر محلية.
وقبل قليل، نقلت «فرانس برس» عن مصادر في «لجنة المقاومة المحلية» أنه «في نحو الـ07:15 (05:15 ت غ)، قصف الطيران الحربي منطقة سوق قورو»، لافتة إلى أن «الإحصاءات الأولية تفيد بوصول 11 حالة وفاة وعشرات الجرحى إلى مستشفى بشائر في المنطقة»، وذلك قبل تؤكد المصادر نفسها ارتفاع عدد القتلى إلى 30 شخصا.
و«لجنة المقاومة» هي مجموعات شعبية كانت تنظّم الاحتجاجات، للمطالبة بحكم مدني بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بنظام عمر البشير العام 2019، وتنشط منذ بدء الحرب في تقديم الدعم للسكّان.
في وقت سابق، اليوم، أطلق مستشفى بشائر «نداء عاجلا» إلى الكوادر الطبية، للحضور «مع توافد المصابين عليه، والازدياد المضطرد في أعداداهم».
7500 قتيل و5 ملايين نازح منذ بدء النزاع
منذ بدء المواجهات بين الجناحين العسكريين في البلاد (الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو «حميدتى»)، في 15 أبريل، حصد النزاع نحو 7500 قتيل وفق أحدث أرقام لمنظمة «أكليد» غير الحكومية، التي ترجح، كما غيرها من المصادر الطبية والميدانية، أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى، خصوصا في ظل انقطاع الاتصالات في مناطق عدة، ورفض طرفي القتال إعلان خسائرهما.
بينما اضطر نحو خمسة ملايين شخص من إجمالي عدد سكان البلاد، المقدّر بنحو 48 مليون نسمة، إلى ترك منازلهم، والنزوح داخل السودان، أو العبور إلى دول الجوار، خصوصا مصر وتشاد، وفق الأمم المتحدة. وتركزت المعارك في الخرطوم ومحيطها، وإقليم دارفور في غرب البلاد، مع تواصل النزاع بين الحليفين السابقين «البرهان» و«دقلو» من دون أفق للحل.
لا فائز في المعركة
لم يحقق أي من الطرفين تقدما ميدانيا مهما على حساب الآخر، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على أحياء سكنية في العاصمة، ويلجأ الجيش في مواجهتها إلى سلاح الطيران والقصف المدفعي. وأفاد شهود في الآونة الأخيرة بأن القصف الجوي يزداد حدة، ومعه حصيلة الضحايا المدنيين، مع محاولة الجيش استعادة مواقع في العاصمة.
والأربعاء، أفاد ناشطون وسكان لـ«فرانس برس» بنزوح مئات العائلات من إحدى ضواحي الخرطوم غداة مقتل 19 مدنياً فيها بقصف نفّذه الجيش على مواقع لـ«الدعم السريع»، ولكّنه أخطأ هدفه.
تعليقات