أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمام مسؤولين ووزراء خليجيين في الرياض، الأربعاء، أن بلاده لا تزال ملتزمة تجاه شركائها بمنطقة الخليج، في خضم تغيرات سريعة لمشهد التحالفات في الشرق الأوسط، بدأ مع التقارب الأخير بين السعودية وإيران.

وقال بلينكن، خلال اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض: «الولايات المتحدة موجودة في هذه المنطقة لتقول إننا لا نزال منخرطين بعمق في الشراكة معكم جميعًا»، بحسب «فرانس برس».

 اجتماع وزاري في الرياض مع كبار دبلوماسيي الخليج
يشارك بلينكن في اجتماع وزاري في الرياض مع كبار دبلوماسيي دول مجلس التعاون الخليجي، والذي بدأ بعيد لقائه نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان. 

- بلينكن: تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل يضمن المصالح الأمنية لواشنطن
-  وزير الخارجية الأميركي يصل السعودية

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في بيان، إن الوزيرين «مصممان على مواصلة العمل معًا لمكافحة الإرهاب، ودعم الجهود لتحقيق سلام دائم في اليمن، وتعزيز الاستقرار والأمن، وخفض التصعيد والتكامل في المنطقة». وأضاف: «تعهد الجانبان بمواصلة تعاونهما القوي، لإنهاء القتال في السودان».

 بلينكن مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان
تأتي هذه الاجتماعات غداة لقاء جمع بلينكن مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في جدة على ساحل البحر الأحمر، بعيد وصوله المملكة.

وبحسب الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، فإن الاجتماع الوزاري في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض سيتطرق إلى القضايا الإقليمية الرئيسية، بما في ذلك الصراعات في اليمن والسودان وسورية والأراضي الفلسطينية.

وقال الأنصاري: «نواجه عددا من الأزمات المتراكمة في المنطقة، والاجتماع بلا شك يشكّل فرصة لرسم موقف مشترك هنا بالمنطقة في العلاقة مع الولايات المتحدة، وتحديد شكل التأثير الإيجابي الأميركي في المنطقة عبر الشراكة مع دول المجلس».

محادثات صريحة حول قضية حقوق الإنسان
وسيترأس بلينكن مع نظيره السعودي، الخميس في الرياض، أيضا اجتماعا للدول الأعضاء في التحالف الذي يقاتل تنظيم «داعش» المتطرف، والذي أنشئ في العام 2014، ويضم عشرات الدول. 

في اليوم الأول من زيارته المملكة، قال مسؤول أميركي، طالبا عدم كشف هويته، إن بلينكن وولي العهد السعودي أجريا «محادثات صريحة»، موضحا أن وزير الخارجية أثار مع الأمير محمد بن سلمان قضية حقوق الإنسان «بشكل عام، وفيما يتعلق بقضايا محددة». 

وأضاف أن الاجتماع، الذي بدأ قرابة منتصف الليل بالتوقيت المحلي في القصر الملكي، واستمر ساعة وأربعين دقيقة، سمح بالتوصل إلى عدد من «نقاط التلاقي، مع اعترافنا بتلك التي نختلف حولها». وتابع أنهما «ناقشا تطبيعا محتملا للعلاقات مع إسرائيل، واتفقا على مواصلة الحوار في هذا الشأن».

فشل فرض احترام هدنات بين القائدين العسكريين المتحاربين.
وتناولت المناقشات أيضا النزاع في السودان، حيث فشلت وساطة الولايات المتحدة والسعودية في فرض احترام هدنات بين القائدين العسكريين المتحاربين. 

وقالت الولايات المتحدة إنها مستعدة لاستئناف المحادثات في جدة مع مبعوثين من الجانبين إذا كانوا «جديين» في رغبتهم في احترام وقف لإطلاق النار يساعد على إيصال المساعدات الإنسانية. 

منذ 15 أبريل أدت الحرب في السودان بين الجيش، بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التابعة للفريق أول محمد حمدان دقلو، إلى مقتل أكثر من 1800 شخص، ونزوح أكثر من 1.5 مليون شخص.

وأكد بلينكن ومحمد بن سلمان من جديد «التزامهما بالاستقرار والأمن والازدهار في منطقة الشرق الأوسط وخارجها»، بما في ذلك إنهاء النزاع في اليمن. كما أكد هذا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميللر في بيان.