Atwasat

مبادرة «الحزام والطريق» الصينية تحرج إيطاليا أمام حلفائها

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 17 مايو 2023, 02:16 مساء
WTV_Frequency

عندما تلتقي رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني قادة آخرين لدول «مجموعة السبع» هذا الأسبوع، سيسعى حلفاؤها للحصول على تطمينات بأن روما مستعدة للانسحاب من مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، وفق وكالة «فرانس برس».

العام 2019، أصبحت إيطاليا الغارقة في الديون الوحيدة ضمن مجموعة البلدان الديموقراطية المتقدّمة والرائدة التي تدخل في خطة الاستثمارات الصينية البالغة قيمتها تريليون دولار، وندد معارضوها بها، على اعتبار أنها «حصان طروادة»، تهدف بكين من خلالها لشراء النفوذ السياسي.

يُجدد الاتفاق تلقائيا في مارس 2024، إلا إذا اختارت إيطاليا التخلي عنه بحلول نهاية العام الجاري. لكن الانسحاب منه ليس أمرا سهلا. وتسعى ميلوني التي فاز حزبها «إخوة إيطاليا» في انتخابات سبتمبر للتعبير عن ولاء روما للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

كما أنها تواجه ضغوطا داخلية للحصول على أول دعوة لزيارة البيت الأبيض، بينما يرى مراقبون سياسيون في اتفاق مبادرة «الحزام والطريق» الرمزي بشكل كبير مع الصين عقبة محتملة.

خلال الحملة الانتخابية، أفادت ميلوني بأن الاتفاق مع الصين كان «خطأ جديّا» بينما لفت وزير دفاعها أيضا إلى أن تجديده «مستبعد». لكن روما حذرة أيضا من استفزاز بكين والمخاطرة بالانتقام من شركات إيطالية أضعفها وباء «كوفيد»، وترزح تحت وطأة العقوبات المفروضة على روسيا جرّاء حرب أوكرانيا، حسب «فرانس برس».

وأفادت ميلوني الأسبوع الماضي، أن أي قرار لم يتخذ، داعية «للتعامل مع الوضع بحذر». وقال مصدر حكومي لـ«فرانس برس» إن إيطاليا لن تصدر أي إعلان في قمة «مجموعة السبع» في اليابان، حيث يتطلع القادة للاتفاق على خط موحّد بشأن النفوذ العسكري والاقتصادي الصيني المتزايد. لكن يتوقع أن تجري محادثات مغلقة بشأن كيفية النأي بالنفس عن الصين من دون إثارة التوتر.

خبير: على ميلوني إيجاد توازن
قال الخبير في الشأن الصيني لدى كلية ميلانو التطبيقية للأعمال جوليانو نوتشي لـ«فرانس برس» إنه «على ميلوني إيجاد توازن». وتابع «عليها أخذ معاهدة شمال الأطلسي والبلدان الغربية في عين الاعتبار.. (لكن) لا يمكنها التخلي عن (مبادرة الحزام والطريق) لإرضاء الأميركيين ومعاقبة شركات الأعمال التجارية الإيطالية. لن يُغفر لها إطلاقا».

لكن فيليب لو كور، من معهد سياسة مجتمع آسيا، فأشار إلى أن الأفعال التي قامت بها الصين في السنوات الأخيرة، خصوصا طريقة تعاملها مع وباء «كوفيد»، أثّرت على صورتها في إيطاليا «بشكل سيء للغاية». وأضاف «سياسيا، أعتقد أن ناخبي ميلوني لن يفهموا الأمر إذا قررت البقاء (في الاتفاق).. ما لم تقدّم الصين وعدا كبيرا لها خلال الزيارة»، في إشارة إلى زيارة مقررة إلى بكين هذا الصيف.

- دراسة: العراق كان الهدف الرئيسي لمبادرة «الحزام والطريق» الصينية خلال 2021 
- بايدن يقترح إطلاق مشروع منافس لمبادرة «الحزام والطريق» الصينية
- توقيع اتفاق بين الاتحاد الأوروبي واليابان يحد من نفوذ «طريق الحرير الجديد»

وتلقت نحو 150 دولة من خلال مبادرة ««الحزام والطريق»» أموالا صينية وقروضا لبناء بنى تحتية تشمل طرقات وموانئ وخطوط سكك حديدية وسدودًا كهرومائية. وشملت مذكرة التفاهم الإيطالية غير الملزمة مع الصين مشاريع ضخمة للتعاون في القطاعات اللوجستية والبنى التحتية والمال والبيئة.

لكن التفاصيل كانت شحيحة، بينما أثار غياب الشفافية انعداما للثقة في أوساط حلفاء إيطاليا. وقال لو كور، في إشارة إلى الرئيس الصيني، إن «مذكرة التفاهم اعتُبرت أهم إنجاز لشي جينبينغ خلال جولته الأوروبية العام 2019 واستُخدمت قصة النجاح هذه، وأعيد استخدامها في الإعلام الصيني». وأضاف «المشكلة هي أن الصين لم تفِ» بوعودها.

شركات صينية في إيطاليا
عندما تولى ماريو دراغي، سلف ميلوني، السلطة في فبراير 2021، جمّد الاتفاق واستخدم ما تُعرف بـ«سلطات ذهبية» لوقف الاستثمارات عالية المستوى التي تقوم بها شركات صينية في إيطاليا. وقال كبير خبراء الاقتصاد السابق في الخزانة الإيطالية لورينزو كودوغنو إن مبادرة «الحزام والطريق»، «لديها تأثير محدود على ما يبدو» في إيطاليا «وشكّلت خيبة أمل في ما يتعلّق بمبادرات جديدة مشتركة».

وكتب في مذكرة «العام 2021 (تاريخ صدور آخر الأرقام)، حصلت هولندا على الكم الأكبر من الاستثمارات الصينية تليها ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة». وحذّر نوتشي من أنه بينما لا تربح إيطاليا كثيرا من مبادرة «الحزام والطريق»، من شأن انسحاب مفاجئ منها أن يتسبب بعقوبات في قطاعات رئيسية، مثل قطاع المنتجات الفاخرة ويؤدي إلى حلول بلدان، مثل فرنسا محلها.وأضاف أنه يمكن لميلوني أن «تعيد النظر في بعض أجزاء المذكرة» أو تنسحب لكن مع «إنعاش» إطار عمل قائم أساسا يعرف باللجنة الحكومية الإيطالية الصينية. وأردف «الأمر الأساسي هو عدم التسبب في خسارة الصين ماء وجهها، إذ أن ذلك سيُحدث مشكلة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الآلاف يتظاهرون في العاصمة الإسبانية للمطالبة بقطع العلاقات مع «إسرائيل»
الآلاف يتظاهرون في العاصمة الإسبانية للمطالبة بقطع العلاقات مع ...
«رويترز»: «ترهيب إلكتروني» من الاحتلال للطلاب المتظاهرين لنصرة غزة
«رويترز»: «ترهيب إلكتروني» من الاحتلال للطلاب المتظاهرين لنصرة ...
غوتيريس يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة
غوتيريس يدعو إلى «وقف فوري لإطلاق النار» في غزة
إجلاء أكثر من 4 آلاف شخص من خاركيف الأوكرانية بسبب الهجوم الروسي على المنطقة
إجلاء أكثر من 4 آلاف شخص من خاركيف الأوكرانية بسبب الهجوم الروسي ...
ترامب يلجأ إلى كلمات أغنية «الثعبان» للحديث عن المهاجرين
ترامب يلجأ إلى كلمات أغنية «الثعبان» للحديث عن المهاجرين
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم