في افتتاحيتها عن الأزمة العراقية بعد مرور عقدين على الغزو الأميركي، أكدت جريدة «ذا غارديان» البريطانية أن الكارثة داخل العراق قد تفاقمت، فقد قتل مئات الآلاف من المدنيين في أعمال العنف والضربة الجوية على البلاد، فضلا عن نزوح أكثر من تسعة ملايين عراقي.
وقالت «ذا غارديان» إن «الدولة (العراقية) لا تزال غير قادرة على إبقاء الأضواء مضاءة أو توفير المياه النظيفة»، مشيرة إلى الفساد الذي طال الطبقة السياسية العراقية، إذ «استولى السياسيون والمسؤولون على مليارات الدولارات».
الإنفاق العسكري ذهب إلى 5 شركات أميركية كبرى
كما أشارت افتتاحية «ذا غارديان» إلى تبديد تريليونات الدولارات التي كان من الممكن إنفاقها على تحسين الحياة بدلا من الإنفاق العسكري على الحرب، ذلك الإنفاق الذي ذهب الكثير منه إلى خمس شركات كبرى فقط، مع مقتل الآلاف من أفراد قوات التحالف، معظمهم من الأميركيين.
وأضافت أن «أكثر من نصف العراقيين هم أصغر من أن يتذكروا الحياة في عهد صدام حسين. ويتطلعون الآن إلى مجتمع وحكومة تتجاوز الطائفية نحو مستقبل أكثر إشراقًا، وقد ظهر ذلك جليا في حراك أكتوبر 2019، والإقبال الضعيف على انتخابات 2021، مما أكد أن الآخرين قد تخلوا عن الديمقراطية»، وخلصت إلى أنه قد تمر سنوات عديدة قبل أن نحسب بالكامل آثار الكارثة التي اندلعت (في العراق) قبل عقدين من الزمن.
وتابعت الجريدة البريطانية أن «العراقيين راقبوا محطات الطاقة والآثار العراقية وهي تُنهب، بينما كانت القوات الأميركية تحرس وزارة النفط. لقد أدى الفراغ الأمني واستراتيجية اجتثاث البعث إلى إثارة الطائفية ليس فقط في العراق نفسه ولكن خارج حدوده، وغذى الإرهاب الذي ثبت أنه ليس الأكثر فتكا في المنطقة وحسب، بل أودى بحياة الكثيرين في الغرب أيضا».
وقد أدت القرارات اللاحقة مثل دعم نوري المالكي إلى جعل الأمور أسوأ.
تعليقات