Atwasat

برعاية الصين.. إيران والسعودية تتفقان على استئناف العلاقات بعد قطيعة استمرت 7 سنوات

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 10 مارس 2023, 10:21 مساء
WTV_Frequency

أعلنت إيران والمملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة، اتفاقهما على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية التي كانت مقطوعة منذ عام 2016، إثر مفاوضات استضافتها الصين، في خطوة قد تنطوي عليها تغيرات إقليمية دبلوماسية كبرى، بحسب وكالة «فرانس برس».

وجاء في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية «واس» ووكالة أنباء «إرنا» الإيرانية الرسمية، أنه إثر مباحثات «تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهرين».

وأشار البيان إلى أن المفاوضات بين البلدين جرت «في الفترة من 6 - 10 مارس 2023م في بكين»، استجابةً لمبادرة الرئيس شي جين بينغ «بدعم الصين لتطوير علاقات حُسن الجوار بين» السعودية وإيران «وبناءً على الاتفاق بين قادة الدولة الثلاث» بأن تقوم الصين «باستضافة ورعاية المباحثات بين السعودية وإيران، رغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزاماً منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية».

وترأّس وفد السعودية خلال مفاوضات بكين عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني في المملكة مساعد بن محمد العيبان، وترأس الوفد الإيراني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الأدميرال علي شمخاني.

وأعرب الجانبان السعودي والإيراني في البيان، عن تقديرهما وشكرهما للعراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبيْن خلال عامي 2021م - 2022، كما أعربا عن تقديرهما وشكرهما لقيادة وحكومة الصين على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها.

تفاصيل الاتفاق السعودي الإيراني في الصين
وأكدت الدول الثلاث أنه «تم توصل المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى اتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهرين»، كما «يتضمن تأكيدهما على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».

- واشنطن ترحب بالاتفاق السعودي الإيراني.. وتشكك في التزام طهران
- العراق يرحب بعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران
- إيران والسعودية اتفقتا على إعادة العلاقات وفتح السفارتين

واتفق الجانبان على «أن يعقد وزيرا الخارجية في البلدين اجتماعاً لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، كما اتفقا على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما، الموقعة في 17 أبريل 2001 والاتفاقية العامة للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب، الموقعة بتاريخ 27 مايو 1998». وأعربت كل من الدول الثلاث عن حرصها على بذل كافة الجهود لتعزيز السلم والأمن الإقليمي والدولي.

وذُيل البيان الذي صدر في بكين اليوم، بتوقيع كل من عضو المكتب السياسي للجنة المركزية ومدير المكتب للجنة الشؤون الخارجية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانغ يي، وعضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني في المملكة مساعد بن محمد العيبان، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني.

وانقطعت العلاقات بين الرياض وطهران في العام 2016، عندما هاجم محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران بعدما أعدمت المملكة رجل دين شيعي معارض يُدعى نمر النمر. ومنذ أبريل 2021، استضاف العراق سلسلة اجتماعات بين مسؤولين أمنيين من البلدين الخصمين لتقريب وجهات النظر، بحسب «فرانس برس».

مفاوضات لحل المشكلات بين طهران والرياض في الصين
وأوردت وكالة «إرنا» أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني أجرى محادثات مكثفة مع نظيره السعودي في الصين «من أجل حل المشكلات بين طهران والرياض بشكل نهائي».

وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في تغريدة على «تويتر» إنّ عودة «العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية توفّر زخماً كبيراً للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي». ورأى أن «سياسة الجوار، باعتبارها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة.. تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح، ويعمل الجهاز الدبلوماسي بنشاط وراء إعداد المزيد من الخطوات الإقليمية».

من جهته، أكد نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان على «تويتر»: «يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران انطلاقاً من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة».

وتابع بن فرحان: «يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك معًا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا».

ردود الفعل الإقليمية على الاتفاق السعودي الإيراني
وعقب الإعلان عن الاتفاق السعودي الإيراني الجديد، توالت ردود الأفعال الإقليمية والدولية على هذه الخطوة. ففي بغداد، اعتبرت وزارة الخارجية أن الاتفاق «يعطي دفعة نوعيّة في تعاون دول المنطقة.. يُؤذِن بتدشين مرحلة جديدة».

وفي لبنان، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إن «هذا تحول جيد. لماذا نكون سعداء؟ لأنه لدينا ثقة بأنه لن يكون على حساب شعوب المنطقة، بل لمصلحة شعوب المنطقة». وكذلك، رحبت منظمة التعاون الإسلامي ومجلس التعاون الخليجي بالاتفاق.

وفي القاهرة، قالت وزارة الخارجية المصرية، إن «مصر تتابع باهتمام اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وتتطلع إلى أن يسهم فى تخفيف حدة التوتر فى المنطقة، وأن يعزز من دعائم الاستقرار والحفاظ علي مقدرات الأمن القومي العربي، وتطلعات شعوب المنطقة فى الرخاء والتنمية والاستقرار».

كما رحبت الجزائر بعودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران مع إعادة فتح سفارتي البلدين في الأسابيع المقبلة، معبرة عن «ارتياحها للأجواء الإيجابية التي ميّزت المباحثات التي جرت بين البلدين الشقيقين برعاية جمهورية الصين الشعبية الصديقة».

وقالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان «إن هذا الاتفاق الهام سيمكّن البلدين والشعبين الشقيقين من تمتين علاقات التعاون والتضامن في إطار الالتزام بالمبادىء التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة وحل الخلافات عبر الحوار ما سيُسهِم في تعزيز السلم والأمن في المنطقة وفي العالم».

وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفًا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتّهمها بـ«التدخّل» في دول عربية مثل سورية والعراق ولبنان، وتتوجّس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

وكانت دول خليجية أخرى خفّضت علاقاتها مع إيران بعد حادثة العام 2016. لكن في سبتمبر الماضي، رحّبت طهران بعودة السفير الإماراتي بعد غياب دام ست سنوات، فيما أعلنت إيران أن الكويت أرسلت أول سفير لها إلى إيران منذ سبعة أعوام.

محاولات ترسيخ الاستقرار في المنطقة
وقالت وكالة «فرانس برس» إن الاتفاق على إعادة العلاقات بين طهران والرياض «يأتي في خضم محاولات دبلوماسية لترسيخ الاستقرار في المنطقة». وقد رحّب وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان أمس الخميس في دمشق بانفتاح دول عربية على سورية بعد الزلزال الدامي الذي ضربها بشكل متزامن مع تركيا.

وقال كبير الدبلوماسيين الإيرانيين إن طهران، التي دعمت دمشق خلال الصراع المستمر منذ 12 عاما، ستنضم إلى جهود المصالحة بين سورية وتركيا التي تدعم منذ فترة طويلة جماعات معارضة للرئيس السوري بشار الأسد.

كذلك شهدت العلاقات بين الرياض وأنقرة في الفترة الأخيرة تقارباً بعد الخلاف الذي تسبب به مقتل الصحفي السعودي المنتقد للحكومة جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في أسطنبول عام 2018 على أيدي عناصر سعوديين. وسعى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشدة لإحياء العلاقات الثنائية على غرار قيامه بإصلاح العلاقات مع الإمارات، وهي خطوة وصفها محللون بأنها مدفوعة إلى حد كبير باعتبارات اقتصادية، بحسب «فرانس برس».

وبحسب الباحثة في «مجموعة الأزمات الدولية» دينا اسفندياري، فإنّ الاتفاق «نوع من تمهيد الطريق للقوتين العظميين في المنطقة لبدء حل خلافاتهما».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إيران تعلن إسقاط مسيرات عدة
إيران تعلن إسقاط مسيرات عدة
«إرنا»: «لا أضرار كبيرة» في إيران بعد سماع دوي انفجارات
«إرنا»: «لا أضرار كبيرة» في إيران بعد سماع دوي انفجارات
أستراليا تدعو رعاياها إلى مغادرة «إسرائيل» والأراضي الفلسطينية
أستراليا تدعو رعاياها إلى مغادرة «إسرائيل» والأراضي الفلسطينية
إعلام أميركي: «إسرائيل» أخطرت واشنطن مسبقا بالهجوم على إيران
إعلام أميركي: «إسرائيل» أخطرت واشنطن مسبقا بالهجوم على إيران
وكالة «تسنيم»: لا هجوم من الخارج على إيران
وكالة «تسنيم»: لا هجوم من الخارج على إيران
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم