Atwasat

نزاع «مفتوح» في جنوب السودان

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 28 فبراير 2023, 04:20 مساء
WTV_Frequency

في جنوب السودان، تنفق مليارات الدولارات لحفظ السلام فيما تبدي السلطات تفاؤلا لكن الواقع أكثر قتامة، ففي الدولة الفتية لا يتجاوز نطاق القانون والنظام حدود العاصمة. كتبت الحكومة في كتيب وزع على الزوار والصحفيين في فبراير بمناسبة زيارة البابا فرنسيس للبلاد «جنوب السودان يبقى بلدا مسالما».

لكن خلال اليوم الأول من زيارته في جوبا عاصمة جنوب السودان وفيما كان الحبر الأعظم يحيي الحشود، كانت مقابر جماعية تحفر على بعد مئة كيلومتر فقط لـ27 مدنيا قضوا بأسلحة آلية. فبعد سنوات قليلة على انتهاء الحرب الأهلية في 2018 والتي حصدت نحو 380 ألف قتيل، ما زالت أعمال عنف مسلحة تدمي هذا البلد الغني بالنفط الذي يعيش غالبية سكانه رغم ذلك تحت خط الفقر، وفق وكالة فرانس برس.

شكل الرئيس سلفا كير وخصمه ريك مشار حكومة انتقالية واتفقا على توحيد قواتهما في إطار جيش واحد لحماية السكان الذين تكبدوا في العقود الأخيرة الحروب والكوارث المناخية. إلا ان هذه النوايا بقيت حبرا على ورق فيما أعمال العنف متواصلة من دون عقاب.

ويفيد خبراء متخصصون في حقوق الإنسان أن أبشع الفظائع المسجلة بين العامين 2013 و2018 خلال الحرب الأهلية مثل الاستعباد الجنسي أو التجويع المتعمد، لم تتوقف. وقال بارني أفاكو خبير حقوق الانسان في الأمم المتحدة بعد زيارة لجنوب السودان في فبراير «لم نلحظ أي تحسن على مستوى العنف في البلاد". وأضاف "جوبا أكثر أمانا لكننا قلقون مما يحصل خارجها».

حرب لا نهاية لها في جنوب السودان
في فبراير حذرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان من أن مجموعات مسلحة عادت لتنشط في ولاية أعالي النيل حيث قصفت المدفعية بلدات خلال هجومات كبيرة بمشاركة آلاف العسكريين. في جونقلي وبيبور خطف شباب مدججون بالسلاح نساء وأطفالا خلال هجمات عنيفة.

وفر عشرات آلاف الأشخاص إلى قواعد للأمم المتحدة ما فاقم من أسوأ أزمة لاجئين في إفريقيا. وقال كنت سكوت مفوض حقوق الإنسان الأممي لجنوب السودان والمستشار لدى غلوبال رايتس كمبلاينس وهو مكتب محاماة يطالب لاهاي بفتح تحقيق في حق مسؤولين كبار حول جرائم حرب محتملة «مَن يقولون إن الحرب ألأهلية انتهت مخطئون». خلال زيارته أسف البابا «لغياب الأمن المتواصل وعدم تحقيق وعود السلام» في هذا البلد. وأضاف «سنوات الحرب والنزاع لا نهاية لها».

اتفاق سلام
إلا ان السلطات في جنوب السودان لا تحبذ هذه التصريحات. وأكد رئيس البلاد للبابا أن وجود مشار نائبا للرئيس دليل على أن السلام متواصل. في فبراير، أكد الزعيمان شخصيا لملايين الأشخاص الذين فروا من الحرب أن بإمكانهم العودة إلى ديارهم بأمان.

ويفيد خبراء أن المعارك الواسعة النطاق بين قوات الرئيس ونائبه هدأت منذ اتفاق السلام. وتوصف المواجهات على أنها محلية على خلفية مشاكل اتنية ومنفصلة عن السياسة الوطنية. وقال باحث ومقره في جوبا طلب عدم الكشف عن هويته «إذا رمينا سهما بشكل عشوائي على خارطة جنوب السودان سنجد نزاعا له دينامية سياسية أو محركا سياسيا». وتابع قائلا «اتفاق السلام لم يضع حدا لذلك».

تصاعد أعمال العنف في جنوب السودان
وينتقد البعض بعثة الأمم المتحدة متهمين إياها برسم صورة متناقضة أحيانا عن الوضع. في نوفمبر قالت إنها «متشجعة» بتراجع عدد الضحايا المدنيين. لكن بعد شهرين على ذلك أكدت أن قوات مسلحة مدعومة من الحكومة أحرقت أشخاصا وهم أحياء واغتصبت جماعيا طفلا ما تسبب بوفاته.

وقال الباحث الذي طلب عدم الكشف عن هويته «يصعب علي أن أفهم كيف أنهم يقرون بذلك صراحة ومن ثم يرحبون بتراجع العنف». وحاولت وكالة فرانس برس الاتصال ببعثة الأمم المتحدة لكنها لم تلق جوابا. وقالت البعثة في فبراير إن أعمال العنف ارتفعت كثيرا في نهاية العام 2022 بسبب النزاع في ولاية أعالي النيل واتهمت مسؤولين محليين بالضلوع فيها مباشرة. مع ميزانية قدرها 1,2 مليار دولار سنويا تقريبا تعتبر هذه البعثة من الأكثر كلفة في العالم.

وقال جوشوا كرايز الكاتب الذي يتمحور عمله على جنوب السودان منذ 10 سنوات «ما يقصد المجتمع الدولي قوله عندما يؤكد أن السلام قائم هو أن لا حرب في جوبا».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إيران تعلن إسقاط مسيرات عدة
إيران تعلن إسقاط مسيرات عدة
«إرنا»: «لا أضرار كبيرة» في إيران بعد سماع دوي انفجارات
«إرنا»: «لا أضرار كبيرة» في إيران بعد سماع دوي انفجارات
أستراليا تدعو رعاياها إلى مغادرة «إسرائيل» والأراضي الفلسطينية
أستراليا تدعو رعاياها إلى مغادرة «إسرائيل» والأراضي الفلسطينية
إعلام أميركي: «إسرائيل» أخطرت واشنطن مسبقا بالهجوم على إيران
إعلام أميركي: «إسرائيل» أخطرت واشنطن مسبقا بالهجوم على إيران
وكالة «تسنيم»: لا هجوم من الخارج على إيران
وكالة «تسنيم»: لا هجوم من الخارج على إيران
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم