Atwasat

«فرانس برس»: الدبلوماسية الفرنسية تتلمس طريقها في أفريقيا وسط تشكيك في وعود ماكرون

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 26 فبراير 2023, 09:47 مساء
WTV_Frequency

تحاول فرنسا إعادة بناء علاقاتها مع الدول الأفريقية بصعوبة في قارة تشكك شريحة متزايدة من سكانها في وعود الرئيس إيمانويل ماكرون بتغيير نهجه الدبلوماسي بشكل جذري.

وبحسب تقرير لوكالة «فرانس برس» فإن الرئاسة الفرنسية أعلنت أن ماكرون سيقدم في خطاب الإثنين استراتيجيته بشأن أفريقيا للسنوات الأربع المقبلة من أجل «تعميق الشراكة بين فرنسا وأوروبا والقارة الأفريقية».

وأوضح مستشار لماكرون أن الرئيس الفرنسي سيعرض «رؤيته للشراكة مع الدول الأفريقية» و«المسار الذي سيسلكه» في ولايته الثانية التي تستمر خمس سنوات، في الخطاب الذي سيلقيه في الإليزيه قبل يومين من بدء جولة في وسط أفريقيا.

ماكرون يزور أربع دول في وسط أفريقيا 
ويزور ماكرون من الأول إلى الخامس من  مارس أربع دول في وسط أفريقيا لحضور قمة مخصصة لحماية الغابات الاستوائية وتعزيز العلاقات الثنائية في منطقة نفوذ تثير أطماع روسيا والصين بشكل متزايد. 

وتأتي رحلة رئيس الدولة بعيد انسحاب القوات الخاصة الفرنسية من بوركينا فاسو بطلب من سلطات هذه الدولة. ولم تقطع العلاقات الدبلوماسية مع واغادوغو، لكن إلغاء الاتفاق العسكري يشكل إشارة أخيرة موجهة إلى القوة الاستعمارية السابقة لإعادة التفكير في استراتيجيتها. 

-  المجلس العسكري: بوركينا فاسو لم تقطع العلاقات مع فرنسا ولا وجود لـ«فاغنر»
-  بوركينا فاسو تطالب فرنسا بسحب قواتها خلال شهر

وفي السنوات الأخيرة حاولت فرنسا قطع صلاتها بسياستها القديمة بالقارة وممارساتها المبهمة وشبكات نفوذها الموروثة من الاستعمار.   لكن في القارة، لا يزال إيمانويل ماكرون يواجه انتقادات بسبب استمرار اجتماعاته مع القادة الأفارقة الذين يعتبرون مستبدين.

وقالت سكرتيرة الدولة كريسولا زاكاروبولو التي سترافق الرئيس الفرنسي في جولته التي تشمل الغابون وأنغولا والكونغو برازافيل وجمهورية الكونغو الديموقراطية «اليوم تختار الدول الأفريقية شركاءها بحرية وسيادة وهذا أمر جيد».  وترى أن الشعور المناهض لفرنسا في أفريقيا الناطقة بالفرنسية يدفع باريس إلى تطوير «موقفها باتجاه مزيد من الإصغاء والتواضع». 

تعميق الشراكة بين فرنسا وأوروبا والقارة الأفريقية
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيانها إن ماكرون «سيحدد أهداف زيارته، وعلى نطاق أوسع أولوياته ونهجه في تعميق الشراكة بين فرنسا وأوروبا والقارة الأفريقية». لكنها تحذر أيضًا من الذين يلجأون إلى روسيا ومجموعة المرتزقة الروسية فاغنر. وقالت «نحن نعتمد على الاحترام المتبادل وسيادة شركائنا بينما يعتمد آخرون على الترهيب والمعلومات المضللة». 

لكن هذا الموقف لا يلقى حاليا الصدى المتوقع خصوصا بين الشباب في قارة نصف سكانها دون سن العشرين، ويبدو أنه يتقبل الرسائل المعادية لفرنسا التي تُنشر على شبكات التواصل الاجتماعي.

توريد المعدات العسكرية هو «نقطة أساسية»
قال الباحث في معهد الدراسات الأمنية في دكار، حسن كونيه، إن «الدبلوماسية الفرنسية يجب أن تصغى» لمطالب الدول الأفريقية.  وأضاف أن الوضع الأمني في دول الساحل يتدهور «يوما بعد يوم» منذ عشر سنوات. وتابع «إذا طلبت دعما بمعدات وأغلقت فرنسا الباب فستتوجه هذه الدول إلى روسيا والصين وتركيا». 

وعبر مدير مركز أفريقيا جنوب الصحراء التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، آلان أنتيل، عن الرأي نفسه مشيرًا إلى أن توريد المعدات العسكرية هو «نقطة أساسية». لكنه أشار إلى أن هذا الطلب يصعب سماعه من دول مثل فرنسا «لأن بعض دول منطقة الساحل ترتكب انتهاكات ضد السكان المدنيين».

وبالإضافة إلى ذلك وبعد فشل عملياتها العسكرية لا سيما في مالي، تبدو فرنسا أكثر ميلا إلى محو وجودها العسكري في القارة والتركيز على فرص التعاون عبر مدارسها ومعاهدها ومدربيها وشركاتها.  وقالت كريسولا زاكاروبولو إن «الشق الأمني كان مرئيًا جدًا في السنوات الأخيرة على حساب شراكتنا المدنية». وبالتالي يمكن أن تكون العلاقة بين فرنسا وأفريقيا عند منعطف.

زوجان بينهما خلافات 
حاليا يشبه الوضع «زوجين» تشهد العلاقة بينهما «خلافات»، حسب حسن كونيه. ويبدو أنه لا يمكن التوفيق بين الزوجين لكن الباحث يقول إنه «متفائل جدًا» بسبب «العلاقات القديمة» التي تربط فرنسا بهذه البلدان. 

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي «علينا مراجعة برامجنا باستمرار»، معترفًا «بمعرفة غير كافية» بأفريقيا «عبر رؤية شديدة التبسيط».   وتابع المصدر نفسه أن أفريقيا ليست دولة واحدة بل نحو خمسين دولة، مشددًا على أن «البعد الأساسي إنساني». 

الاستياء المتزايد في مالي أو السنغال 
لكن حسن كونيه يرى أن على فرنسا أيضًا أن تبرهن تمسكها بهذه العلاقة لا سيما في سياق الحرب في أوكرانيا لأن الاهتمام بالأوكرانيين «يثير تساؤلات كثيرة لدى الأفارقة حول ما يمثلونه بالنسبة للفرنسيين». 

ولتفسير الاستياء المتزايد في بلدان مثل مالي أو السنغال يُنظر إلى المساعدة الكبيرة المقدمة للأوكرانيين هناك على أنها معايير مزدوجة.  وقال كونيه «عندما يحاول الأطباء الشباب، المتخرجون بالفعل الحصول على تدريب متقدم في فرنسا ويضطرون إلى البحث عنه في ألمانيا أو في بلدان أخرى، فهذا يثير تساؤلات». 

وتؤكد زاكاروبولو أن أن باريس وشركاءها الأوروبيين يقفون إلى جانب الأفارقة أثناء الأزمات، بما في ذلك وباء «كوفيد-19» وأنهم اليوم يتصدون لـ«حالة الطوارئ الغذائية» التي تسببت بها الحرب في أوكرانيا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
رئيس الاستخبارات الروسية يبحث في بيونغ يانغ التعاون الأمني
رئيس الاستخبارات الروسية يبحث في بيونغ يانغ التعاون الأمني
روسيا: اعتقال مشتبه به جديد متهم بـ«تمويل» هجوم موسكو
روسيا: اعتقال مشتبه به جديد متهم بـ«تمويل» هجوم موسكو
محققون: منفذو هجوم موسكو تلقوا مبالغ مالية «كبيرة» من أوكرانيا
محققون: منفذو هجوم موسكو تلقوا مبالغ مالية «كبيرة» من أوكرانيا
لجنة تحقيق روسية: منفذو هجوم موسكو كانت لهم صلات مع القوميين الأوكرانيين
لجنة تحقيق روسية: منفذو هجوم موسكو كانت لهم صلات مع القوميين ...
البيت الأبيض: الروس ينشرون دعاية سخيفة حول هجوم موسكو
البيت الأبيض: الروس ينشرون دعاية سخيفة حول هجوم موسكو
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم