Atwasat

مخاوف من التصعيد التركي في مناطق سيطرة فصائل سورية موالية لأنقرة

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 04 ديسمبر 2022, 02:07 مساء
WTV_Frequency

قرب خطوط التماس مع القوات الكردية في شمال سورية، يخشى النازح أحمد ياسين أن يجد نفسه مضطرًا مرة جديدة للنزوح من قرية تحت سيطرة فصائل سورية موالية لأنقرة، في حال شنت تركيا هجومًا بريًا على المنطقة.

ويقول ياسين (34 عامًا) لوكالة «فرانس برس»، «رغم الظروف التي عشناها من مأساة وقلة فرص العمل والفقر.. نحن حاليًا مهددون بالنزوح مرة أخرى بسبب المعركة العسكرية التي يمكن أن تحصل».

بعد نزوح متكرر خلال السنوات الخمس الأخيرة، يقيم ياسين في مخيم مكتظ على أطراف قرية سندف، القريبة من منطقة تل رفعت الواقعة تحت سيطرة قوات كردية في محافظة حلب (شمال)، وهي واحدة من ثلاث مناطق حددها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الشهر الماضي كأهداف لهجوم بري يلوح بشنه في شمال سورية.

وبدأت تركيا منذ 20 نوفمبر، توجيه سلسلة من الضربات الجوية والقصف المدفعي ضد مواقع لقوات كردية في سورية والعراق، بعدما اتهمتها، بالوقوف خلف هجوم بعبوة ناسفة في إسطنبول في 13 نوفمبر أسفر عن مقتل ستة أشخاص، فيما نفت القوات الكردية هذه المزاعم.

وبعد الضربات التي طالت بمعظمها نقاطًا عسكرية لقوات سورية الديمقراطية، تهدد أنقرة بهجوم بري، لم تحدد توقيته، وتهدف من خلاله لتحقيق مسعاها بإقامة منطقة آمنة بعمق ثلاثين كيلومترًا عند حدودها الجنوبية، تشمل مناطق تل رفعت ومنبج وكوباني الواقعة في مناطق نفوذ الأكراد في محافظة حلب.

- قوات سورية الديمقراطية طلبت من موسكو منع الهجمات التركية

ويبدي ياسين، وهو عامل يومي يقيم مع زوجته وطفليه في المخيم، على غرار سكان آخرين، قلقه من أن يجد نفسه محاصرًا بين النيران، في حال حصول هجوم تركي من شأنه أن يدفع القوات الكردية إلى الرد باستهداف المنطقة التي يعيش فيها.

ويقول الرجل الذي نزح من مسقط رأسه في جنوب محافظة إدلب المجاورة (شمال غرب) قبل سنوات جراء المعارك، «في نهاية الأمر، لا نجني إلا وجع الرأس. جل ما نريده أن يفرجها الله علينا ونعود الى منطقتنا وأراضينا وبيوتنا»،  مضيفًا «المعيشة صعبة ونحن مهددون بسبب الحرب».

خطر على المدنيين
وتنبه منظمات حقوقية من تداعيات أي عملية عسكرية في شمال سورية، المنطقة المكتظة بالسكان، مطالبة الأطراف كافة، بوقف أي تصعيد وحماية المدنيين من الجانبين.

وحذر ائتلاف منظمات، بينهم «سايف ذي تشيلدرن»، في بيان مشترك الخميس، من أن أي «تصعيد إضافي في الأعمال العدائية سيضع السكان المقيمين في قرى مكتظة في المنطقة في خطر، ما قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة».

ويعيش، «بعض أكثر المجتمعات فقراً على طول المناطق الشمالية، حيث الفقر وانعدام الأمن وخطر نشوب نزاع يسود بالفعل»، وفق البيان.

وبين الحين والآخر، يجد محمد أبو علي (45 عامًا)، المقيم في مخيم سندف مع زوجته وأطفاله الخمسة وأحدهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، نفسه محاصرًا بين قصف تتبادله القوات الكردية والفصائل الموالية لأنقرة بشكل متقطع، ما يؤدي إلى «حالة من الهلع والخوف بين قاطني المخيم».

ويضيف الرجل المتحدر من جنوب إدلب والذي اختبر بدوره تجربة النزوح لمرات عدة أنه ثمة خيار من اثنين «إما حدوث عملية (عسكرية) تعيدنا الى منازلنا أو أن يتوصلوا الى اتفاق فيما بينهم حتى نبقى في المخيم».

وبغضّ النظر عما سيكون عليه الوضع في الفترة المقبلة، جلّ ما يهمّ أبو علي هو أن «نعيش الأيام المتبقية من عمرنا في بيوتنا».

لا ضوء أخضر
ومنذ العام 2016، شنت أنقرة ثلاث عمليات برية في سورية، استهدفت خصوصًا المقاتلين الأكراد، وسيطرت مع فصائل سورية موالية لها على مناطق واسعة قرب حدودها.

وعند نقاط على خط التماس مع تل رفعت، يكاد الضباب يحجب الرؤية، وتبدو بعض النقاط العسكرية خالية من المقاتلين السوريين الموالين لأنقرة، بينما تغيب أي استعدادات لهجوم تركي وشيك، وفق مراسل لوكالة «فرانس برس».

ويتكرر المشهد ذاته في محيط مدينة منبج الواقعة تحت نفوذ القوات الكردية، التي تعتبرها أنقرة «إرهابية»، ولا يظهر أي عتاد ثقيل من دبابات ومدرعات ورشاشات، ويكاد يقتصر عدد المقاتلين في بعض النقاط على واحد أو اثنين.

وداخل بعض المراكز المبنية من حجارة الطوب، يتبادل المقاتلون أطراف الحديث، يلهو بعضهم بجوالاتهم، بينما يحتسي آخرون الشاي.

ويقول مقاتل سوري موال لأنقرة، عرف عن نفسه باسم يوسف أبو المجد، بينما يرابط في منطقة مشرفة على تل رفعت، لـ«فرانس برس»، «لا ترتيبات حالية لعملية عسكرية في الميدان».

وأرسلت موسكو قبل أيام تعزيزات عسكرية إلى نقاط عدة في شمال سورية تحت سيطرة الأكراد وقوات النظام، بينها تل رفعت، في وقت تحذّر مع واشنطن الداعمة للأكراد من مغبة أي تصعيد عسكري في شمال سورية.

وتنسق موسكو وطهران، حليفتا دمشق، وتركيا منذ سنوات بشأن الوضع في سورية، ويرى أبو المجد أنه «ما لم تأخذ الفصائل الضوء الأخضر من الحليف التركي، فليس بمقدورها أن تتحرك بمفردها».

ويضيف «ما لم يأخذ الحليف التركي الضوء الأخضر من الولايات المتحدة وروسيا وإيران لن يقدم على أي عمل عسكري» في شمال سورية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الصين: الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من خطر حدوث نزاع
الصين: الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من خطر حدوث نزاع
واشنطن تنذر «تيك توك»: إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر
واشنطن تنذر «تيك توك»: إما قطع العلاقات مع بكين أو الحظر
اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لتبادل 48 طفلًا نازحًا بسبب الحرب
اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لتبادل 48 طفلًا نازحًا بسبب الحرب
بايدن يوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا.. إرسال معدات خلال ساعات
بايدن يوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا.. إرسال معدات خلال ...
إيران تعتبر طلب الأرجنتين بتوقيف وزيرها «غير قانوني»
إيران تعتبر طلب الأرجنتين بتوقيف وزيرها «غير قانوني»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم