Atwasat

دعمها المزعوم لروسيا بـ«المسيرات».. هل يصب في صالح إيران؟

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 03 نوفمبر 2022, 01:46 مساء
WTV_Frequency

يتهم الغرب إيران علانية ببيع طائرات دون طيار أو حتى صواريخ لروسيا، وهي مزاعم يمكن إثباتها أحيانا بينما تبقى في أحيان أخرى مجرد تكهنات، لكنها تشير إلى إستراتيجية تخدم مصالح طهران من نواح عدة، وفق تقرير نشرته، اليوم الخميس، وكالة «فرانس برس». 

وتنفي الجمهورية الإسلامية التي فرض المجتمع الدولي عقوبات شديدة عليها بسبب برنامجها النووي وتتعرض لانتقادات قاسية لقمع الاحتجاجات حاليًا، أنها تقدم الدعم لموسكو. ومع ذلك، يبدو التقارب الثنائي ملموسا. 

وأكدت كييف الأسبوع الماضي أن نحو 400 طائرة إيرانية دون طيار استُخدمت ضد أهداف مدنية ولضرب بنيتها التحتية، وأضافت أن موسكو طلبت 2000 من هذه المسيرات. وطالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، نظيره الإيراني بأن يتم «فورا» وقف إمداد موسكو بالأسلحة. 

عقوبات أوروبية على إيران بسبب «قضية المسيرات»
وفرضت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من جانبها عقوبات منتصف أكتوبر على ثلاثة إيرانيين وكيان بتهمة تزويد موسكو بالأسلحة. وقال البيت الأبيض، الثلاثاء، أيضا إنه «قلق» بشأن شحنات صواريخ أرض- أرض إيرانية يُحتمل أن تتسلمها موسكو. وأضاف الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: «لم نتمكن من تأكيد ذلك حتى الآن لكنه ما زال مصدر قلق».

وبعض الاتهامات أيدتها المعارضة الإيرانية. إذ تقول منظمة «مجاهدي خلق» إن شحنات الطائرات المسيرة تغادر أسبوعيا من قاعدة تابعة للحرس الثوري في «طائرات شحن عسكرية روسية». وقالت المنظمة في بيان أرسل إلى وكالة «فرانس برس» إن هذه الطائرات تُصنع في مصانع تابعة لجمعية صناعات الطيران والفضاء الإيرانية التي تتهمها المنظمة «بالتحايل على العقوبات واستيراد تقنيات محظورة». 

لم يتسن لـ«فرانس برس» التحقق من هذه المعلومات. لكن من الواضح أن المسيرات الإيرانية سمحت لموسكو باستعادة المبادرة عسكريا بعد أن كانت قوات كييف هي التي تشن هجمات مضادة منذ نهاية أغسطس. 

تعاون عسكري بين إيران وروسيا
يذكر المحللون الغربيون بأن التعاون العسكري قائم منذ فترة بين  الطرفين. وقال مدير الأبحاث في مجموعة «صوفان» وهي مؤسسة استخباراتية وأمنية أميركية خاصة كولين كلارك، لـ«فرانس برس» إن البلدين ناقشا منذ عام 2016 «تحديث الترسانة التقليدية الإيرانية». 

- بريطانيا: روسيا تواصل استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية
- موسكو تدين «ضغط» الغربيين على طهران في «قضية المسيرات»
- عقوبات أوروبية على إيران بسبب استخدام مسيراتها في أوكرانيا

ولم يتم إبرام أي اتفاق منذ ذلك الحين، باستثناء تسليم روسيا عددا  قليلا من بطاريات «أس-300» المضادة للطائرات كأسلحة دفاعية بحتة. وقال الخبير إنه بالنظر إلى احتياجات روسيا الضخمة من الأسلحة في الوقت الحالي، فمن «غير المؤكد» إبرام اتفاق في وقت قريب.

لكن في سبتمبر، نقلت وسائل إعلام روسية عن وكالة الأنباء الإيرانية «بورنا نيوز» أن طهران تدرس شراء طائرات مقاتلة من طراز «سوخوي-35». وهو أمر لا يثير الاستغراب نظرا إلى عدد الحوادث المؤسفة في أسطولها الذي يعود إلى ما قبل الثورة الإسلامية العام 1979. 

وقال المدير الأكاديمي لمؤسسة البحر الأبيض المتوسط للدراسات الإستراتيجية بيار رازو، إن «الجيش الإيراني في حالة مثيرة للشفقة» فعتاده الحربي «يبلغ متوسط عمره 50 عامًا. كل ما هو تقليدي أصبح قديما». لذلك يحتاج الجيش الإيراني لعملية تحديث لكنه منهك بالعقوبات. وأضاف أن التبادل يجري عن طريق «المقايضة»: طائرات دون طيار مقابل طائرات مقاتلة إضافة إلى التدريب.

مكاسب إيران من مساعدة روسيا
إلى جانب الاستحواذ المحتمل على طائرات «سوخوي»، يمكن أن تكسب طهران الكثير من نشر أسلحتها في أوكرانيا. فبعد أن نشرتها من خلال فصائل مسلحة قريبة منها في الشرق الأوسط، يمكن أن يكون المسرح الأوكراني ساحة اختبار فريدة من نوعها. 

وقال مدير مبادرة «التهديد النووي» وهي منظمة غير حكومية إريك بروير: «إنها دعاية ممتازة ... هل هناك وسيلة إقناع أفضل من إظهار قدراتك في حرب حقيقية؟»، وأضاف أن إيران تنتهز كذلك فرصة الحرب في أوكرانيا «لضرب الغرب في ساحته الخلفية» وتذكير «الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج بما يمكن أن تفعله لو ضربتها. وهذا يعزز قدرة الردع الإيرانية على نحو مرئي». 

وحسب التقرير، فإن إيران تستغل الوقت للتقارب مع موسكو في وقت تحتضر اتفاقية فيينا بشأن برنامجها النووي مع استبعاد رفع العقوبات الأميركية لفترة طويلة. 

وقال الباحث في معهد السياسة الخارجية في تالين بإستونيا إيفان كليشز، لـ«فرانس برس»: «ما من شك في أن صناعات الطيران الإيرانية والروسية ستحرز تقاربا، وهي عملية سرَّعت الحرب وتيرتها.. ليس لدى أي من البلدين أمل في الحصول على التكنولوجيا من الغرب- بما في ذلك من تركيا - وهناك حدود لما يمكن أن تقدمه الصين».

ويدافع ضباط الجيش في طهران علانية عن قوة الأسلحة الروسية، كما أكد بيار رازو. لكن الإيرانيين يحذرون من الاعتماد المفرط على موسكو. فهم «لا يريدون أن يضعوا كل بيضهم في سلة واحدة. إنهم يدركون أن موسكو يمكن أن تخسر (الحرب) ولن يرغبوا في أن يكونوا في الجانب الخاسر». وهذا ما يضعف هذا التقارب المتأني للمصالح الاستراتيجية الثنائية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إيران تستعرض قوتها العسكرية وسط التوتر المتصاعد مع الاحتلال الإسرائيلي
إيران تستعرض قوتها العسكرية وسط التوتر المتصاعد مع الاحتلال ...
جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بإصابة 14 جنديًا في ضربة نفذها «حزب الله» اللبناني
جيش الاحتلال الإسرائيلي يقر بإصابة 14 جنديًا في ضربة نفذها «حزب ...
زلزال بقوة 6.3 درجات يضرب غرب اليابان
زلزال بقوة 6.3 درجات يضرب غرب اليابان
مجلس الأمن يستعد للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة
مجلس الأمن يستعد للتصويت على عضوية فلسطين الكاملة في الأمم ...
تركيا تتهم نتنياهو بـ«دفع» المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
تركيا تتهم نتنياهو بـ«دفع» المنطقة إلى الحرب للبقاء في السلطة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم