Atwasat

«فرانس برس»: إيطاليا تخطو إلى المجهول بفوز اليمين المتطرف في الانتخابات العامة

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 26 سبتمبر 2022, 02:59 مساء
WTV_Frequency

ترى وكالة الأنباء الفرنسية «فرانس برس»، أن إيطاليا اتخذت منعطفا حادا نحو اليمين، الإثنين، بفوز الحزب الشعبوي الذي تتزعمه جورجيا ميلوني في الانتخابات العامة، ما يفتح الباب للمرأة التي أبدت في الماضي إعجابها بموسوليني، لتكون أول رئيسة للوزراء في تاريخ البلد.

وفاز حزب ميلوني (إخوة إيطاليا)، «الذي له جذور فاشية جديدة»، بـ26% من الأصوات في انتخابات الأحد وفق نتائج جزئية.

وتقود ميلوني ائتلافا يتوقع أن يفوز بغالبية مقاعد البرلمان ويؤلف حكومة هي الأكثر يمينية في إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب وكالة «فرانس برس».

ويمثل نجاحها تغييرا هائلا في إيطاليا العضو المؤسس للاتحاد الأوروبي، وثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، بعد أسابيع فقط من انتصار اليمين المتطرف في الانتخابات بالسويد.

وكتبت صحيفة «ريبوبليكا» اليومية في عنوانها الرئيسي «ميلوني تظفر بإيطاليا»، بينما قال ستيفانو فولي في افتتاحيتها إن إيطاليا «تستيقظ هذا الصباح وقد تغيرت للغاية».

وأضاف فولي «إنها المرة الأولى منذ عقود التي يتغير فيها الوجه السياسي للبلاد بشكل كامل.. لا نعرف حتى الآن ما إذا كان مصيرها في أوروبا قد تغير أيضا، لكن هذا السؤال هو الأول من بين العديد من الأسئلة» التي تواجه الإيطاليين الآن.

أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا
ومن المتوقع أن تصبح ميلوني التي أجرت حملتها الانتخابية تحت شعار «الله الوطن العائلة»، أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا رغم أن عملية تشكيل حكومة جديدة قد تستغرق أسابيع.

ومع ارتفاع التضخم وأزمة الطاقة التي تلوح في الأفق والحرب في أوكرانيا، سعت المرأة البالغة 45 عاما إلى طمأنة القلقين بشأن افتقارها إلى الخبرة وماضيها الراديكالي، قائلة إن الناخبين بعثوا «برسالة واضحة» لدعم حزبها في قيادة الائتلاف اليميني إلى السلطة.

وأضافت في تصريحات للصحفيين «إذا دعينا لحكم هذه الأمة، فسنفعل ذلك من أجل جميع الإيطاليين.. سنفعل ذلك بهدف توحيد الناس وتعزيز ما يوحدهم وليس ما يفرقهم».

وحلّ حليفاها في الائتلاف، حزب «الرابطة» اليميني المتطرف بقيادة ماتيو سالفيني، و«فورزا إيطاليا» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني، خلف حزبها وفق النتائج الجزئية، ويُتوقع أن يفوزوا جميعا بنحو 44% من الأصوات، وهو ما يكفي لتأمين غالبية في مجلسي البرلمان.

ولا ينتظر إعلان النتائج الكاملة حتى وقت متأخر من الإثنين، لكن «الحزب الديموقراطي» من يسار الوسط، المنافس الرئيسي للتحالف اليميني اعترف بأن هذا يوم «حزين».

وانخفضت نسبة المشاركة إلى أدنى مستوى تاريخي إلى نحو 64%، أي أقل بنحو 9 نقاط مئوية من الانتخابات السابقة عام 2018.

ردود الفعل الدولية
وسرعان ما جاءت تهاني حلفائها القوميين في أنحاء القارة، من رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي، إلى حزب «فوكس» اليميني المتطرف في إسبانيا.

وكتب زعيم حزب «فوكس» سانتياغو أباسكال، عبر تويتر «لقد أوضحت ميلوني الطريق لأوروبا فخورة وحرة قوامها دول ذات سيادة»، لكن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس حذر من أن«الحركات الشعبوية تكبر دائما، لكنها تنتهي دائما بالطريقة نفسها- بكارثة».

وبدورها قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيت بورن في تصريح لمحطة بي إف إم تي في، «سنكون حريصين (مع) رئيس المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لايين) على أن تكون القيم المتعلقة بحقوق الإنسان.. ولا سيما احترام الحق في الإجهاض، محترمة من الجميع».

وقال الناطقة باسم الحكومة الألمانية فولفغانغ بوشنر، خلال مؤتمر صحافي إن «إيطاليا بلد مؤيد للغاية لأوروبا ومواطنوها مؤيدون جدا لأوروبا، ونفترض أن ذلك لن يتغير».

أما المفوضية الأوروبية فقد أعربت على لسان الناطق باسمها إريك مامر، عن أملها في إقامة «تعاون بناء» مع الحكومة الإيطالية المقبلة.

«روما يجب أن تشدد على مصالحها أكثر»
وتراجعت ميلوني عن فكرة انسحاب إيطاليا من منطقة اليورو، لكنها تقول إن روما يجب أن تشدد على مصالحها أكثر، وتتبنى سياسات تتحدى بروكسل في كل شيء تقريبا من قواعد الإنفاق العام إلى موجات الهجرة الواسعة.

ويريد تحالفها أيضا إعادة التفاوض بشأن صندوق الاتحاد الأوروبي للتعافي من تداعيات الوباء، وترى أن الـ200 مليار يورو (193 مليار دولار)، التي من المقرر أن تتلقاها إيطاليا يجب أن تأخذ في الاعتبار أزمة الطاقة.

- انتصار تاريخي لليمين المتطرف في إيطاليا: عودة شبح «الفاشية» بعد 45 عاما

لكن الأموال مرتبطة بسلسلة من الإصلاحات بالكاد انطلق رئيس الوزراء المنتهية ولايته ماريو دراغي في تطبيقها، ويرى محللون أن لديها مساحة محدودة للمناورة في هذا الصدد.

وتصدرت ميلوني استطلاعات الرأي منذ دعا رئيس الوزراء إلى إجراء انتخابات مبكرة في يوليو بعد انهيار حكومة الوحدة الوطنية، وحزبها هو الوحيد الذي لم ينضم إلى ائتلاف ماريو دراغي في فبراير 2021، ما جعلها عمليا زعيمة المعارضة الوحيدة في إيطاليا.

وتتميز السياسة الإيطالية بعدم الاستقرار، إذ تشكلت نحو 70 حكومة منذ عام 1946، كما أن ميلوني وسالفيني وبرلسكوني ليسوا متفقين دائما.

حلفاء ميلوني سيمثلون «مشكلة»
ورجحت صحيفة «كورييري ديلا سيرا»، أن حلفاء ميلوني «المستائين والمنهزمين عمليا» سيمثلون «مشكلة».

وكان أداء «الرابطة» و«فورزا إيطاليا» ضعيفا، فقد حصلا على 9% و8% من الأصوات على التوالي، مقابل 17 و14% عام 2018، واتفقت الأحزاب الثلاثة على برنامج مشترك للحكم يشمل إقرار تخفيضات ضريبية وكبح تدفق المهاجرين، لكنها اختلفت في عدد من المجالات.

وتؤيد ميلوني بشدة عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، فيما انتقدها سالفيني ووصفها بأنها غير فعالة.

وواجه برلسكوني، رئيس الوزراء الثري الأسبق وصديق فلاديمير بوتين منذ فترة طويلة، انتقادات الأسبوع الماضي حين اعتبر أن الرئيس الروسي «دفعته» حاشيته إلى الحرب.

تعود جذور حزب «إخوة إيطاليا» إلى حركة ما بعد الفاشية التي أسسها أنصار بينيتو موسوليني، وقد أشادت ميلوني نفسها بالديكتاتور عندما كانت يافعة، لكنها سعت إلى النأي بنفسها عن ماضيها مع تحول حزبها إلى قوة سياسية وازنة، فيما انتقل الحزب من 4% فقط من الأصوات عام 2018 إلى تصدر نتائج انتخابات الأحد.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الصين تشجب اتهامات أميركية «لا أساس لها» بتوفير دعم عسكري لروسيا
الصين تشجب اتهامات أميركية «لا أساس لها» بتوفير دعم عسكري لروسيا
ألمانيا: الاتهامات بتجسس صيني على البرلمان الأوروبي خطرة للغاية
ألمانيا: الاتهامات بتجسس صيني على البرلمان الأوروبي خطرة للغاية
بكين تنفي «كل تجسس صيني مزعوم» بعد توقيف جديد في ألمانيا
بكين تنفي «كل تجسس صيني مزعوم» بعد توقيف جديد في ألمانيا
وفاة خمسة مهاجرين أثناء محاولتهم عبور المانش
وفاة خمسة مهاجرين أثناء محاولتهم عبور المانش
الصين تصدر أعلى مستوى إنذار بعد أمطار وفيضانات في جنوب البلاد
الصين تصدر أعلى مستوى إنذار بعد أمطار وفيضانات في جنوب البلاد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم