اعتبرت الولايات المتحدة، الإثنين، أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذكرى تحقيق النصر على ألمانيا النازية «منافية للمنطق» وتشكّل إهانة للتاريخ عبر تصويرها غزو أوكرانيا بأنه «عملية دفاعية».
وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحفيين إن «وصف ذلك بأنه عمل دفاعي ينافي المنطق بشكل واضح.. إنه إهانة لأولئك الذين خسروا حياتهم وسقطوا ضحية لهذا الطغيان العبثي»، بحسب «فرانس برس».
دفاع عن «الوطن الأم»
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الإثنين، أن جيشه يقاتل في أوكرانيا دفاعًا عن «الوطن الأم»، في مواجهة «تهديد غير مقبول»، تطرحه الدولة المجاورة المدعومة من الغرب.
- بوتين: الجيش الروسي يدافع عن «الوطن الأم» في أوكرانيا
- روسيا تستعرض قوتها العسكرية في ذكرى الانتصار على النازية.. وبوتين يحذر من «أهوال حرب شاملة»
وقال بوتين، في خطاب ألقاه من الساحة الحمراء أمام آلاف الجنود المشاركين في العرض العسكري لمناسبة ذكرى الانتصار السوفياتي على النازيين العام 1945، «أتوجه إلى قواتنا المسلحة، أنتم تقاتلون من أجل الوطن الأم، من أجل مستقبله»، مشددًا على وجوب بذل كل ما يمكن «حتى لا تتكرر أهوال حرب شاملة جديدة».
20 ألف نعش
وبعد خطاب بوتين، مر 11000 جندي وعشرات المركبات، بما في ذلك قاذفات صواريخ استراتيجية ودبابات، عبر الساحة الحمراء، ومن بينها وحدات عائدة من الجبهة الأوكرانية. وكان لابد من إلغاء العرض الجوي بسبب سوء الأحوال الجوية.
منذ أن نُصب فلاديمير بوتين رئيسًا لروسيا في العام 2000، كُرّس العرض العسكري لإحياء ذكرى يوم النصر السوفياتي في 9 مايو على ألمانيا النازية، وكذلك لعرض القوة العسكرية الروسية بعد الانتكاسة التي منيت بها إثر انهيار الاتحاد السوفياتي. ويحاول الرئيس الروسي وضع الصراع في أوكرانيا في خانة العام 1945، واصفًا الخصم بأنه من النازيين الجدد.
زيلينسكي: لن ندع أحدا يستأثر بهذا الانتصار
وفي مقطع فيديو نُشر قبل ساعة من خطاب الرئيس الروسي قال فولوديمير زيلينسكي: «لن ندع أحدًا يستأثر بهذا الانتصار، ويستولي عليه».
وأضاف زيلينسكي في رسالة فيديو ظهر فيها وهو يسير في الجادة المركزية في العاصمة كييف: «في يوم النصر، نحن نقاتل من أجل نصر آخر، والطريق إلى النصر طويل ولكن ليس لدينا شك في انتصارنا«. وأضاف: «انتصرنا آنذاك، وسننتصر الآن».
بعد شهرين ونصف على بدء غزو روسيا لجارتها أوكرانيا، تركز القوات الروسية هجومها على شرق البلاد، إذ اضطرت هيئة أركان الجيش الروسي إلى مراجعة أهدافها وخفض طموحاتها بالسيطرة على البلاد والعاصمة بعدما فشلت أمام أبواب كييف في وجه قوات أوكرانية أكثر حماسة وصمودًا مما كان متوقعًا، ومجهزة بأسلحة قدمتها الدول الغربية.
تعليقات